شارك هذا الموضوع

المحافظة ليلة عيد الفطر من عام 1440 هـ

" هل أصبح الإسلام ما يطلبه المشاهدون؟ " اختتم سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراتها لرمضانية في ليلة العيد بالآية من سورة الروم " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " على غرار ذلك البرنامج ، ما ان يشتهي الإنسان أن يستمع شيء ، يُعمل على وفق الشهوات و الأهواء ، فهل أصبح الإسلام بهذه الصورة اليوم .

من خلال الكثير مما نقرأ و نشاهد أن الناس ترى الإسلام بنظرة رجعية متخلفة ، و أصبح الجميع يتدخل في الدين و تحريف المقاصد و الدعاوى وفق المشتهيات ، ووفق ما يسير به الناس ، انما هو دين الفطرة ، أولًا دين الله و الاحكام الشرعية فطرية أي أن الله خلق المخلوقات جعل هذه الأجساد و يعلم ما يصلح لهذا الإنسان ، هناك انسجام شرعي ما للانسان من سعادة ، أي ان الله جاء بشريعة تناسب قابليات هذا الإنسان وتصب في صالحه ، بما فيه من خلقة و مدركات . هناك شرائه أهل الأرض و شرائع أهل السماء ، و هي من شريعة النبي ابراهيم الى شريعة النبي محمد ( ص ) .

اما شرائع أهل الأرض في قبال شرائع أهل السماء من ديكارت و هيجيل و جون لوك و ليبرالية و شيوعية و فاشية و نازية و راسمالية ، تدعي أنها في صالح الإنسان و تنكروا للاسلام و أرادوا اخفاءه ، في مقارنة بسيطة بين الشرائع الأرضية و السمائية ، أولًا محدودية أن يتوقع الإنسان مجريات الكون وما سيقع من أحدث لمدة طويلة ، عشر سنوات لو سلمنا باحتمالية حدوثه على أقصى حد ، فاذا كان أعجز بان يتوقع ، فينبغي ان لا يُجوز ويُسوّغ لنفسه أن يضع قوانين في مصلحة الإنسان طيلة حياة البشرية ، بل الله هو القادر على كل شيء .

ثانيًا ماهية النفس و الروح يعجز الانسان عن الوصول اليها ، بل حتى ظاهر البدن ، فلا زال العلم عاجز أن يعالج و أن يدبر هذا الجسد في بعض أمراضه ، العلم أعجز من أن يضع تعريفًا للنفس أو ان يتصرف في النفس ، الله من خلق النفس و الروح ، من سورة الإسراء " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " فلو عرف الانسان النفس عرف الله ، و محال أن يعرف الإنسان الذات المقدّسة ، المشرّع قادر على صنع أحكام تنمي الروح ، الحكم الشرعي أتى به حكيم ولا يمكننا الإتيان بعلل الشرائع ، البعض يريد الدين وفق ما يتلائم مع نمطه ، فالبعض يتذرع بضرورة عمل في الإتيان بالمفاسد ، لا ينبغي تطويع الحكم الشرعي وفق الأهواء . ليعلم الجميع ان هذا الدين قوي لا يتطرق اليه الشك و الريب ،" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] "

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع