شارك هذا الموضوع

السيد عدنان الكراني في ليلة السادس من شهر محرم الحرام لعام 1442هــ

شارك الخطيب الحسيني السيد عدنان الكراني في ليلة السادس من شهر المحرم الحرام لعام 1442 هـ ، و تحت عنوان " أثر البيئة في العملية التربوية " ، ابتدأ سماحته بسورة الفاتحة " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) " ، نريد أن نقف عند الآيتين الأخيرتين السادسة و السابعة ، معنى الصراط هو الطريق الذي يتخطاه الإنسان في حياته و يراد به طريق الحق وليس طريقًا آخر ، يوجد في كتب التفسير ما يسمى بالروايات الاسرائيلية التي تغلغلت في كتب المسلمين و هي روايات موضوعة ، وهذه الروايات تحتاج الى تحقيق و تدقيق ، و الوقوف عندها قبل اعتمادها في تفسير القرآن .


مدارس التفسير متعددة ، الأولى هي مدرسة التفسير بالرأي ، و لا يعني ذلك الرأي الشخصي المبني على وضع المُفسّر ، انما هو التفسير المستند الى العلم والدلائل و البراهين . المدرسة الثانية مدرسة التفسير بالمأثور ، والمقصود منها أن أصحابها يعتمدون في التفسير بناءً على الحديث الشريف ، فيفسرون القرآن على الأحاديث الواردة عن النبي ( ص ) أو أهل العصمة أو عند التراث اللغوي عند العرب . و تنقسم هذه المدرسة الى قسمين ، مدرسة التفسير بالمأثور اللغوي ، و مدرسة التأثير بالمأثور الروائي أو الحديثي


مدرسة التفسير بالمأثور اللغوي يرجع فيها المفسر الى مفردة من مفرداتها وذلك رجوعا لتراث العرب لغة ، أما مدرسة التفسير بالمأثور الروائي فيرجع المفسّر الى التراث الحديثي و الروائي الوارد عن النبي ( ص ) و أهل البيت ( ع ) ، و يحتاج ذلك الى اقدام وجهد كبير جدًا ، وذلك بسبب تغلغل الكثير من الروايات الإسرائيلية الى التراث الحديثي ، و قبل أن يعتمد المحقق الرواية يخضعها الى الإختبار ، و يأتي الى سندها ، و هو المستند الذي تسند عليها الرواية في صدورها " عن فلان .. عن فلان " أو ما يسمى بـ( العنعنة ) في علم الرجال أو علم رواة الحديث . ثم الى متن الحديث و نص الرواية ويأتي لعلم دراية الحديث هل يتعارض مع القرآن أو لا ؟ هل يتعارض مع رواية قطعية الصدور أم لا ؟ هل فيه جملة صحيحة و جملة خاطئة ؟ ثم يتعامل مع النص بعد اخراجها اما في اعتماد حادثة تاريخية او اصدار فتوى .


نفتخر بمن يمتلك باعًا طويلًا في تفسير القرآن بالمأثور الروائي وهو السيد هاشم التوبلاني في تفسيره (البرهان) و الذي يعتمد مصدره و تفسيره في كل البقاع الإسلامي ، في تفسير " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " ، يتكفل القرآن بالإجابة عن من أنعم الله عليهم في سورة النساء " وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) " ، و سورة مريم " أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩ (58)".

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع