ملخص كلمة سماحة السيد عبدالله الغريفي في الحلقة االخامسة عشر من مسابقة وراث الأنبياء
عشنا أجواء عاشوراء و الدمعة العاشورية و الوهج العاشورائي و اللوعة العاشورية مع براعم أعطتنا الأمل الكبير ببقاء الخط الحسيني ، براعم حملوا عشق الحسين وحبه ، و النبض العاشورائي ، بارك الله فيهم جميعًا ، عشنا دمعة عاشوراء ، و لا أملك ما أقول في أنّ الأساتذة الكرام قد قيّموا هذا الأداء و الخيال و المفردات -مع كوني لست خبيرًا بهذا الجانب- الا أنهم أعطوا الكثير وحدّدوا الرؤى ،فاذا كانت هذه المستويات الأولى قد خضعت لمعاييرٍ فنية ، اسمحوا لي أن أذكر معاييرًا أخرى ، مع بقاء قيمة المعايير الفنية الا أن المعايير الروحانية أكبر و أكبر فقد يكون أحدكم في المركز السادس وهو بالمعايير الروحانية يكون الأول ، سأضيف ثلاثةَ معاييرٍ تُعطي الردّات الحسينية الدينية موقعها في هذا المسار الربّاني .
المعيار الأول هو الإخلاص ، وهو الذي يُحدد الدرجة مع الله تعالى سواءً كان رادودًا أو أستاذًا أو خطيبًا ، وهو الذي يعطيه القرب من الله و رسوله و أهل بيته والحسين (ع) ، فاذا ملك الرواديد الكفاءات الفنية المتقدمة فهم ان شاء الله سَيُسَيّجُونها بدرجةٍ عاليةٍ من الإخلاص ، ابحثوا عن الله و ثوابه و عطائه فتُفوّقوا بأعلى درجاته و تُمنحوا نفحات ربانية . لا تبحثوا عن موقع أو مال أو جوائز ، أنتم تبحثون عن صدق الإخلاص مع الله و عطائه . أنتم في مواقع قد تدخل فيه عناوين كثيرة ، فيتدخّل الشيطان هنا لينقل الإنسان من مواقع القربِ من الله الى مواقع البُعد عن الله ، املأوا قلوبكم و عقولكم بالإخلاص وهو العنوان الكبير الذي ننطلق به في جميع فعالياتنا الدينية ويعطينا درجات القرب من الله ، الحسين(ع) أخلص لله ، فبقدر ما نعيش درجات الإخلاص نقترب من عاشوراء و شهدائه .
المعيار الثاني هي الاستعدادات الفكرية . نحن نريد رواديدًا يملكون مستوًى راقٍ من الأداء بما هي أصواتهم و أداءاتهم و ألحانهم المشروعة ، كما نحن بحاجة الى استعداداتهم الفكرية ، نريد رادودًا مثقفاً واعيًا بالإسلام و القرآن و الثقافة العاشورائية ، فهذا مُكوّن أساسي في إنتاج الكفاءات الدينية . استعداد آخر أن يتعمّق في داخلكم العشق الحقيقي للحسين (ع) ، هذا العشق الوجداني الذي يجعلنا نعيش آفاق القرب من نفحات الله الكبيرة . و من الإستعدادات أيضُا أن نعيش الإرتباط بقيم عاشوراء و منها الصدق و الأمانة و الحب و الإخلاص و التعاون و التفاني ، و يجب أن تتحوّل تلك القيم الى قيم متحرّكة ، فإذا لم يحركها الرادود في داخله فكيف نُطالب الناس بحضورها . فأنت -أيها الرادود- صوتٌ لعاشوراء . الحسين (ع) أعطى دمه من أجل أن يصنع حياة المتقين و يحارب حياة الفاسقين و الفاجرين ، نحن في زمن قد استأسد فيه أعداء الدين لمحاربته ، ليكن صوتك يحمل قيم و تقوى وورع واستقامة عاشوراء ، واستعدّوا أن تحملوا رسالية وجهاد عاشوراء ، الكلمة المجاهدة هي التي تُحارب الباطل و الضلال و الإنحراف . الكلمة التي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و أن تحمل روح الرفض لكل الفساد في الأرض بانتماء الى رؤى الفقهاء و العلماء ، لا أن أنطلق كما أشاء و أمارس ما أشاء بعيدًا عن خط العلماء .
العنوان الثالث ، مطلوبٌ أن يصنع الإنسان تكاملًا و رساليةً في خط الولاء لعاشوراء . يصنعُ الرواديدَ الرساليين خطيبٌ و أستاذٌ و موجّهٌ واعي وحوزاتٌ و كفاءات واعيةٌ ، يصنعون لنا أجيالًا من الرواديد ، وهنا جهدكم أنتم يا أبناءنا البراعم المشدودة لخط الحسين وكربلاء ، أنتم ترسمون مسار هذا الخط الحسيني بجهدكم و بعطائكم و تعبكم و بقراءاتكم و بثقافاتكم ، وتصنعون من أنفسكم وجودًا . وهنا يأتي دور المآتم ولا سيّما إداراتها أن تحتضن براعمنا الناشئة ، و يبقى للجمهور مسؤولية في احتضانها أيضًا ، وهكذا نعيش الليلة تكريمًا لبراعم ناشئة ذكرونا برواديد كبيرة و عملاقة وسنجدكم يومًا ما كذلك ، تحملون صوت و نبض و ثورة الحسين و قيم عاشوراء ، و فقكم الله لكل خير و الشكر الجزيل للأساتذة الكرام وسدد خطاكم .
التعليقات (0)