شارك هذا الموضوع

السيد ميثم ليلة السادس و العشرين من شهر رمضان لعام 1440 هـ

" الغناء: الوباء الخفي " عنوان المجلس الرمضاني لعام 1440 هـ ، وقد ابتدأ سماحة السيد ميثم المحافظة بالآية الكريمة " ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ " الغناء وباء خفي ، قد ينظر اليه بأنه جرم بسيط و يتهاون بهذه الموبقة ، الا انه كمثل الوباء ،لان هذا الوباء بحركته الساخنة و الهادئة له علاقة بموبقات عظيمة تتعلق بالانسان و بالمجتمع .

البعض يقول بأنه لا توجد آيات واضحة لتحريم الغناء و هذه مخادعة للنفس وجهل بالأحكام ، ليس كل شيء بالقرآن وُرد باللفظ ، لنرجع لسنة النبي و الأئمة الطاهرين ، يقول الإمام الصادق : " قول الزور الغناء " ، و الإجتناب في الآية المتقدّمة يفهمه الفقهاء بأنه أشد من الحرمة ، أي بيعًا و شراءً و اقتناءً و التكسب منه ، " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " الإمام الصادق يقول : الغناء مما أوعد الله عليه النار ، وفي الآية القرآنية " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " .

وفي الروايات ، سألت الرضا (عليه السلام) عن السماع، فقال: لأهل الحجاز رأي فيه وهو في حيز الباطل واللهو أما سمعت الله عزوجل يقول: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) ، ليس من صفات المؤمن أن يحضر مجالس الغناء ، عن أبي عبد اللّه‏ عليه السلام قال: " قال رسول اللّه‏ صلي الله عليه و اله و سلم : إنّ أوّل ما نهاني عنه ربّي عزّ وجلّ عبادة الأوثان، وشرب الخمر، وملاحاة الرجال، إنّ اللّه‏ تبارك وتعالى بعثني رحمة للعالمين، ولأمحق المعازف والمزامير، واُمور الجاهلية " ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " صوتان ملعونان في الدنيا و الآخرة ، مزمار عند نعمة و رنة عند مصيبة "

كان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ماراً من امام بيت بشر ، فسمع صوت عربدة ولهو من منزله ، وصادف أن خرجت من المنزل خادمة له فسألها (عليه السلام) : أصاحب هذا البيت حرٌ أم عبد ؟ قالت : هذا بيت بُشر أحد الأشراف وهو حر . فقال (عليه السلام) : نعم ، إنه حر ولو كان عبداً لأطاع مولاه . فلما عادت سألها بشر عن سبب تأخرها ؟ قالت : التقيت برجل سألني سؤالاً عجيباً فتأخرت ! قال : وماذا قال لك ؟ قالت : سألني : أصاحب هذا البيت حرٌ أم عبد ؟ فقلت : طبعاً هو حر . فقال : نعم حر لو كان عبداً لخاف من مولاه . قال : ما أوصاف الرجل ؟ فذكرت له الخادمة أوصافه وعلاماته ، ففهم أنه موسى بن جعفر (عليه السلام) ، فذهب بشر حافياً وراءه بسرعة حتى لحق به ورمى بنفسه بين يديه . وقال : سيدي ! أريد أن أصبح من هذه الساعة عبداً لله .

الغناء له آثار كبيرة ، أولًا الغناء ينبت النفاق في القلب ، ثانيًا الغناء رقية الزنا ، رقية أي مفتاح ، ثالثًا الدراسات تقول بأن استماع الغناء يحرك هرمونات تنشط الشهوة ، ، و عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان " أمّا في الآخرة قال النبي " عن رسول الله (ص): يحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم, ويحشر الزاني مثل ذلك " ، إن البيت الذي يُسمع فيه الغناء، هو عكس البيت الذي يتلى فيه القرآن الكريم، قال الإمام الصادق (عليه السلام): " بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا تدخله الملائكة " . فتحدث الخصومات و التعقيدات النفسية في البيت بسبب الغناء .

تقول دراسة ولف آدلر و هو عالم نفس تحليلي في جامعة كولومبيا ان استماع اجمل و احلى الأنغام الموسيقية تعود بارتدادات معاكسة على النفس و الأعصاب وترفع من ضغط الدم ، فهي ليست سوى ايهام للنفس بالراحة ، و لكنها في الحقيقة بالعكس ، قال الفقهاء في تمييز الغناء هو ما يشعر الإنسان بالخفة و الهزة ، وقد حدد الخوئي الغناء اذا كانت المادة مادة لهوية عبثية ، خالية من ذكر الله و الامور النافعة ويتناسب مع مجالس اللهو و الفجور . مما استثنى من الغناء القرآن الكريم ، فعن رسول الله في خبر عامي " تغنوا به فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا " وهو مع ضعفه منزل على معنى استغنوا به و يعني تجميل الصوت و اطراب الناس بسماعه . و استثنى الرثاء أيضًا ، أي رثاء أهل البيت عليهم السلام .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع