شارك هذا الموضوع

تنوع وتجدد عاشوراء

تتواصل الفعاليات طوال العام، وتتبادل المواقع في إحياء المواسم، متنوعة من خلال الطرح والأدوار، مبادلة المنصة بالمسرح والمسرح باللاقطات الصوتية، وتاركة للمشاهد تقييم الدور الذي يحلو له مشاهدته، فوحدها فعاليات موسم عاشوراء تنوعه متجدد وتجدده ملحوظ في تنوع الأدوار والطرح والأساليب.


اليوم حين تتبع لفعاليات عاشوراء في أي مكان فإنك تظل محتاراً لأي مشهدٍ تختار وتقف أمام أي منبر وتستمع، فلم يقف المأتم على منبر وحسب فهاهو المأتم مسرح ومشاهد مجسمات وصور مرسومة ومنبر ينقل لك سيرة وفاجعة وفلسفة واقعة كربلاء.


التنوع والتجديد
منذ الأمد فالمنبر وحده الذي الصوت الإعلامي لواقعة كربلاء، ووحده يختزل المشاهد الإبداعية في الطرح والتحليل والتصوير للمستمع عن عظم الفاجعة يوم عاشوراء، ولقدمه تأصل ونمت منه مدارس شتى، فمدرسة الرثاء المحظ، الذي تكمن وظيفة الخطيب فيه على ترديد أبيات النعي والمصيبة، ومدرسة التحليل والنعي فهي الأخرى أضافة إلى المدرسة الأولى مدخل واحد وهو مدخل البحث التحليلي للواقعة مضافاً إلى النعي في أخر البحث، ومدارس ومدارس ما زال المنبر يتدفق بها إلى الأجيال.


وتنوعه وتجدده ينم عن نوعية أساتذته ورعاية مدارس طلاب العلوم الدينية له، فالطالب بدخوله إلى عالم الخطابة الحسينية يترتب عليه أمور من أهمها دراسة الفقه الإسلامي الإلمام بالثقافة الفقهية والدينية والعقائدية والتربوية، مضافاً إلى معرفته بفنون الخطابة وألحان الرثاء الحسيني على المنبر.


مطلب عصري متجدد
المستمع بطبيعته يتجدد بتجدد الزمان والمكان، فإن هذا التجدد يحتم على الخطيب أن يحضر له مادة علمية جديدة ونوعية، تتفق مع متطلبات العصر الحديث، لا المطلوب أن يتحدث عن واقعة كربلاء بلغة الأرقام الجافة، ولكن بلغة علمية بحيث يفقهها الشاب العصري البعيد شيئاً عن كلاميات السيرة التي في الروايات القديمة، فإن كلاميات السير والفقه والعقائد بحاجة إلى رجل دين نقلها بأسلوب يتقبله فهم الشاب اليوم بلغة لا تدع للشاب حجة عدم الفهم أو أن يحتاج إلى مراجعة لغوية ليفهمها.


تقنية العصر
المنبر ومضافاً لمدارسة التجديدية فهو ما زال يتطلب إلى عوامل أسس لتأصيل مدارسة وطلابة ومريديه، فإن المتتبع يلحظ أن الكثير من الخطباء ما زالوا بعيدين كل البعد أن عصرنة التقنية، فطالب العلم مضافاً إلى تفقهه في علوم تخصصه الدينية يتطلب إلمامه بالعلوم العصرية، فالشاب اليوم لا يطلب نقلاً للسيرة المحظة، ولا يتطلب نعياً حسينياً محظاً، ولا نقلاً لما في الكتب، إنما يتقبل ما هو جديد، فمن ما هو جديد الطرح المتميز المقرون بالأدلة والبراهين والبحوث الجديدة التي تناولها العلماء سابقاً ولكن يخفى الكثير من الشباب عنها، وللمتبع أن يحكم بأن الشاب اليوم أمام شبكات المعلومات فبزر واحد يمكن أن يقرأ السيرة ويضم إلى قراءته استماعه للنعي للكثير من الخطباء، فإن طالب العلم أعلم بالضروريات وأعلم بمتطلبات الشاب اليوم، فإن من أدوات التجديد عدة وجوه منها تناول البحوث الجديدة التي لم تأخذ حقها في بحوث عاشوراء، أو طباعة البحوث ونشرها عبر الكتيبات والإصدارات أو بثها عبر مواقع الإنترنت، وتدعيمها بالمصادر والأدلة والبراهين وإن أمكن إدخال هالة من فنون الرسم والتصميم، فعوامل التجديد كثيرة ولا نطلب من طالب العلم فوق دراسته وتفرغة للدراسة هم التجديد ولكن ليكن لطالب العلم الإشتراك في عوالم العمل المؤسساتي في تدشين رحلته مع عالم المنبر.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع