شارك هذا الموضوع

رواتب العمال والموظفين

بينما كنا في الحديث أنا وصديقي الذي يكبرني بسنة لاحظت عليه شيءً من الكآبة فسألته عما بخاطره فأجاب بأننا الآن في في منتصف الشهر ولم أتسلم راتب الشهر الذي قبل السابق أي أني أنتظر راتب الشهرين الماضي والذي يسبقه، وهذه مرارتي في كل شهر فهناك الإلتزامات التي تلاحقني كرب أسرة وإيجار الشقة والكهرباء والهاتف وصرف النفقة على الولاد والزوجة والأمور البيتية بالإضافة إلى أنني أدفع قرضاً شهرياً وغيرها، ومديرنا بالشركة غير مهتم بنا، وقد كتبنا إليه الكثير من الرسائل التي نطالبه فيها بصرف رواتبنا في وقتها، إلا أنه لم يكترث برسائلنا وربما لا يقرأها، فكرت في استبدال العمل بشركة أخرى إلا أن الوظائف غير متوفرة، ولا أستطيع المجازفة بالاستقالة ومن ثم البحث إذ كما ذكرت الإلتزامات تلاحقني من كل صوب، هذه هي المعاناة التي تقلقني كثيراً وتزداد في كل نهاية شهر.


فياترى أليس من حق الموظف أن يتسلم راتبه الشهري في عملية ثابتة عند آخر كل شهر؟ لماذا يبقى الموظف في عمله لمدة طويلة قد تصل إلى شهور من دون أن يتسلم مرتباته؟ والتي هي من حقه وليست منة عليه من أحد حتى ممن يعمل عنده. وهنا لابد من الإشارة إلى أن مثل ذلك قلما يحدث مع الشركات الكبرى والمؤسسات والدوائر الحكومية الرسمية ، وإن حدث ذلك فهي حالات شاذة.


أما من يتعمد ايقاف الاجور دون أي سبب يذكر سوى تخزينها أو القيام باستثمارها دون أخذ إذن أصحابها العاملين والموظفين فقد لا يستطيعون العيش دون الديون على إثر ذلك تكثر همومهم المثقلة بالافكار السلبية والظنون السيئة إضافة إلى الديون المالية فيقل انتاجهم، وقد يكثر إهمالهم في أعمالهم وكل ذلك قد يؤدي إلى الافلاس بسبب الخسائر المتكررة على صاحب العمل.


ونرى أن اجور العمال والموظفين ليست من حق أي أحد أن يتلاعب بها بأي شكل من الأشكال، لذا فإن التقرب إلى الله هو طاعته من خلال تأدية ما أمر الله به، ثم أن هناك عبارة تقول  "أعطوا أجر عامليكم قبل أن يجف عرقهم" لا أدري من أين سمعت هذه العبارة إلا أني حفظتها. وإن كان معسرا تسيير مرتباتهم في وقتها فليصارحهم وأن يشرح لهم اسباب تأخير الرواتب بصدق وأمانة وان يطلب منهم مساعدته في استعادة أمواله فمن أراد البقاء فله ومن أراد البحث عن عمل آخر فهذا من حقه. والصدق أحلى الكلام.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع