شارك هذا الموضوع

السيد محمد الهاشمي - ليلة الثاني العشر من شهر رمضان 1446هـ / 2025م

واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثاني عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان "(كيف أربي اولادي؟ - ج2) " ، ورد في روايات أهل البيت أن عملية التربية تمر بثلاثة مراحل ، قال النبي (ص) " الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين، فإن رضيت أخلاقه لاحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى "، المرحلة الأولى هي مرحلة اللعب و سيتعلّم من خلال لعبه و سلوك الوالدين ، المرحلة الثانية هي المرحلة التي يتعلّم بها الحلال و الحرام و الآداب ، المرحلة الثالثة هي سنّ التكليف وهو وزير فيستقل بنفسه في شؤون حياته ، هذه الليلة نريد أن نتحدّث عن كيفية التعامل مع الولد في هذه الفترة الثالثة اعتمادًا على روايات أهل البيت عليهم السلام .

القسم الأول : التغييرات التي تحصل مع الولد ، " ۞ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) " ، وسنتحدّث عن التغييرات من خلال مثلّث مكوّن من ثلاثة أضلاع ، الضلع الأول أن مرحلة المراهقة هي مراحل الشباب و البرزخ و تشب فيها نيران القوى و الأمور المختلفة في حياة الإنسان ، يستشعر الشاب بأنه يفهم كثير من الأمور و يستشعر أحاسيس عاطفية يرفض فيها تدخّل الآخرين ، و يستشعر قوة التفكير و الفضول و البحث ، وهذه المرحلة التي تنفجر فيها القوى الإدراكية و العاطفية والجسدية ، الضلع الثاني أنه يُطالب بالإستقلالية وهذا الأمر جيدًا وهو نعمة من الله علينا ، الضلع الثالث (وهو السلبيّ) أنه لم يبلغ النضج و التجربة الكافية ليستقل بصورة تامة . الضلع الثالث هو من يجب على الوالدين ان يجب أن يعملوا عليه و يركّزوا عليه ويحاولوا أن يساعدوه ويكملوا هذا الضّلع لكي يُكمل حياته بشكل كامل ونوجد فيه النضج الكافي .

القسم الثاني : هناك عدة أمور ينبغي علينا أن نفعلها قبال تلك التغييرات ، الأمر الأول : علينا أن نُغيّر عملية ابرازنا الحب لأولادنا ، عن النبي (ص) : " أوسعوا للشباب في المجلس، وأفهموهم الحديث " ، المراهق يحب أن يُقدّره الآخرين و يقدّس ذلك . الأمر الثاني : ليقرّر ويختار بنفسه - وإن أخطأ أحيانًا - ، أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَدَحٍ، فَشَرِبَ منه، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ القَوْمِ، وَالأشْيَاخُ عن يَسَارِهِ، فَقالَ: يا غُلَامُ أَتَأْذَنُ لي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ، قالَ: ما كُنْتُ لِأُوثِرَ بفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يا رَسولَ اللَّهِ، فأعْطَاهُ إيَّاهُ. الأمر الثالث : عدم الإفراط في لوم المراهق كثيرًا ، عن الإمام علي (ع) " الإفراط في الملامة يشب نار اللجاجة " ، الأمر الرابع : الإستشارة ، من نهج البلاغة عن أمير المؤمنين " إذا احتجت إلى المشورة في أمر قد طرأ عليك فاستبده ببداية الشبان، فإنهم أحد أذهانا، وأسرع حدسا، ثم رده بعد ذلك إلى رأى الكهول والشيوخ ليستعقبوه، ويحسنوا، الاختيار له، فإن تجربتهم أكثر" .الأمر الخامس رفع مستوى اهتمامات الولد ، نحتاج أن نغير من اهتمامات هذا المراهق .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع