شارك هذا الموضوع

الشيخ رائد الستري صباح الحادي عشر من محرم لعام 1442 هـ

شارك الخطيب الحسيني الشيخ رائد الستري صباح الحادي عشر من شهر المحرم الحرام لعام 1442 هـ في المجلس الحسيني بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و تحت عنوان " الرسالية " ابتدأ سماحته بالآيات المباركة من سورة الأحزاب " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)" نتحدث حول رسالية الدين الاسلامي أولًا : الأهداف التي رسمت للانسان وفق منظور الدين الإسلامي ، لنفرّع عليها بعضًا من الواجبات من أبرزها الجنبة الرسالية ، و ثانيًا أحداث اليوم الحادي عشر من شهر المحرّم .

الهدف الأول و الذي يهيأ الى بقية الأهداف هو هدف الإستخلاف ، أن يسير الانسان على طريق الكمال محاولًا أن يتكامل و أن يسمو ، فالانسان في هذه الدنيا في حالة سيرٍ ، فاذا سار نحو الله ، سار في قوس الصعود نحو الله ، أما اذا سار خلاف ذلك فقد اختار قوسًا آخرًا للهبوط . نجد أن المولى يركز على الجانب العبادي عند الانسان ، من سورة الذاريات " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) " وان ذكرت العبادة ، لكن ليس المراد ذات العبادة وأن هي المحطة الأخيرة التي يقف عندها ، بل هي محطة و سببًا لكمال الإنسان ، و نجد تعبيرات في العبادات تشير الى الجوانب الروحية التي يجب أن يتحصلها الإنسان ، من سورة العنكبوت " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
" . بمعنى ان الإنسان اذا اعطى الصلاةَ حقها و أداها بشروطها الفقهية و الروحية فانها تحدث ورعًا و احتجابًا ، وكذلك نقرأ في الأحاديث بأن الصلاة هي معراج المؤمن أي انها هي حلقة العروج ، و كذلك في الحديث عن الحج و غير ذلك .

نحن انما نسير بهدف الهي يتمثل في تحقيق الاستخلاف على هذه الأرض ، و هذا الاستخلاف له جهتان ، الجهة الأولى فردية ، تعتمد على بناء الفرد و أن يبني الإنسان نفسه ، ويتحلّى بالصفات و يتمتع بالعقيدة الصلبة فيحقق الكمال بحصة ، و هناك جهةً أخرى ، من سورة القصص " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) " وهذا تعبير جماعي مما يقود أن للاستخلاف جهة جماعية . لذا من أهداف الله عز وجل وراثة الأرض لعباده . نصل للنقطة الثانية المتمثلة في ضرورة أن يكون للإنسان حسًا رساليًا وهذا الحس هو أن يكون عند الانسان اندفاعًا الى أصلاح ذاته و مجتمعه ليحقق شيئًا من الاستخلاف ، والاستخلاف الأتم انما يكون على يد القائم ( عج ) . ، متى ما رأى الإنسانُ الطاعةَ تتحرك في المجتمع فانه يعيش راحة نفسية ، أما اذا وجد الانحراف هو من يتحرك في المجتمع يعيش ضيقًا نفسيًا ، و الانسان المؤمن يلجأ الى الوسائل التي تعينه لتبليغ رسالة الله عز وجل ، فيلجأ الى الكلمة و العظة و الفعل في الخارج ليكون أسوة و نحو ذلك لتحقيق رسالة الله عز وجل ، و لابد من وجود الوسائل الحديثة في التبليغ . ما أحوجنا في هذه الأزمة أن نستغل التقنيات و أن نشحن هذا الفضاء . و أن لا تتثبّط عزيمتنا اذا قلّ المتابعون ، بل ان تواجد العلماء والمؤمنين في قنوات البث يكون عليه أثرًا طيبًا و سيكون ذلك مخزونًا للأجيال بعد سنة أو سنتين أو أكثر .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع