شارك هذا الموضوع

صنقور: لا أعرف أحداً أفتى بالجواز ونحن أبناء الحوزات

وصف الشيخ محمد صنقور الضجة المثارة حالياً في الأوساط المحلية والمتعلقة بما أسماه البعض بـ"‬حرب الفتاوى‮"‬، بسبب الجدل حول حلية استلام الأئمة لرواتب الحكومة نظير عملهم من حرمته بـ‮"‬التهريج الذي يسوق له النفعيون من أبناء الدنيا‮"‬، مشيراً إلى أن النفعيين‮ "‬يتغذون على الفتنة ولا ذكر لهم إلا في أجوائها، فمتى عَرِف أمثالهم مراجع التقليد وهم ما فتئوا يطعنون عليهم‮" ‬رافضاً في الوقت عينه تعبير‮ "‬حرب الفتاوى‮" ‬لأن‮ "‬الزوبعة مفتعلة واللغط والضوضاء التي يثيرها البعض يُراد منها التعمية على الحرام البيِّن‮".‬


وقال في حوار مع‮ "‬الايام‮": ‬إن الهدف من افتعال هذه الضجة هو‮ "‬إيهام البعيدين عن أجواء المجتمع أن ثمة مساحة واسعة من العلماء يناقض موقفها موقف المجلس العلمائي، فتوسلوا هذه الوسائل المفضوحة‮" ‬مرجعاً الهدف من إقرار مشروع كادر الأئمة إلى‮ "‬الهيمنة على مساجد الله ومحاريب الصلاة‮"‬، معتبرا أن ذلك مخالفاً للدستور. ‬في ما يلي نص الحوار.. ‬


‮- "‬حرب فتاوى‮" ‬هذا ما أطلق عليه مؤخراً في السـاحة المحلية بعد‮ "‬تحريم‮" ‬المجلس العلمـائي لاستلام الأئمة رواتب من الحكومة نظير إقامتهم صـلاة الجماعة.. ‬جـهة تحرّم الاستلام وتستدل برأي مرجع، وجهة أخرى تحلل وتسـتدل بنفس المرجع‮! ‬ما الذي يجري؟ هل للأمر أبـعاد مصلحية شخصية.. ‬أم البعد الأول والأخير عند الطرفين هو الدين وحده؟


صنقور‮: ‬ليس ثمة حرب، والزوبعة مفتعلة واللغط والضوضاء التي يثيرها البعض يُراد منها التعمية على الحرام البيِّن.‬
هكذا أفهم التهريج الذي يسوق له النفعيون من أبناء الدنيا فهم يتغذون على الفتنة ولا ذكر لهم إلا في أجوائها، فمتى عَرِف أمثالهم مراجع التقليد وهم ما فتئوا يطعنون عليهم.‬
إن المجلس الإسلامي العلمائي ليس هو من حرم تقاضي أئمة الجماعة لرواتب الوزارة، فالفقهاء الذين نسبنا لهم الحرمة أحياء ووسائل الوصول إليهم والتعرف على ما أفادوه ميسور، فلماذا هذه الضجة؟


* إن الدافع وراء افتعال هذه الضجة أمران‮:‬
الأول‮: ‬هو إيهام البعيدين عن أجواء المجتمع أن ثمة مساحة واسعة من العلماء يناقض موقفها موقف المجلس العلمائي، فهم يتوسلون لذلك بوسائل مفضوحة.‬
الثاني‮: ‬هو إحداث التشكيك في مصداقية المجلس العلمائي.‬


ونحن هنا نؤكد للجميع أن من كان صادقاً مع ربه وكان على بصيرة من أمره لا يخاف دركاً ولا يخشى، ومن كان رائده الصلاح والإصلاح وشيمته التقوى تولى الله تعالى رعايته وحياطته، فهو يتولى الصالحين من عباده.‬


* على‮ "‬البعض‮" ‬أن يتواضع للعلم
‮- ‬إذا كان الهدف من رفض كادر الأئمة والمؤذنين وبالتالي تحريم استلام رواتب هذا الكادر.. ‬هو الخوف من عدم استقلال الأئمة‮ ــ ‬حاضراً أو مستقبلاً‮ ــ ‬حسب أدبيات المجلس العلمائي فلماذا لم نر عين التحريم موجوداً في سلك القضاء الشرعي؟ فهو الآخر يُخشى أن تسيطر عليه السلطة، والسيطرة على هذا السلك أخطر من السيطرة على الأئمة والمؤذنين؟


صنقور‮: ‬ان من كان له حظ من الفقه الجعفري يدرك صوابية موقفنا كما يُدرك أن المساهمة في تمرير هذا المشروع من الحرام البيِّن، وإذا اتفق أن جهل البعض بذلك فليتواضع للعلم وليسأل أهله فسيُذعن إنْ كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد، وان تمادى فستعشوا الدنيا بصره وسوف يُصبح بصره يوم يلقى ربه حديداً حينئذ ولاة مندم.‬


* فتاوى مكذوبة ولدينا الدليل
‮- ‬يتهم البعض المجلس العلمائي بأنه يخفي على الناس فتاوى تحلل استلام الأئمة لرواتب الدولة في قبال نشره الفتاوى التي تحرّم فقط.. ‬ما رأيكم في هذا القول؟ ومن من الفقهاء الشيعة يحلل ومن يحرّم؟
صنقور‮: ‬لا أعرف أحداً أفتى بالجواز ونحن أبناء الحوزات، ودعوى الجواز المنسوبة للسيد علي السيستاني مكذوبة قطعاً وعندنا ما يؤكد ذلك، وكذلك الدعوى المنسوبة للسيد علي الخامنئي ومن أراد أن يتوثق من ذلك فلن يجد صعوبة تُذكر.‬ راجعوا مواقف الشيعة برمتها


‮- ‬هناك مجموعة من اللاءات أطلقها التيار الإسلامي الشيعي على‮: ‬المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تنظيم وتوثيق الأوقاف الجعفرية، قانون الأحوال الشخصية، واليوم كادر الأئمة والمؤذنين.. ‬وكل هذه اللاءات تدعونا كما أشار أحد الزملاء إلى مراجعة موقف الشيعة برمته حيال التعاطي من السلطة، فكيف ينظر الشيعة إلى العلاقة بينهم وبين السلطة؟


صنقور‮: ‬ان الغرض من هذه الدعوى هو التحريض علينا، وإلا فمواقفنا مما ذكرت معلنة ومبرراتها مذكورة.‬
فالمجلس الأعلى الإسلامي بقانونه السابق كان مشتملاً على مواد منافية لضرورات المذهب، ولما تم حذفها من الحكومة ثمنّا لها موقفها وشكرنا لها مرونتها.‬ وأما دائرة الأوقاف فقد دعونا لإصلاحها وقدمنا مشروعاً لذلك فلم نتلق عليه جواب.‬ وقد كان الوعد من قبل المسئولين هو الجدية في دراسة المشروع.‬ وأما قانون الأحوال الشخصية فلم نرفضه وإنما اشترطنا أن يكون مطابقا للشريعة وأن يبقى كذلك أبداً.‬


وأما كادر الأئمة فهو مشروع يرمي للهيمنة على مساجد الله ومحاريب الصلاة وذلك مناف للدستور.‬ وأما الدعوة لمراجعة موقف الشيعة برمته فراجعوا ما استطعتم فليس عندنا ما نُخفيه أو نخشاه. ‬ ولا يُحرم اللطف الإلهي من كانت الآخرة أكبر همه، وحسبنا الله عليه توكلنا فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون.‬


الأيام ــ 15/5/2006م

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع