واصلت حسينية الحاج أحمد بن خميس سلسلة المجالس الحسينية و ذلك في ليلة الثالث من موسم محرمّ لعام 1446 هـ ، وقد سبق البرنامج تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ حسن علي حسن ، وبعدها زيارة الإمام الحسين بصوت حسن الجبل ، و تحت عنوان " الفتح في كلام الإمام الحسين(ع) " ، ابتدأ سماحته بمقطع من رسالة الإمام الحسين (ع) لبني هاشم : " أما بعد، إنه من لحق بي منكم استشهد، و من تخلّف عني لم يبلغ الفتح، و السلام. " ، ما نفهمه استنادًا من كلام الإمام (ع) أنّ الملتحق بركبه عليه السلام يكون في عداد الشهداء لا محالة ، و ما نفهمه أنه لا يوجد انتصار عسكري في هذه الحركة المباركة ، فما المقصود من كلمة الفتح ؟ نقف عند عدة محاور .
المحور الأول الفتح في اللغة في مقابل الإغلاق ، و في القرآن الكريم استعملت كلمة الفتح و مشتقاتها في ثلاثة و ثمانون مورد ، في عشرين موردًا على صيغة الإسم ، و ثمانية عشر موردًا على صيغة الفعل ، وهناك عدة معاني ، بعض المفسرين يرجع الى أن الفتح في بعض الآيات راجع الى فتح مكة أو خيبر ، و البعض رأى أنه الفتح المعنوي والذي يكون بين انتصار الحق على الباطل ، وانتصار الخير على الشر .
المحور الثاني عناصر نجاح الدعوة الإسلامية ، نجد هناك عدة عناصر ساهمت في نجاح دعوة النبي (ص) ، أولها قوة الأطروحة وهي الإسلام ، و ثانيًا مصداقية صاحب الأطروحة وهو النبي الذي كان متساويًا في جانب التطبيق مع القرآن الكريم ، و ثالثًا مستوى تضحية صاحب الاطروحة و نجد أن النبي محمد (ص) هو المضحي الأول و كان المسلمون يلوذون به في المعارك ، عن علي (ع) قال: " لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي (ص) وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا " ، وعنه (ع) قال: "كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه." ، بعد فتح النبي كان هناك فتحًا بعد خمسين سنة ، فالتضحية قد تحققت على يد سيد الشهداء عليه السلام .
المحور الثالث : الإغلاق بعد الفتح النبوي الشريف ، السنوات التي جاء فيها معاوية جرت فيها بعض التغيرات ، الأمر الأول تحريف العقيدة وهو التظاهر بعقيدة الجبر ، حيث قال معاوية " ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون " ، الأمر الثاني التحريف في التشريع الإسلامي وكان ذلك ظاهرًا في كلامه (ع) " قد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص)، فان السنة قد أميتت، وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله." ، الأمر الثالث هو تشويه القدوة الأصيلة .
التعليقات (0)