شارك هذا الموضوع

شاء الله أن يراهن سبايا

حينما خرج الحسين بأهله جميعاً وخلف دياره مقفرة خالية من أهلها .. فإن ذلك لك يكن قرارا وليد اللحظة ولا من وحي المصادفة التي جعلته يضم إلى ركب المقاتلين زينب وزوجاته وبناته ونساء وأطفالا لا تقوى على تحمل جو المعركة فالحسين في طريقه إلى كربلاء كان على علم مسبق بماسيقع عليه من مصيبة .. فلماذا كانت النساء معه ؟ ولماذا الأطفال ؟ ولم كل هذا الركب الكبير ؟ ولم لم يكتف بالمقاتلين من أهله ؟


تأتي الإجابة : " شاء الله أن يراهن سبايا.. على ظهور المطايا "
ولكن ما وراء هذه المشئية أمر أعظم وهدف أبلغ فلولا وجود النسوة مع زينب عليهاالسلام لما نالت المصيبة حقها من الذكر والعزاء فالجسد الذي لم يوارى والعزاء الذي لم ينصب
والسبي الذي جرى على تلك النسوة كان أبلغ إعلام انفجرت به زينب عليها السلام بمصاب أخيها ولولا دخول عقيلة الطالبيين عليها السلام مجلس الطاغية ابن زياد لما وصلت لأسماع من كان حاضراً مصيبة الحسين ولا ذهل النصراني من رأس ابن بنت الرسول والبضعة البتول ولولا سبي النساء وتعريجهم على مرقد الحسين عليه السلام ودخولهم المدينة بالنوح ونعاء بشر لانطمست المعالم الحقيقية لمظلومية الحسين ومأساته لله درك يا أم المصائب " شاء الله أن يراك والنسوة سبية بين قاتلي أخيك " فكنت بعين الله يراك ويشهد على أنهم قتلوا ابن بنت نبيهم ولا من ابن بنت نبي على الأرض سواه


نعم كانت تلك هي زينب ... سيدة كربلاء
فدورها لم يبدأ حينما انتهت المعركة فحسب
ولم يبدأ من حيث سقوط الحسين عليه السلام
بل هي سيدة كربلاء التي تحملت واحتملث ثقل واقعة الطف على عاتقها


فمما يذكر أنها عليها السلام اشترطت على زوجها عبدالله ابن جعفر حيث زواجها أن تكون ملازمة لأخيها الحسين وأن تداوم على زيارته في كل يوم وأن تلازمه حين الرحيل إلى كربلاء


فكان دورها قائما وفاعلا منذ اللحظة الأولى للانطلاق من المدينة بالركب الحسيني السائر نحو الموت فكانت الصابرة المصبرة للنساء وكانت هي التي تتلقى جثث الأحبة والشبان في المخيم


وكانت هي من تشد إزر الحسين وكانت هي من قدمت للحسين فرس المنية وكانت هي من لمت شتات النساء والأطفال في خيمة واحدة تزررها عن عيون القوم حين اشتد وطيس المعركة


وكانت هي زينب الحاملة مصائب الزهراء والصابرة صبر علي ورباطة جأش علي عليهما السلام ولولاصبر زينب وجلدها أمام الشمر وأشرار جيش آل أمية لفققدت عقلها ورباطة جأشها حين ارتقى الشمر صدر الحسين الطاهر وحز منحره الشريف.. ولولا صبر زينب عليها السلام في ليلة الحادي عشر من المحرم وقيامها الليل وتعبدها لما عرفنا كيف أنهم قوم إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإناإليه راجعون ,, فدور السيدة زينب عليها السلام لم يكن إعلاميا فحسب وإنما زينب وكربلاء ككل مدرسة للعرفان وحب الله عزوجل في أحلك الظروف وأصعب المواقف ..


وحين يشاء الله أن يرى زينب عقيلة الطالبيين وسليلة الطاهرين مسبية من بلد إلى بلد وأن يوقف بركبها ثلاث ساعات في سوق الشام فإن ذلك لمشيئة وحكمة أرادها الله تعالى وهي ألا يطمس اسم الحسين عليه السلام فلننظر لو أن زينب عليها السلام وبقية النسوة بقين في المدينة ولم يخرجن مع الحسين ع ووصلهن خبر مقتله في كربلاء لأقامت زينب ع العزاء في أرض المدينة ولما علمت الأصقاع بعزاء زينب وبخطبتها الشهيرة في مجلس ابن زياد ولتمكن آل أمية من حشو العقول برواية أن المقتول خارجي خرج عن حكم الأمير ولكنه الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع