شارك هذا الموضوع

المحافظة ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1440 هـ

" أزمة الخطاب الديني " هو عنوان المجلس الرمضاني ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1440 هـ ، وقد ابتدأ سماحة السيد ميثم المحافظة بالآية الكريمة من سورة النحل " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " الخطاب الديني ومواقع التبليغ يراد منها ان تكون واجهة للدين و الإسلام ، و أن تكون خطابا حريصًا و ائتلافيًا ووحدويًا ، و معتدلًا نافعًا و قرآنيًا وروائيًا ، بعيدًا عن حالات التطرّف والجمود و الشخصنة و الفئوية .

هناك أزمة في الخطاب الديني ، ونوجه بالحديث كل من يكون لقراءة الآخر ، ما الذي يجب أن يكون عليه أتباع مدرسة أهل البيت في الخطاب الديني ، جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( الصادق ) عليه السلام يَقُولُ : " رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَّبَنَا إِلَى النَّاسِ وَلَمْ يُبَغِّضْنَا إِلَيْهِمْ . أَمَا وَاللَّهِ لَوْ يَرْوُونَ مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَكَانُوا بِهِ أَعَزَّ وَ مَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّقَ عَلَيْهِمْ بِشَيْ‏ءٍ وَ لَكِنْ أَحَدُهُمْ يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيَحُطُّ إِلَيْهَا عَشْراً ، أما والله لو يروون ما نقول، ولا يحرفونه، ولا يبدلونه علينا برأيهم ما استطاع أن يتعلق عليهم بشئ، ولكن أحدهم يسمع منا الكلمة فينيط عشرا ويتناولها برأيه. رحم الله من سمع ما يسمع من مكنون سرنا فدفنه في قلبه. ثم قال: والله لا يجعل الله من عادانا ومن تولانا في دار واحدة "

يجب أن لا يكون الخطاب خطاب ارهاب و تطرف و فتنة في الخطاب ، فغيرنا ينظر الينا من المحطات الفضائية و غيرها و ينظر الى الواجهة ، و قد لا يفرق بين شيعي أو سني ، هناك ازمة للخطاب الديني حيث البعض يأول عن أهل البيت و يفتري عليهم أو يبالغ في ذكر الأحلام او ما شابه لتحبيب الناس اليهم ، فهم لا يحتاجون لذلك ، هناك أزمة خطاب الأولويات ، حيث الناس تعيش انحرافات اخلاقية و جهل ببعض المسائل الفقهية ، الناس تضج بمسائل أخلاقية ، فينبغي أن لا نمسك مسائل لا أهمية لها في قبال ذلك . كالصلاة داخل منجم أو فوق القمر أو فوق الكعبة . في القرآن و الروايات و أقوال العلماء الكثير من الأولويات ، فيجب أن ندرس أوضاع الناس . المجتمع يبحث عن علاج بعض المشاكل و الإصلاح ، فيجب على من يتصدى للتبليغ أن يقوم بهذا الدور .

هتاك نوع آخر من الازمات و هي أزمة خطاب الفئوية و التحزب فالبعض يستغل المنبر في ذلك - للأسف - ، يجب أن تكون خادمًا للدين و الإسلام و القرآن و أهل البيت و ليس لتصفية الحسابات الشخصية ، هذا المنبر خادمًا للدين ليس تابعًا لأي حزب ، لابد ان يكون خطابًا حريصًا وحدويًا ، فيجب تحرّي الأمانة و التخلّق بالموضوعية و الإنصاف لا من باب هواجس الأفكار ، يجب تذويب جميع الخلافات ، وعدم جعل المنبر مثارًا للفتن و التشظيات الإجتماعية ، هناك أزمة أخرى هي خطاب الجمود ، البقاء على مثل الموضوع و عدم الإنتقال منه " الدين يتطور لا على حساب الثوابت " لا يوجد فراغ في الدين ، و لا فقه افتراضي ، هناك تطور زمني في السفر مثلًا و هناك انحرافات أخلاقية و عقائدية حديثة ، فيجب عدم التركيز على موضوع واحد ، يجب التغيير و التطوير - دون الثوابت و الأصول - ، هناك أكثر زمن مئة قاعدة كالحرج و الضرر و سوق المسلمين ، فالدين يتناغم مع العصر و الأحداث ، لا ينبغي أن تترسب و تتراكم المشاكل ، ثم السعي لمعالجتها .

هناك أزمة خطاب التقديس المنفلت ، لا ينبغي المزايدة على رب العالمين ، فجعل النبي خاتم الأنبياء ، و علي بن أبي طالب وصيًا للنبي ، ينبغي عدم الزيادة في ذلك ، لا مقدّس الا الذات الالهية و الأنبياء و النبي و آل البيت و المراقد الطاهرة ، التقديس للغير بالاعتبار و المجاز ، لا كالمعصوم ، في ممارسة الخطاب الريني ، يجب أن نجعل الشخصيات التاريخة و المعاصرة في مواقعها الصحيحة ، لا ينبغي التقديس المنفلت ؛ لانه لا يخدم الخطاب ، ينبغي دراسة المواضيع ، " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏ " .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع