شارك هذا الموضوع

إحياء الذكرى

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).


إن إحياء ذكرى أم البنين (عليها السلام)  وذكرى المعصومين (عليهم السلام)  وذويهم ومن إليهم، كالعلماء والصالحين والصالحات، من أهم ما يلزم، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته.


فمثلاً في ذكرى أم البنين (سلام الله عليها) تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة، الحافظة لنفسها، الذاكرة لله واليوم الآخر، المديرة لبيتها،المراعية لحقوق زوجها، المربية لأولاد صالحين و..


فتتعلم منها وتقتدي بها، فلا تكون مبعثرات ولاساقطات ولامهملات في الحياة الزوجية أوفي تربية الأولاد ـ كما هو المشاهد في يومنا هذا ـ .


وبذلك تسعد المرأة التي تلقت الدروس من مدرسة أم البنين (عليها السلام) واتبعتها، ويسعد بها غيرها من أولادها وذويها، فيكون الإحسان عائداً لنفسها قبل غيرها، قال سبحانه:(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها).


ولا شك أن ذكرى أم البني(عليها السلام)وذكرى العظماء رجالاً أو نساءً، موجب للأجر والثواب فقد ورد:«من ورّخ مؤمناً فقد أحياه»، فكما أن إحياء الإنسان يوجب الخيرات، كذلك إحياء ذكراه،قال تعالى:( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).


بالإضافة إلى أن ذكرى الأخيار والخيّرات تملأ النفس الإنساني بالصحيح النافع والمنهج المسعد، والعكس بالعكس، وعندئذٍ تعكس النفس التي تلقت الذكرى شيئا من تلك الأسوة .. إن خيراً فخير وإن شراً فشر.


وهذا تكليف على كل إنسان بقدر وسعه، قال سبحانه:(لايكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها).


وقال الشاعر:
وكل إناء بالذي فيه ينضح.


وقد ذكر العلماء بأن حال النفس حال المعدة، فتملأ تارة بالطعام الصحيح وتارة بالفاسد، وملؤها بالصحيح يصلح لها الدين والدنيا، وملؤها بالفاسد يفسد عليها الدين والدنيا .. في الفرد والمجتمع.


فالذهن يجب أن يملأ بالعقيدة، إما الصحيحة وإما الفاسدة، فإذا لم يمتلأ بالعقيدة الصحيحة امتلأ بالباطلة، وهكذا حال العادة صحيحة كانت أو باطلة.


وعلى أي فسيرة العظيمات تربي العظيمات،، بل وحتى العظماء في الأمور المشتركة كالعبادة والزهد والتقوى، فسيرتهن تربية للرجال والنساء.. والبنين والبنات.. للبشرية جمعاء.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع