شارك هذا الموضوع

مسرح عاشورائي للطفل

تتنوع وتختلف أوجه إحياء  الشيعة الإمامية في البحرين  لمصيبة عاشوراء حيث يزخر الموسم العاشورائي بعطاءات متعددة ما بين ما يقدمه الخطيب على المنبر وما يطرحه الرادود من خلال قصيدة الموكب وبين لطمية أو محاضرة تلقيها خطيبة أو قارءة.


وقد تطورت أساليب إحياء عاشوراء فتدرجنا من إقامة مشاهد تمثيلية بسيطة داخل مآتمنا حتى بلغنا اليوم إقامة مسرحيات وأوبريتات على مستوى ضخم من الإنتاج والإخراج ومستوى عال من الإتقان والأداء.


إلا أن نصيب الطفل في كل هذا هو مقدار ضئيل جداً إذا ما أخذ بعين الاعتبار حاجة الطفل لفهم حادثة كربلاء  والتعرف على شخصياتها وقيمها و مبادئها بصورة تقترب من عقلية الطفل الذي قد لا يفلح النص المسرحي المكتوب للكبار في توصيله لهم لا  سيما مع ما قد يشتمل عليه ذلك النص المسرحي من رمزية لا تتناسب والفئة العمرية المخصوصة بالذكر.


ولو وقفنا على واقعة الطف لوجدنا أن الطفل في كربلاء قد نال  أهمية بالغة ولعب دوراً جديراً بالاحتذاء  بحيث كان له دور في التضحية ودور في الإيثار وكان له دور في الإعلام ودور في مجمل المأساة التي شملت أطفال الحسين ع من عطش وشتات وقتل وسبي.


وبالتالي فإن طفل اليوم ليجد في طفل كربلاء مثالاً وقدوة ورمزاً وأنموذجاً حريٌ بنا أن نضعه في قالبه الذي يليق به ونقدمه لطفل اليوم بصورة يتلقاها الطفل ويستوعبها ويتمثلها.


هذا فضلاً عما تحويه واقعة كربلاء من أحداث وصور عن  رفعة الأخلاق وسمو الإنسانية  وغلبة الحق على جبروت الباطل مما يمكن بلورته في مادة مبسطة مقدمة للطفل. 


ما أود طرحه في هذا المقام هو لماذا لا نتبنى إقامة مسرح عاشورائي للطفل يقوم بإعداد نصه نخبة من الكتاب والشعراء وينتقى لأدواره كوادر من الأطفال أنفسهم ويقدم على مائدة عاشوراء في عمل تجند له جميع الكوادر والطاقات الشبابية التي تزخر بها البحرين بجميع مناطقها و يعرض ضمن فعاليات موسم محرم الحرام.


ولا شك بأن عملاً كهذا سيكون له المردود الإيجابي الكبير على وعي وثقافة الطفل بعاشوراء وهي لمناسبة لاكتشاف مواهب مخبوءة لدى الطفل وصقلها وتطويرها أملاً بقيام معهد متخصص مستقبلاً يحتضن هذه الكوادر وهذه الملكات ويعمل على استخراج مكامن طاقاتها واستثمار  ما تملك من مواهب في خدمة قضية عاشوراء.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع