ابتدأ سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الحادي من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف أرتقي بصيامي أكثر " ، ابتدأ سماحته بخطبة الرسول الأعظم في استقبال شهر رمضان " شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله " هي ضيافة و دعوة للتقرب اليه ، و قد كانت الضيافة طوعية طوال شهري رجب وشعبان بنحو مستحب ، ولكن في شهر رمضان الضيافة تكون واجبة و فيها إلزام ، و الأعمال في هذا الشهر تكون مقبولة ، وهذه الدعوة عامة للجميع ، ولكن لا يكفي الانسان أن يحصل على الدعوة فحسب كي ينال آثار الضيافة ، فهي مبنية على الدعوة و الإستجابة من العبد ( أن يوفقكم لصيامه ) . قال أمير المؤمنين (ع): كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ .

صيام الإنسان في شهر رمضان و سلوكياته تكون على مراتب ، أدنى مرتبة هي أن يقوم الصائم بترك المفطرات الفقهية مثل ترك الأكل و الشرب ، و بالرغم من هذه المرتبة البسيطة الا أنه لها فوائد كثيرة ، حيث أخلص هذا العبد و ترك الشهوات لفترة من الزمن ، من المؤسف أن يكون مستوى صيام الانسان طوال عمره في مثل المرتبة ، فعنوان هذه الليلة هو (كيف) يرتقي العبد بصومه ؟ حيث ستكون مواضيعنا بعنوان (كيف؟) ، فلن نذكر الأمور الصعبة التي لا نستطيع عليها ، بل سنذكر الأمور التي يمكن أن نطبقها ، الأمر الأول ألا يستعجل الانسان في افطاره ، نعم هناك روايات باستحباب تعجيل الافطار وهذه الروايات تكون في بعض الحالات ، و هي أن يكون هناك قوم ينتظرونك ، ولكن في الحالة الطبيعية فلتكتب صلاتك و أنت صائم أفضل من كونك فاطرًا ، فينبغي أن يُخلي الإنسان قلبه عن كل شيء وهو صائم ، هناك مستحبات عند الافطار ، الأمر الثاني : للانسان الصائم دعوة مستجابة عند الافطار ، فيقول " يا واسع المغفرة اغفر لي " ، الأمر الثالث أن يبدأ بسورة القدر قبل فطوره و سحوره ، الأمر الرابع : التصدّق وقت الافطار ، الأمر الخامس : أن يراجع الانسان نفسه وعمله ، قد ورد عن رسول الله : "كلوا الحلال يتم لكم صومكم" ، وقد ورد عن النبي الأكرم(ص) في حديث آخر: (العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل) ، فينبغي للمؤمن أن يراعي طعامه وبالخصوص في هذا الشهر المبارك .