في ليلة الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ، واصل سماحة الشيخ حسين البلادي سلسلة محاضراته الرمضانية، حيث استهلّ حديثه بالآية الكريمة:"فاخلع نعليك إنك بالواد المقدّس طوى". انطلق سماحته من هذه الآية ليبيّن أن الأراضي ليست على درجة واحدة من القداسة، بل تتفاوت في بركتها ومكانتها. فقد وصف الله هذا الوادي بالمقدّس، لأنه كان موضعًا لوحيه وكلامه مع نبيه، مما يؤسس لمفهوم قداسة الأماكن في العقيدة الإمامية، ومن هنا جاءت قدسية تربة الإمام الحسين (ع). لكن من أين استمدّت هذه التربة قدسيتها؟ وكيف عُرف أنها تربة مباركة؟
مظاهر قدسية تربة الإمام الحسين (ع)
أولًا : التسبيح بتربة الحسين (ع): يُروى عن الإمام الصادق (ع) أن السيدة فاطمة الزهراء (ع) كانت تسبّح بخيط من الصوف معقود عليه عدد التكبيرات، وبعد استشهاد حمزة بن عبد المطلب صنعت مسبحة من تربته. ولكن بعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، تحوّل الاستعمال إلى تربته لما فيها من فضل عظيم. وسُئل الإمام الصادق (ع) عن الفرق بين التسابيح المصنوعة من طين قبر حمزة وتلك المصنوعة من تربة الحسين (ع)، فأجاب:"السبحة التي هي من طين قبر الحسين عليه السلام تسبّح بيد الرجل من غير أن يسبّح".
ثانيًا : السجود على تربة الإمام الحسين (ع): اتفق الفقهاء على أن أفضل ما يُسجد عليه هو التراب، استنادًا إلى الحديث النبوي: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا". ومن بين جميع أنواع التراب، تحظى تربة الحسين (ع) بمكانة خاصة، إذ قال الإمام الصادق (ع): "السجود على تربة الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبع". وقد وردت عدة تفاسير لمعنى "الحجب السبع"، لكن المؤكد أن السجود على هذه التربة يقرب الإنسان من الله، ويمنحه نصيبًا من رحمته ومغفرته.
ثالثًا : زيارة الإمام الحسين (ع): ومن أبرز الأعمال المستحبّة في هذه الأيام المباركة، زيارة أبي عبدالله الحسين (ع)، لما تحمله من أثر روحي عميق، فهي بابٌ من أبواب القرب الإلهي، ووسيلة لنيل الرضوان والمغفرة.
البلادي ليلة الثاني و العشرين من شهر رمضان 1446هـ/ 2025م





















التعليقات (0)