شارك هذا الموضوع

قصة كبرياء الحسين (ع) من إعداد لجنة الإنترنت



    بعد أن هلك معاوية، ورثه ولده يزيد فأشار عليه دهاة القصر في الشام بأن يأخذ البيعة من الناس وخصوصا علية القوم، فأنفذ إلى الولاة بذلك


    ومنذ هذه اللحظة أخذ يزيد يلاحق أخبار الحسين طالبا من شياطينه أخذ البيعة منه، حينها أرسل إليه والي المدينة يطلب حضوره في القصر لمكيدة مدبرة ومؤامرة محكمة فيحاول معه الوالي مجتهدا أن يتفوه بكلمة يقبل فيها بيزيد حاكما فيجتهد والى المدينة الوليد ورفيقه مروان ملوحين للحسين بأن كل الناس بايعت أو ستبايع فبايع يابن رسول الله فيأبى الحسين قائلا إن يزيد مستحل لحرمات الله وإن مثلي لا يبايع مثله هكذا يخرج الحسين من القصر عزيزا رافعا رأسه بين المسلمين من غير أن ينال القصر منه ببنت شفة تمضي حكما ظالما متسلطا.


     بينما الناس  في سرها أخذت تتهامس بين الخوف والجرأة:


    قال رجل لصاحبه :


    -        هل يجوز أن يصبح أمر المسلمين ميراثا يتداوله الأمويون.


    -        إن معاوية جعل الخلافة ملك عضودا له ولأبنائه من بعده.


    -        هذا والله مخالف للاتفاق الذي أبرمه معاوية مع الحسن بعد قهر الناس على الصلح. .....


    -        أما أن يجعلها معاوية وراثة وملكا عضودا فهذا ما لن يقبله المسلمون.


    -        ولن يقبله الحسين.


     وشاع في الناس خبر القصر مع الحسين وكيف خرج من بين أيديهم عزيزا رافعا رأسه عاليا في عزة وشموخ محاولين أن يستعيدوا بكبرياء الحسين إحساسهم بعزة تكاد أن تنخنق في ظل عسف موعود وتهديد قادم.


           وفي وهدة الليل عزم الحسين على زيارة جده فانطلق ميمما شطر مسجد الرسول وما إن تبدت له الأنوار حتى طار قلبه فحط على قبر رسول الله يشكوه الهم الذي أطبق على فؤاده الكبير. 


    ألقى بيديه كلتيهما على القبر وكأنه يريد أن يستدفئ بحنان جده الكريم وحط صدره بين يديه يريد أن يقاسمه العناء قائلا:


    - السلام عليك يا رسول الله أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك الذي خلفتني في أمتك فاشهد عليهم ... ولم يزل ساجد وراكعا حتى الصباح.


    وبالرغم من برودة الليل إلا أن الحياة أصبحت مثل شمس الهجيرة الحارقة التي تسطع على الصحراء وتكاد أن تذيب كل شيء سوى ما في نفس الحسين من آلام على هذه الأمة المنكوبة.


    وظلوا يلاحقونه فالوليد أرسل وراء الحسين من يتعقبه أما مروان فذهب له في الصباح معيدا عليه ما فارقه به عند المساء، إنهم يريدون البيعة وأفواههم ممتلئة بالوعود الجميلة التي تخفي وراءها التهديد والوعيد.


     - وجاء للحسين بعض من الناس ينصحونه بالمبايعة من أجل النجاة وحقن دمه فقد دار حوار بين الحسين وعمر الأطرف.


    - لو بايعت لكان خيرا لك.


    - إني والله لا أعطي الدنية من نفسي أبدا.


    أما أخوه محمد بن الحنفية فلا يدخر نصيحة لأحد أعز عليه من الحسين حينها صاح به:


    -   تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت وابعث برسلك إلى الأمصار فإن بايعوك حمدت الله وإن اجتمعوا على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك....


    -        فأين أذهب.


    -   تنزل إلى مكة فإن اطمأنت بك الدار و إلا لحقت بالرمال وشعب الجبال وخرجت من بلد إلى بلد.....


    -        لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد...


     


    فقطع محمد كلامه بالبكاء .


    - يا أخي جزاك الله خيرا، لقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكة، وقد تهيأت لذلك أنا وإخوتي وبنو أخي و شيعتي أمرهم أمري ورأيهم رأيي.


    - وما ذا عني.


    أما أنت فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم ولا تخف عني شيئا من أمورهم.


     


    وكتب في وصيته إلى أخيه محمد:


        إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم، وهو خير الحاكمين.


     


    خرج الحسين من المدينة وهو يتلو قوله تعالى" فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" القصص/21


    ولزم الطريق الأعظم.


    -        لو تنكبت الطريق يبن رسول الله كما فعل بن الزبير كيلا يلحقك الطلب.


    -        لا والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض.


     


     فدخل مكة وهو يقول" وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيل" القصص/22


     ها هي مكة المكرمة كما لم يدخلها من قبل فهي ارض الأمان والاطمئنان ولكن أنى له بسكون قلب أو هدأة طرف، لقد جاءها وعيون الشر تترصده، وأما البيت العتيق فكأنه يريد أن يكنه بداخله ويتكتم عليه، وأنى ذلك والناس تتوافد عليه من الحجاج والمعتمرين وأهل الآفاق.


    أرسل الحسين مبعوثيه بكتب فيها ... لقد استأثر علينا قومنا .. فرضينا وكرهنا الفرقة  وأحببنا العافية ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ...  وأنا ادعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه فإن السنة قد أميتت  والبدعة قد أحييت فإن تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد.


     فتوافدت عليه الرسل والكتب من كل مكان تبايعه على النصرة وتدعوه للقدوم حتى ورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب وجاء في آخر كتاب ورد عليه:


    إن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يابن رسول الله فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار فأقدم إذا شئت فإنما تقدم على جنود لك مجندة.


    وحينها أرسل إليهم ابن مسلم بن عقيل سفيرا ينظر في أمرهم ويمهد لمقدمه عليهم.


    ولما علم الحسين بكثرة الأنصار وأن يزيد قد أرسل إليه من يقتله حتى لو كان متعلقا بأستار الكعبة، عزم على أن يحفظ للبيت كرامته وحينها قر رأيه على أن ينطلق للكوفة ففيها أنصاره وأعوان أبيه وشيعته.  


     ها هو الحسين بن علي ابن أبي طالب يخرج من مكة أرض الإسلام والسلام، وقد أنبأته الرؤية أن ثمة كبشا يذبح فيها فلم يرد أن يكون ذلك الكبش الذي تهتك به هيبة البيت ويهدر به دم المسلم الذي هو أغلى عند الله من كل شيء.


    لقد عز عليه أن لا يتم حجه فيزيد بن معاوية يترصده في كل مكان، إما البيعة أو القتل! !!! لقد انطلق أبو عبد الله محولا حجته إلى عمرة فحجه الحقيقي وعبادته الكاملة في مثل هذه الظروف الحالكة هو في مجاهدة الظلم والتسلط وقولة شجاعة أمام سلطان جائر.


    هكذا وقف فوق تلة صخرية يستشرف البيت العتيق ودموعه تنهمر يود لو يتمسح بالأركان ركنا ركنا وظله يمتد على الحجاج يود لو يصافحهم ويصافحونه فيمسح على أفئدتهم واحد واحدا قائلا وعلى الإسلام السلام وقد ابتليت الأمة براع مثل يزيد.  


     خرج الحسين من المدينة قاصد الكوفة وقد تبعه من تبعه من أنصاره وعشيرته وقد حمل معه أهله وانطلقت القافلة والحادي يصيح في نياقه:


     يا ناقتي لا تذعري من زجري     
     وشمري قبل طلوع الفجر
    حتى تحلي بكثير الصبر
    الماجد الحر رحيب الصدر
    أثابه الله بخير أجر
    ابن أمير المؤمنين الطهر
    وابن الشفيع من عذاب الحشر
    يا مالك النفع معا والضر
    أيد حسينا سيدي بالنصر 



    وهكذا سارت القافلة تقطع الوهاد والصحاري، و الأعلام والرايات  مرفوعة فوق الرؤوس وكلما مر الحسين وصحبه ببادية لحقهم منها خلق كثير.


     وبينما هم يسيرون وافاهم مجموعة رجال فسلموا على الحسين وصحبه


    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    - حججنا ولم يكن لنا همة إلا اللحوق بك يا أبا عبد الله.


    - هل رأيت الراكبين الذين مرا من هنا.


    -  أجل وما ذا من أمرهما.


    - يزعمان أنهما لم يخرجا من الكوفة حتى قتل مسلم ابن عقيل  وهانئ بن عروة وداروا برأسيهما في شوارع الكوفة.


    فقال الحسين: إنا لله وإنا إليه راجعون ورحمة الله ورضوانه عليهما.   


    وتساءل الرجال


    - وكيف ذلك، وأين الأنصار عنهما.


    - إن ابن زياد قد دخل الكوفة وضيق على أهلها وتفرق القوم من بين يدي مسلم بن عقيل.


    - وما خبر هانئ بن عروة وبقية الأنصار من أهل الكوفة.


    أما هانئ فقد قبض عليه وألقي من أعلى القصر لتخويف الناس.


    لقد قتل من قتل وسجن من سجن حتى المختار الثقفي سجنوه  وغرروا بمن أغراه المال.


     


    -        وكيف حل ذلك بابن عقيل.


    لقد بوغت فاجتمع عليه الجند  من كل مكان ولما أعياهم في المضاربة بالسيوف حفروا له حفرة فسقط فيها فقاتل حتى آخر رمق وهو يبلغك السلام.


    حينها بكى الحسين قائلا وعليك مني السلام لقد أبليت في الله أشد بلاء، وأديت حق النصرة فجزاك الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء، لا خير في الحياة بعد هؤلاء الفتية.


     بات الحسين ليلته في تلك الصحراء فلما طلع الصباح قال لفتيانه أكثروا من الماء واسقوا خيولكم  وسارت القافلة في طريقها ثم توقف الحسين  للصلاة فحمد الله وأثنى عليه وقال:


    أيها الناس إنما جمعتكم على أن العراق في قبضتي وقد جاءني خبر صحيح أن مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة قد قتلا وقد خذلتنا شيعتنا فمن كان منكم يصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح وإلا فلينصرف من موضعه هذا، فليس عليه من ذمامي شيء.


    فسكتوا وخرج من خرج  يمينا وشمالا من القافلة ولم يبق معه سوى أهل بيته ومواليه وقالوا والله ما نرجع حتى نذوق الموت غصة بعد غصة.    


     وهكذا واصل الحسين ومن بقي معه طريقهم، وبينما هم كذلك بدا في الأفق سواد من بعيد فقال لأصحابه ما هذا السواد.


    وهكذا واصل الحسين ومن بقي معه طريقهم، وبينما هم كذلك بدا في الأفق سواد من بعيد يا ترى ما هذا تساءل أحدهم كلما اقترب وضحت معالمه وإذا به جيش كبير يقوده الحر بن يزيد الرياحي فوقفوا في قبال الحسين، فثارت النفوس واشتد الأمر وماج الفريقان في حديث الحرب وكل يحث صاحبه والنظرات تشتد في ترصد للسيوف والرماح فأي حركة قد تشعل فتيل الحرب التي لم يحن أوانها بعد ولكن الدماء تغلي في العروق لولا انتظار أمر القائد وحكمته فهو لم يأذن بعد وما كان ليبتدئهم بذلك:


    بعض جنود الحر: يا أبا عبد الله اسقنا الماء.


    الحسين: اسقوا القوم وارووا خيولهم.


    حتى جاء وقت الصلاة فصلى الحسين بالفريقين ثم قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر جده :


    الحسين: ما أتيتكم حتى أتتني رسلكم وكتبكم أن أقدم علينا ليس لنا إمام سواك فإن كنتم لقدومي كارهين رجعت عنكم إلى ما شئت من الأرض.


    الحر: أنا والله لست ممن كتب إليك.


     


    الحسين: يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين المملؤين كتبا.


    ابن سمعان يخرج الكتب ويقرأ فيهما.


    الحر مقاطعا: لست أعرف من كتب إليك وقد أمرت أن لا أفارقك حتى أقدم بك الكوفة.


    الحسين: الموت أدنى لك من ذلك.


    ثم أمر أصحابه بالركوب وهموا بالرجوع فحال القوم بينهم وبين الطريق فقال الحسين :


    -  ويلك ما تريد يا حر  


    الحر: لا أفارقك إلا بالقدوم إلى الكوفة


    فكثر الكلام بينهما فقال الحر:


    -   خذ طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة حتى اكتب إلى ابن زياد ليعفيني عن ذلك فلعل الله  يرزقني العافية ولا يبتليني بشيء من أمرك.


    -   وهنا تبدت في الحر نفحة من ضمير فلطالما ساءل نفسه وهو في طريقه على ما يراد منه هل يرضى بأن يكون قاتل الحسين هل يرضى لنفسه بذلك .. وهل.. وهل ...


    -        وكأنه يخير نفسه بين جنة ونار.


    صاح الحسين في أصحابه ليتقدم منكم من يدل الطريق:


    فتقدم الطرماح وسار أمام القافلة يحدي النياق قائلا:


     


    يا ناقتي لا تذعري من زجري


    وشمري قبل طلوع الفجر


    بخر ركبان وخير أسر


    حتى تحلي بكثير الصبر


    الماجد الحر رحيب الصدر


    أثابه الله بخير أجر


    ابن أمير المؤمنين الطهر


    وابن الشفيع من عذاب الحشر


    يا مالك النفع معا والضر


    أيد حسينا سيدي بالنصر




    وهكذا سار الحسين وسار الحر بمحاذاته, إذا بفسطاط منصوب فاقتربوا فقال الحسين لمن هذا الفسطاط فقيل لعبد الله الجعفي فأرسل الحسين إليه فلما حضر قال الحسين له: هل لك بما يمحض الذنوب محضا.


    عبد الله الجعفي: وما هي يابن رسول الله


    الحسين: تنصرنا أهل البيت.


    عبد لله الجعفي: ما خرجت من الكوفة إلا مخافة أن أقاتلك بين يدي ابن زياد ولكن خذ فرسي هذه فإني ما طلبت عليها إلا لحقت وما هربت إلا نجوت، وسيفي هذا القاطع ورمحي واعفو عني.


    الحسين: أما وقد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك.


    وظل ينظرهم وهم يرحلون وكأن طعنة من ندم قد غشيته.


     سار ركب الحسين متتما طريقه حتى توقفت فرسه .


    فقال الحسين: ما هذه الأرض.


    فقال زهير: سر راشدا حتى يأذن الله بالفرج إن هذه الأرض تسمى الطف.  


    الحسين: هل لها اسم غير هذا.


    زهير: تعرف كربلاء.


    عندها دمعت عين الحسين وقال:


    -  اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء...


    فجمع حوله أصحابه وعشيرته ونظر إليهم وقال: الهم إنا عترة نبيك محمد قد أخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدنا وتعدت علينا بنو امية اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين.


    فكتب الحر بن يزيد الرياحي إلى ابن زياد يخبره بنزول الحسين في كربلاء فكتب ابن زياد إلى الحسين أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك كربلاء وقد كتبت إلى أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير ...  أو ألحقك باللطيف الخبير أو تنزل على حكمي وحكم يزيد.


    ولما قرأ الحسين الكتاب رماه من يده وقال:


    - لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق وطالبه الرسول بالجواب


    فقال الحسين: ماله عندي جواب حقت عليه كلمة العقاب.


    ولما أخبر الرسول ابن زياد ما قاله الحسين اشتد غضبه وأرسل لابن سعد أن يسير لقتال الحسين في جنود مجندة فتباطأ ابن سعد لمعرفته بالحسين ومنزلته ولكن الوعود المغرية المال مازال يلوح له فأنشد يقول:


    أأترك ملك الري والري منيتي----------- أم ارجع مأثوما بقتل حسين
    وفي قتله النار التي ليس دونها ------------- حجاب وملا الري قرة عيني

    فظل متحيرا إلى أن  استعجله ابن زياد فحزم أمره و سار لقتال الحسين في أربعة آلاف رجل فوصل كربلاء وانضم إليه الحر وأخذ يبعث الرسول تلو الرسول إلى الحسين


    الرجل الأول : أريد الدخول على الحسين


    زهير بن القين: ألق سلاحك وادخل


    الرجل: لست أفعل.


    زهير: انصرف من حيث أتيت.


    الرجل ينصرف ويعود إلى معسكر ابن زياد وابن زياد يرسل غيره ويقول له امض واسأل الحسين ما الذي جاء بك إلينا يقبل الرجل ويقف بإزاء رجال الحسين، فيصيح الحسين أتعرفون من الرجل.


    زهير: هذا رجل فيه الخير إلا أنه شهد هذا الموضع.


    فقال الحسين: سلوه ما يريد.


    الرجل: أريد الدخول على الحسين.


    زهير بن القين: ألق سلاحك وادخل.


    الرجل: حبا وكرامة ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا.


    الحسين: كتبكم.


    الرجل: الذين كاتبوك هم اليوم خواص ابن زياد


    الحسين: ارجع إلى صاحبك وأخبره بذلك


    الرجل: يا مولاي من الذي يختار النار على الجنة فوالله لا أفارقك حتى ألقى حمامي بين يديك


    الحسين: واصلك الله كما وصلتنا بنفسك وأقام عند الحسين حتى قتل.


     


    وهكذا تواصلت المفاوضات بين ابن سعد والحسيين حتى عبر ابن سعد الفرات وصار يخرج كل ليلة ويدعو الحسين ويتحادثان حتى يمضي من آخر الليل شطره.


    حينها بعث خولي بن يزيد كتابا إلى ابن زياد يخبره بما يدور جاء فيه:


    أما بعد أيها الأمير إن عمرو بن سعد يخرج في كل ليلة  ويدعو الحسين حتى يمضي من الليل ثلثه وقد أدركته على الحسين الرحمة والرأفة فأمره أن ينزل عن حكمك وتصيّر الأمر إلىّ وأنا أكفيك أمره.


    فأرسل ابن زياد رسالة إلى عمرو بن سعد يلوّمه فيها قائلا: أما بعد يابن سعد، فقد بلغني أنك في كل ليلة تخرج  وتبسط بساطا وتدعو الحسين وتتحدث معه حتى يمضي من الليل شطره فإذا قرأت كتابي هذا فأمره أن ينزل على حكمي فإن أطاع وإلا فامنعه من شرب الماء ....


     وصلت رسالة ابن زياد إلى عمرو ابن سعد 


     وبعد هذه الرسالة بدأت كربلاء تغلي وأخذ أصحاب الحسين كل منهم يقد تفديته للحسين ويخطب في القوم ويذكرهم بمقام الحسين.

    التعليقات (0)

    شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

    شارك هذا الموضوع