واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية في حسينية الحاج أحمد بن خميس، وذلك في ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ. ابتدأ سماحته المحاضرة برواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: إن السجود على تربة أبي عبد الله - الحسين - عليه السلام يخرق الحجب السبعة " ، يمكن لنا أن نوقف عند جانبين.
الجانب الأول : في بيان الجانب الفقهي للسجود على تربة الإمام الحسين (ع) ، أجمع الفقهاء أن أفضل شيء يسجد عليه العبد هو التراب ، و هذه الأفضلية جاءت من الروايات التي أسلفنا ذكرها في مجلس متقدّم ، لا يوجد فقيه أفتى بوجوب السجود على تربة الإمام الحسين ، نعم هناك أفضلية ، ولكن من خلال نص النبي استخلص الفقهاء انه يجب على المكلّف السجود على الأرض وما يُطلق عليه اسم الأرض من غير المأكول و الملبوس ، وقد أشكل الآخرين أننا نعبد التربة ، وهذا يُردّ عليه بأمرين ، الأول : أن هناك فرق بين السجود على التربة و السجود الى التربة ، و ثانيًا أنه لو اتبعنا قاعدة أن كل ما يسجد عليه يُعبد ، فسيجعله في موضع عبادة السجّاد الذي يسجد عليه وهو أمر غير منطقي . كم أشار الشيخ إلى دراسات علمية حديثة تؤكد أن السجود على التراب يساهم في تفريغ الشحنات الكهرومغناطيسية من الجسم، مما يساعد في علاج العديد من الأمراض. وبيّن أن هذه الحقيقة العلمية سبق أن ذكرها أهل البيت (ع) قبل أكثر من 1400 عام، حيث أكدوا أن أفضل موضع للسجود هو تربة الحسين (ع).
الجانب الثاني : العلاقة بين الأخلاق والسجود على التربة ، لاشك ولا ريب أن هناك علاقة بين الأخلاق و بين تربة الإمام الحسين ، عندما نفتح الرسائل العملية نجد باب صحة العمل عند الفقهاء ، ويعني ذلك متى يكون عمل المكلّف صحيحًا ، هناك أيضًا شروطٌ لقبول العمل ، ومن هنا يأتي علماء الأخلاق ، مؤكدين أن قبول الأعمال عند الله تعالى مشروط بالطهارة المعنوية والتوبة. واستشهد بقول الله تعالى في سورة الزمر "۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)"، مبينًا أن الشقي هو من يُحرم من مغفرة الذنوب في هذا الشهر الفضيل. وأوصى الشيخ بالرجوع إلى بعض المصادر المهمة التي ينبغي أن تكون في كل بيت، مثل: "الذنوب الكبيرة" للسيد عبدالحسين دستغيب و كتاب "الأخلاق" للسيد عبدالله شبر وكتاب "القلب السليم" .في الختام أكد سماحته أن التوبة تحتاج إلى جهد وجهاد، فهي تطهير للنفس وتقرب إلى الله، ومعها تُقبل الأعمال. كما شدد على أهمية السجود على تربة الإمام الحسين (ع)، مستشهدًا بحديث الإمام الصادق (ع) الذي أكّد هذه الفضيلة.
البلادي ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان 1446هـ/ 2025م















التعليقات (0)