شارك هذا الموضوع

المحافظة ليلة الرابع و العشرون من شهر رمضان لعام 1440 هـ

" مراودات الهتك (التحرش) " عنوان المجلس الرمضاني ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1440 هـ ، و ابتدأ سماحة السيد ميثم المحافظة مجلسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس بالآية الكريمة من سورة يوسف " وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " التحرش بالمصطلح القرآني هو المراودة ، وتعرف بان الرجل أو المرأة أو البنت أو الولد يحاول تجاه الآخر أن يستسلم له بأن يهتك عرضه أو شرفه بالنظر او التفحش بالكلام او اللمس أو الهتك و هي من الذنوب الكبيرة ، في المصطلح القانوني لها مراتب ، يُعاقب عليها محليًا و دوليًا ، أصبح الإعلام اليوم يُجاهر بعدما كان يخجل منها في المواقع و وسائل التواصل الإجتماعي و الصحف ، وهذا يدل على أن هناك أمرًا مُخيفًا .

من أسباب المراودات أولًا هو الاعلام المبتذل ، تنبه و تنشط رغبات و ميولات النفس من الداخل في غير أوانها ، الألعاب و المواقع و الأفلام و المجسمات في المجمعات و الصور المنتشرة ينبغي الحذر منها ، ثانيًا اجواء السفور و التبرّج لا مجال للتساهل فيها " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ثالثًا الوازع الديني ، يجب أن يحصن الانسان نفسه من الداخل ، وهو النسبة الكبيرة لمن وقعوا تحت هذه المراودات .

من أهم أسباب تغذية هذه الفاحشة ، هي الإختلاط أو الخلوة ، الإختلاط في البيوت او في حفل المتفوقين حيث ينبغي الفصل بين الجنسين ، النسبة الكبرى في قضايا الفسقل و الفجور بسبب الخلوة ، التنشأة يجب أن تكون تنشأة عفة و حياء من خلال توصيات أهل البيت على العفة و الطهارة وفي مرسل عتبة (٣) قال: " كان أبو الحسن الماضي عليه السلام عند محمد بن إبراهيم والي مكة، وهو زوج فاطمة بنت أبي عبد الله عليه السلام، وكانت لمحمد بن إبراهيم بنت يلبسها الثياب، وتجئ إلى الرجال فيأخذها الرجل ويضمها إليه، فلما تناهت إلى أبي الحسن عليه السلام أمسكها بيديه ممدودتين، قال: إذا أنت على الجارية ست سنين لم يجز أن يقبلها رجل ليس بمحرم، ولا يضمها إليه " وفي مرفوع زكريا المؤمن (٤) قال أبو عبد الله عليه السلام: " إذا بلغت الجارية ست سنين فلا يقبلها الغلام، والغلام لا يقبل المرأة إذا جاز سبع سنين " .

وقد روى الصدوق عن أمير المؤمنين أنه قال مباشرة المرأة ابنتها إذا بلغت ست سنين شعبة من الزنا وسال أحمد بن النعمان الصادق (ع) فقال له جويرته ليس بيني وبينها رحم ولها ست ستين قال لا تضعها في حجرك وروى أنه يفرق بين الصبيان في المضاجع لست سنين وقال رسول الله صلى الله عليه وآله الصبى والصبي والصبية والصبية والفتى والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين وعن الصادق (ع) قال إذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها والغلام لا يقبل المراة إذا جاز سبع سنين ، أيضًا ايجب ألا تفصح المعاملة الخاصة بينك و بين زوجتك أمام الأولاد و يجب تنزيه النفس .

من تداعيات ضحايا المراودات - عن عمد أو غير عمد - ، لها انعكاساتها جسدية حيث تؤدي الى تشوه الأعضاء التناسلية و انتشار الأمراض ، أما النفسية فهي الخوف و الإنطواء و الإنعزال و القلق و الفزع أثناء النوم ، الحالة الإجتماعية للبيت تتدنى و يهتك شرف البيت و سمعته و كرامته ، اما التداعيات الروحية فيصابون بقسوة قلبية وقحالة في الروح ويحتاجون الى تأهيلًا جديدًا ، بعض الناس ينظرون بانتقامية لمثل هؤلاء و ذلك ليس حلًا لنعالح هؤلاء ، " وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " ، لنأخذه برقة و تلطّف ، و اعادة تأهيله ، و أن يتفهّم المجتمع هذه الحالات ، نحن أيضًا مذنبون ولكن الفرق بين الجوانب ، ليكون فاعلًا في المجتمع و يكسر حاجز الخوف في المأتم او صندوقًا خيريًا أو غيرها ، التوبة و الشفقة من عند الله و خير الخطائين التوابون ، وعندنا مثال وهو بشر الحافي .

لنقي أنفسنا أولا لنربي بناتنا و أولادنا على العفة و الخشية على مستوى النظرة ، قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ" ، و أن لا تظهر النسوة متبرجات " يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ " . و أن لا يكونون الشباب و الشابات أصحابًا في الجامعات و في الأشغال " وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ " ، أخدان أي أصحاب .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع