كلمة فخامة الرئيس الإيراني السابق سماحة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد محمد خاتمي
التي ألقاها بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث
في التقسيمات التي تجري اليوم للمجتمعات، نسمع كثيراً عن مقولة العالم الإسلامي مقابل العالم المسيحي أو العالم الغربي أو العالم الصيني أو العالم الهندي وما شابه من العوالم. كما يتم الحديث كثيراً عن الحضارة الإسلامية مقابل الحضارة الغربية. لا شك في أن حضارةً مشرقةً قد تمّ بناءها يوماً باسم الإسلام، وإنها أثّرت كثيراً في المجتمع والتاريخ البشريين كما تركت آثاراً واسعةً وراءها. لكنّ السؤال هو: هل إن ما اشتهر باسم الحضارة الإسلامية هو عين الإسلام؟ أو الإسلام بذاته؟ من خلال البحث الآتي سنحاول وإياكم أن نجد الإجابة المناسبة على هذا السؤال. من المفيد بدايةً أن نتحدث عن الحضارة حتى يتسنى لكم التعرف على رأي المحاضر حول مقولة الحضارة.
من نافلة القول الإشارة إلى أن كل حضارةٍ لها علاقة تناسبية مع ثقافةٍ خاصة، وثمة تفاعل وعلاقة ديالكتيكية بينهما. لكنه وكما ستتم الإشارة إليه لاحقاً فإن الثقافات أكثر ديمومة من الحضارات.
وإذا كانت الحضارة هي الإجابة على مجموع أسئلة وحاجات الإنسان، فإن نوع الحضارات سيكون مختلفاً حسب نوع الأسئلة والحاجات، ولما كان جزءٌ لا بأس به من الأسئلة يتغير بين اليوم والآخر، فإن الحاجات لابد أن تكون متفاوتة هي الأخرى، ولذلك ترانا نشهد ولادة ونمو واضمحلال الحضارات على امتداد التاريخ، وهو ما يشكل علامة على روح الإنسان السيّالة في ساحة الوجود. إن ما ظهر في المشهد التاريخي باسم الحضارة الإسلامية ما هو في الواقع إلا مجموع المساعي الفكرية والاجتماعية والعملية للمسلمين، تلبيةً لاحتياجاتهم وفق رؤية اعتقدوها منبثقة عن القرآن والإسلام.
وتجدر الإشارة إلى أنه لولا اهتمام الإسلام بالفكر والمنهج العقلاني وإطلاق مقولة الاختيار للإنسان، فإنه لما توفرت الظروف الملائمة التي هيأت المسلمين من أجل خلق عالم آخر ليصبح إناءً للحضارة الإسلامية.
لكنه وكما هو معروف فقد بات يفصلنا اليوم مسافة كبيرة عن عصر ازدهار الحضارة الإسلامية.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل إن المسلمين مطالبين فعلاً بإحياء حضارة لم تعد موجودة، وإذا كان لها وجود فإنها تبقى متأثرةً بالحضارة الغربية بشدة؟ أو أن عليهم أن يذوبوا في أحشاء الحضارة الجديدة والثقافة المتناسبة معها، وأن يقبلوا بالحداثة والعلمانية والليبرالية التي هي جميعاً من تجليات الحضارة الجديدة مثلها مثل الفن والعلم الجديدين؟
أم أن هناك طريقاً ثالثاً بين هذين القطبين المتضادين ألا وهو خلق حضارة جديدة أخرى تحمل في طياتها مزايا الحضارة المعاصرة متجنبةً في الوقت نفسه النواقص والعثرات التي تعتريها؟ بعد طرح هذا السؤال الأساسي وقبل الإجابة عليه، من المفيد أن نقدم صورة مجملة عن موقع عالمنا الإسلامي والظروف التي تعيشها: إن العالم الإسلامي واقعٌ معقد متشابك في بعضه، لابد من العمل على معرفة جميع أبعاده وشؤونه، رغم أن التوصل إلى هذه المعرفة أمرٌ صعب وعسير.
نستطيع القول بأن وضعنا اليوم يشبه إلى حد ما الوضع الذي كان عليه العالم الغربي في حوالي القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي، والذي كان واحداً من أسبابه التعرف على العالم الإسلامي. مع الفارق بأن تجربة الغرب كانت قد حصلت في ظروف مختلفة تماماً عن ظروف عالمنا الإسلامي اليوم. على الأقل لا يمكن أن نتجاهل ذلك التباين الواضح، وهو أن الغرب قد انطلق في تجربته في وقت كانت تعيش فيه الحضارات الأخرى -ومنها الحضارة الإسلامية- عصر الركود والضعف والتراجع، مما سمح بالمجال للغربيين أن يفتحوا طريقهم إلى المستقبل من الداخل وعبر آلية صراع داخلية ممحضة بين قواهم القديمة والجديدة دون أي تدخل أجنبي يذكر.
غير أن العالم الإسلامي الذي يعيش اليوم من الناحية العلمية أو الاقتصادية أو التكنولوجية في مستويات أدنى بدرجاتٍ مما هي عليه الحال في الغرب، فإنه قد بدأ تجربته الجديدة وهو محاط على كل المستويات الفكرية والسياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية بحضارةٍ تقيم أساس اقتدارها وقوتها خارج حدودها - مع الأسف الشديد - على فرض سيطرتها المطلقة على كل ما - أو كل من - هو غير عربي.
إن العالم الإسلامي اليوم يعاني من أنواع المعاناة الداخلية والخارجية، التي ليس سهلاً معالجتها. وإنني أحاول هنا الإشارة إلى بعض منها:
.1 إن العالم الإسلامي ظل يعيش لقرون متمادية تحت سيطرة استبداد، غالباً ما كان يقدم لها التبريرات من معين الدين والفلسفة الأمر الذي أفضى إلى نوع من النزعة الاستبدادية في قلب عاطفتنا التاريخية والثقافية نحن المسلمين. كما أن الاستبداد المستولى هذا أفرز ذهنيات وعادات في مجتمعنا لا مناص لنا إلا بتشذيبها وتهذيبها إن أردنا صناعة مستقبل أفضل، مهما كان ذلك صعب المنال. ويبدو أن من أهم محطات التغيير الضرورية في العالم الإسلامي اليوم هي مهمة تحرر العالم الإسلامي من نزعة الاستبداد التاريخية هذه، والانتقال إلى عصر نشهد فيه استقرار الدولة - الأمة في البلدان الإسلامية وذلك من خلال الاعتراف رسمياً بالشعب بمعناه الفلسفي- الاجتماعي، بأن يكون النظام منبثقاً عن إرادة الشعب وتحت رقابته وإرادته الحرة. وفي هذا السياق لا تكفي الرغبة لوحدها لإنجاز مثل هذه المهمة. بل إن تحقيق ذلك يتطلب الثقافة والذهنية الملائمة. إن الكفاح العلمي والثقافي والتربوي ضد ذهنية النزعة الاستبدادية لدى المسلمين، وآثارها العملية، واحدة من أهم الواجبات النهضوية والتربوية والثقافية في العالم الإسلامي. وإن الأهلية والأحقية للقيام بهذه المهمة، تكون لمن سبق لهم أن خلصوا أنفسهم وأرواحهم عميقاً من آثار وبقايا تلك الثقافة الاستبدادية.
2- لقد سبق أن تحدثت عن العلاقة التناسبية بين الحضارة والثقافة وقلت أن كل حضارة تناسب ثقافة بعينها وتلائمها. ولكن بما أن الثقافة ترتبط بعمق وجود ووجدان الإنسان فإنها أكثر ثباتاً وديمومة من الحضارة. فلعل حضارة ما تتراجع فيخضع المجتمع لتأثر حضارة أخرى. لكن الثقافة المتناسبة مع الحضارة المتراجعة تبقى حية في الروح الاجتماعية للمجتمع لفترة طوية، الأمر الذي من شأنه أن يخلق تناقضاً داخلياً وازدواجية في الشخصية الاجتماعية واضطراباً فكرياً وأخلاقياً ملحوظاً.
إن ساحة النزاع بين التقليد والتجديد باتت تدور رحاها بشكل أو بآخر منذ ما يزيد على القرن من الزمان في مجتمعاتنا الإسلامية. في خطابي الأخير الذي ألقيته في برلين حول الإسلام والعلمانية قلت بأن طرح موضوع من هذا النوع - وإن كانت معالجته أمراً ضرورياً- لكنه هو بذاته يعبّر عن سوء الفهم التاريخي بين الشرق والغرب.
أولاً: لماذا يتم التساؤل دائماً عن العلاقة بين الإسلام والعلمانية، ولا يتم تعميم مثل هذا السؤال إلى العلاقة بين الدين والعلمانية بشكل عام؟ وكأن الأدبيان جميعاً حسمت موقفها من العلمانية. أي إنها سلمت نهائياً بهذه الظاهرة العالمية المعاصرة ولم يبق إلا الإسلام المطالب بضرورة حسم موقفه منها؟ في الوقت الذي نعلم فيه تماماً بأن الدين بشكل عام يؤمن بالأمر المطلق والأمر القدسي والمتعالي. بينما لا تظهر العلمانية إلا في العالم المنزوع من القدسية بشكل عام. وبالتالي فإن الموضوع هو موضوع الدين والعلمانية عموماً وليس الإسلام والعلمانية على وجه الخصوص.
ثانياً: إن الأمور الإنسانية التي يتفاعل معها وعي الإنسان وإرادته وفهمه، تتأثر في الواقع بحيثيات وظروف الزمان والمكان، وعليه فإن ما هو حاصل في ظروف معينة وزمان ومكان معينين، لا يصح - علمياً- تعميمه على ظروف وأوضاع تفتقر إلى تلك الشروط الخاصة، بغض النظر عن كون ذلك أمراً مرغوباً فيه أو غير مرغوب فيه. إن العلمانية مثلها مثل الحداثة ليست سوى ظاهرة غربية نشأت وتبلورت في خضم تطورات الغرب. فكيف لنا أن نعمّمها - أو بعبارة أدق أن نفرضها- على العالم الإسلامي أو العوالم غير الغربية الأخرى.
إن الذي يدعون العالم كله للتبعية لظاهرة العلمانية ومقولتها، إنما هم مصابون بنوع من الغرور الكاذب والاعتقاد الباطل، وهو ليس سوى إهانة للذات البشرية. فما دام البشر موجوداً فإن طريق الكمال مفتوح أمامه. ولن يتوقف الإنسان يوماً عن البحث عن الطرق الأفضل للحياة المعنوية والمادية. وإنه لمن المؤكد أيضاً أن الحضارة الغربية ورغم كل إنجازاتها الهائلة - ليست نهاية التاريخ! وهي تعاني اليوم أكثر من أي وقت مضى من آثار الشيخوخة والأزمة التي تبدو واضحة في معالمها العامة.
في الشرق أيضاً، فإن أولئك الذين يدعوننا لتقليد الغرب تقليدًا أعمى، فبغض النظر عن كون دعواتهم هذه غير عملية وغير علمية البتة، فإن جذور دعواتهم تلك لا تعود إلى دعوة للتأمل والتفكير أمام أسس الحضارة الغربية، وإنما تعود إلى نوع من الانبهار والإحباط أمام الغرب الذي تعرفوا عليه للأسف الشديد عبر مظاهره وظواهره وليس من خلال مبادئه وأسسه وجذوره ودعائم حضارته وفكره. ثالثاً: من نافلة القول هنا أيضاً الإشارة إلى أننا وعلى إثر التطورات المذكورة نعيش أزمة حقيقية. فالقول بأن التبعية العمياء للتجدد ولكل ما هو عرف غربي عملية غير علمية، لا يعني أبداً رفض الغرب والعودة الكلية إلى الماضي. فمثل هذه العودة الماضوية ليست ميسورة وحتى لو كانت كذلك فهي ليست مطلوبة، إنها المفارقة المشكلة التي طالما يعاني منها عُبّاد السنن والتقاليد.
إننا بحاجة إلى تغيير وتجديد الفكر كما في العمل، بما يتناسب مع وضعنا وعصرنا. وإنه لن ينجح أي تغيير، برأيي، ما لم يستند إلى الاهتمام بالتقاليد ويقوم عليها. وإذا كان الغرب قد أطلق عملية خلق عالمه الجديد عن طريق ما عرف بالنهضة الأوروبية (رنسانس) فإن هذه النهضة لم تكن سوى العودة إلى التقاليد والسنن ولكن مع معرفتها ونقدها وتجديدها بالطبع. في العالم الإسلامي أيضاً أرى بأن من يريد أن يكون له دور مؤثر في عملية التغيير والحتمية وهدايتها نحو الأفضل، فلابد له أن يكون مطّلعاً على التقاليد والسنن اطلاعاً جيداً، ومتعمقاً في فهمها أولاً، وأن تكون له الشجاعة والقدرة على نقدها وتجديدها (وليس رفضها) ثانيا، وذلك مع احترامه لهذه السنن ووفائه والتزامه لثوابتها وقواعدها الخالدة، كل ذلك من أجل وضع المسلمين ونقلهم إلى عالم يأنسون فيه للإسلام كما للثقافة والحضارة الجديدة ويكونون أوفياء لها جميعاً واضعين عصر التخلف التاريخي الصعب الممل خلف ظهورهم دون تردد. إن الطريق مشرعة أمام المثقف المسلم تتمثل في نقد التقاليد - وليس رفضها - ونقد الحداثة والغرب - وليس رفضهما. إننا مسلمون والإسلامية تمثّل أساس هويتنا. إن الوفاء للإسلام لا يعني التسليم الأعمى أمام الأساليب والرؤى العائدة إلى الماضي وإن كانت نافذة في أعماقنا باسم الإسلام.
لكن مشكلة الإسلام ليست مقتصرة على ما هو نابع من الداخل فحسب.
رابعاً: إن التواجد الواسع والهائل للقوى الساعية على العالم ونهبه، لا يسمح للعالم الإسلامي أن يجتاز بحرية مرحلة التطور والانتقال بعيداً عن الضغوط والمؤامرات الخارجية. إن تلك القوة - أو القوى- التي تملك الآليات والإمكانيات الدولية لترسيخ هيمنتها وتعزيز قدراتها، لا تفكّر إلا في تبعية الآخرين وانقيادهم الكامل لها. ولأن واقع ما ترمي إليه تلك القوى، هو المصالح المادية والاستراتيجية ومناطق النفوذ، وذلك على رغم شعاراتها الخدّاعة في الدفاع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، لذلك فإنها لن تقبل أي تغيير يمس مصالحها أو يعرّض مناطق نفوذها للخطر. فإنها قادرة على التعايش والتفاهم مع الحكومات غير الوطنية وغير الشعبية أكثر من تعايشها وتفاهمها مع الحكومات المنبثقة عن إرادة الشعوب والتي تحرص بطبيعة الحال على مصالح شعوبها المادية والمعنوية سيما فيما يخص الدفاع عن كرامات وحرمات تلك الشعوب والكفاح ضد تخلف بلدانها وتعرضها للازدراء والتحقير. صحيح أن الاستعمار بوجهه القديم قد رحل وولّى. ولكن علينا أن لا نشك أبداً بأن مشكلتنا الكبرى نحن في بلدان الجنوب وخاصة البلدان الإسلامية لا تزال متمثلة في الاستعمار. أي الاستعمار الذي يظهر في صورته الجديد وهو يُرخي بظلاله على كل أنحاء العالم وعلى مجمل العلاقات الدولية بمزيد من الأنانية والخطورة. الاستعمار الذي لم يعد مستعداً لدفع الأثمان من أجل تأمين سيطرته - على خلاف ما كان معهوداً في السابق- بل إنه أصبح لا يفكر إلا بالربح والربح فقط. حتى أنه يحاول أن يدفع تكاليف سيطرته من جيوب العالم الأكثر حرماناً.
خامساً: من أجل أن نتحرر من أجواء انعدام الأمن وشيوع حالات الخوف والاضطراب والتشتت والحرب والإرهاب التي لم تعد تهدد اليوم الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب فحسب، وإنما البشرية جمعاء، بل وتهدد كل المنجزات المدنية والعلمية والثقافية والتاريخية للإنسان. فإننا نرى أنه ليس هناك من طريق أمامنا سوى العودة إلى حقيقة الدين التي هي مشتركة بين كافة الديانات الإلهية.
إن غفلة البشر عن حقيقة القدسية المطلقة من جهة، وإضفاء القدسية على الشؤون البشرية وغير المقدسة من جهة أخرى، ما هما إلا العاملين اللذين قد ألحقا أضراراً كبيرة بدين الله كما بعباده.
وإذا كان العالم المعاصر المصاب بالنزعة المادية لا يعرف هدفاً نهائياً للإنسان إلا في المنفعة (Utility) ولا يقدم للمنفعة تعريفاً غير التملك المادي والغفلة عن البعد المتسامي القدسي لوجود الإنسان - والذي يتجلى في القيم الروحية والأخلاق- فإن الطبيعة والخليقة لا تمثلان في العالم المعاصر إلا مصدراً للمادة الأولية والطاقة. فلا فائدة فيهما إلا أن تسخّرا للإنتاج ولتلبية حاجات الإنسان المادية.
إنما الطامة الكبرى هي عندما نقوم بخلط ذلك الشكل التاريخي والزماني والمكاني بجوهر الدين، ونجرد جوهر الدين من تجلياته الأخرى، من خلال إصرارنا على رفض التغيير في الشكل وفق التطور الذي تشهده روح الإنسان عبر التاريخ، وبذلك نكون قد ظلمنا دين الله.
أنني على قناعة بأن الأكثرية الغالبية والواعدة في مجتمعنا الإسلامي مستعدة أكثر من أي وقت مضى، للتعاون والتآلف وإطلاق حركة منسجمة في ميدان الفكر كما في ميدان العمل. وإنني لآمل أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب بغية أن يساعد المجتمع الإسلامي في تجديد وتحديث الفكر الديني، وأن يسير به نحو قيام أنظمة ديمقراطية حرة متقدمة تحرص على صيانة الأخلاق والقيم المعنوية جنباً إلى جنب مع التنمية العلمية والسياسية والاقتصادية، وأن يكون مستعداً لإطلاق الحوار البناء والفعال مع كل العالم ومن بينه العالم الغربي والاتجاه نحو الإسلام والتعايش بدلاً من الصراع وسوء التفاهم والحرب والإرهاب.
ويجب أن لا يطول انتظار العالم الإسلامي لاسيما المفكرين وبالأخص جيل الشباب الواعي الذي يصر على هويته الإسلامية الراسخة - والمتطورة في نفس الوقت - ويبحث عن حريته واستقلاله وتقدمه. وعلى ضوء الدعوة الموجهة لعقد هذا اللقاء المبارك وما رافق - وسيرافق - ذلك من تعاضد وتضامن وانسجام وتنظيم، فإنني كلي أمل بأن يؤول الأمر إلى استجابة إيجابية تطور حالنا ومستقبلنا.
إنني أعود وأكرر دعوتي إلى التجديد والتحول في أفئدة وأبصار وحياة العالم الإسلامي وإلى مزيد من التضامن والتآلف والانسجام المنظم من أجل الوصول إلى مستقبلٍ أفضل. وآمل من جهتي أن أتمكن من متابعة هذه المهمة بشكلٍ أكثر جدية من الآن فصاعداً بعدما تفّرغت نسبياً من أعباء مسؤولياتي الثقيلة السابقة كما آمل أن تجد مثل هذه الدعوة التجديدية الاستجابة الفعالة والحيوية اللازمة لها في جميع أنحاء العالم الإسلامي بما يطور حالنا ومستقبلنا إلى أحسن الأحوال.
التعليقات (0)