" الإمام علي - الشخصية الإستثنائية " عنوان المجلس الرمضاني ليلة ذكرى ضربة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، و ذلك في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان لعام 1440 هـ ، حيث كان هذا عنوان المجلس الحسيني لسماحة السيد ميثم المحافظة وقد استهل حديثه " هذه ليلة قدر في مصابنا لأمير المؤمنين ، و هذا العمل الذي نجلس فيه للعزاء يُحسب من أعمال ليلة القدر ، علي بن أبي طالب هو الشخصية الإستثنائية " .
من الطبيعي عند الناس أنه هناك مجموع و يكون من المجموع جزء ، و يقال هذا مُستثنى من هذا المجموع ، لكل قاعدة شواذ ، نُقدت هذه القاعدة في عدة جوانب ، الجانب الأول لأنها تنفي المطلق ( مثلاً وجود اله غير الله ) ، الجانب الثاني أنها تناقض نفسها ، فاذا كان لكل قاعدة شواذ فإن هناك بعض القواعد لا تخضع للقاعدة مثلها ، الجانب الثالث ، قيل أنها عجز من عدم فهم القاعدة أو ضعفًا في فهم المستثنى ، لكن العموم في العرف العام أنها تستعمل هذه القاعدة ، و نقف هذه الليلة مع شخصية الإمام علي ، لعلنا ننظر دائمُا بأن الشاذ هو الأقل شأنًا أو شاذًا عن القاعدة و نلاحظ أن هذه الشخصية قلبت هذه القاعدة ، حيث كان عليًا يُستثنى و تصبح الأمة شاذة عن علي ، لا أنّ عليًا مُستثنى ، لأنه هو المتميّز و الأبرع و الأعلى شأنًا و العملاق ، لننظر الى التاريخ و استثنائيته في الشجاعة ، حينما فر المسلمون من القتال الا عليًا حتى كُسر سيفه .
قال النّبي لعمّار : أنّه سيكون من بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم وحتّى يقتل بعضهم بعضا ، وحتّى يتبرء بعضهم من بعض ، فاذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب «عليهالسلام» فإن سلك النّاس كلّهم واديا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن النّاس ، يا عمّار إنّ عليّا لا يردك عن هدى ولا يوردك في ردى ، يا عمّار طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله ، الحق يدور مع الإمام علي ، استثنائية علي متميزة و الناس شذوا عن علي فهو الحق ، في يوم الخندق ، قال رسول الله ( ص ) لما برز الى عمر بن ود " اليوم برز الإسلام كله إلى الشرك كله " هذه استثنائية الطهارة و القداسة ، " وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَبْوابَ اِلاّ بابَهُ " ، لا يوجد غير باب الإمام علي على المسجد ، استثنائية الفداء و التضحية ، يقول الشيخ جعفر السبحاني لو لم يكن علي بن أبي طالب بات على فراش النبي ( ص )، لم يكن هناك احد مستعد لهذا التكليف ، استثنائية الإصطفاء ، لما باهل النبي نصارى بني نجران ، " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " ، اصطفائية المحبة ، كان عند النبي (صلى الله عليه وآله) طير فقال : اللهم ائتني بأحَبّ خلقك اليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه . حبنا لعلي ليس تعصبًا أعمى أو زائد .
استثنائية واضحة في يوم الغدير ، و استثنائية واضحة في الثقة مع النبي " أن النبي (صلى الله عليه وآله) أرسل أبا بكر سنة 9 للهجرة إلى مكة ليبلغ الآيات الأولى من سورة براءة، وبعد مسيره نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: يا محمّد، إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ، فأرسل الرسولُ (صلى الله عليه وآله) علياً " ، شخصية أعطت التاريخ و أثرت التاريخ في محتواه من حكم و كلمات و مواقف ، لولاه لما اصبح للتاريخ مذاقًا ولا للغة و لا الفصاحة طعمًا ، حيث غذى و أعطى التاريخ ما لم يعطه احد ، لما نكون بهذه الجاذبة و بهذه القوة وهذا الإنجذاب نحو عليًا ، ذلك كما أنزل الله فيه من الكلمات الكثيرة ، لن تجد التاريخ مجّد شخصُا مثل الإمام علي ، فقد قال فيه رسول الله " علي اعلمكم، علي اقضاكم، علي افقهكم، علي أعدلكم، علي اشجعكم " هناك افضلية و استثنائية للإمام علي بن أبي طالب .
التعليقات (0)