" العجل المذاييع و الإبتزاز الالكتروني " عنوان المجلس الرمضاني ليلة التاسع و العشرسن من شهر رمضان لعام 1440 هـ ، واستهل سماحة السيد ميثم المحافظة مجلسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس بأن الإعلام من المواضيع المعاصرة التي لا يستطيع الإنسان أن يكون في معزل عنها - و لو حاول - من انترنت و هاتف و تلفاز و اذاعة ، هذه الترسانة سلاح ذو حدين ، هناك حد سليم و حد ضار من سخريات و تنابزات و فتنة و غيرها ، و السبب يعود الى اساءة استعمال الاعلام من أجل الشهرة و ارضاء النفس ، ولكننا نكون تحت ضوابط شرعية و أخلاقية و مهنية ، فالاعلام غير منعزل عن هذه الضوابط ، حيث يستهلك الإعلام جزء كبير و أساسي من حياتنا
يجب أن نجعل الاعلام موجه و سديد ، هناك ضوابط ينبغي الانتباه عليها ، ما عنته الآية ، الا أن نكون معينًا على اذاعة الفاحشة ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)، حيث في ذلك الزمن لم يوجد الاعلام بالمعنى الموجود عليه اليوم ، و فقط بالسماع و الإذاعة له ما عليه من عذاب ، فقس على ذلك من نشر صور او مقاطع و تلويث ضمائر وعيون الناس ، فهذا نشر للعنوان و المضمون الذي كان محرّم ، عن رسول الله ( ص ) " من سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها ومن سمع خيرا فأفشاه فهو كمن عمله " ، هناك سبق اعلامي نافع مثل نشر أخبار الحوادث و الأمطار الغزيرة و الفيوضات و نشر المحاضرات التوعوية ، و هناك سبق اعلامي ضار ، مثل نشر صور خادشة و أخبار غير موثوقة .
هناك ضابط هتك الستر على ثلاث طبقات ، أولا هتك الستر الشخصي كتصوير الانسان نفسه في وضع خادش لاثارة ضحك الآخرين ، فيجب عدم المسامهة في نشر هذه الصور بذريعة رضاه عن ذلك ، فذلك اعلام فاسد ، فقد ورد في الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال " ان الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا أما تسمع الله تعالى يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) " فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ليس من شأن الناس أن تنظر الى خصوصيات البعض ، ثانية هتك السر و إذ في إفشائه إيذاء وإهانة بحق الأصدقاء أو غيرهم من المسلمين، وهو من رذائل قوة الغضب إن كان منشأه العداوة، ومن رذائل قوة الشهوة إن كان منشأه تصور نفع مالي، أو مجرد اهتزاز النفس بذلك لخباثتها، وهو مذموم منهي عنه قال رسول الله (ص): " إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت، فهي أمانة " وقال (ص): " الحديث بينكم أمانة ".وورد: " إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك " ، لا يجوز الجهر بالخصومة حتى لو كان خصامًا بينك و بين كافر ، فلا يجوز التشهير .
عنوان بحثنا هو العجل المذاييع ، والسر في العنوان أنه جاء في قول الإمام علي " لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُذُرًا " ، وثالثًا طلب العثرات أي مراقبة الناس كي تخطأ ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُسلم بقلبه لا تتبعوا عثرات المسلمين، فإنه من تتبَّع عثرات المسلمين تتبَّع الله عثرته، ومن تتبعَّ الله عثرته يفضحه " فهذا افساد و زرع فتنة ، بعكس ذلك هناك مؤمنين يسترون عيوب الناس ، عنه ( ص ) " من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة ". وقال (ص): " لا يستر عبد عيب عبد إلا ستره الله يوم القيامة ". وقال (ص): " لا يرى امرؤ من أخيه عورة فيسترها عليه، إلا دخل الجنة " . الإبتزاز الإلكتروني ، نحن في زمن مخيف فينبغي أن نتثبت مِن مَن يطلبون المساعدة و أن لا نكون ضحايا الإبتزاز الالكتروني و أن نصل الى درجة السخف ، هناك ابتزاز بالصور و نشر مقاطع تهدد بالشرف ، الحل نخص به للنساء عدم التصوير صور خاصة ، التوقية من تصوير صالات الزفاف و غيرها ، فقد ينسرق الهاتف أو يضيع او يتعرض الى قرصنة و اختراق ، الاعلام له دور كبير في ذلك .
التعليقات (0)