" حتى مطلع الفجر " عنوان المجلس الرمضاني ليلة الثامن عشر من شهر رمضان لعام 1440 هـ ، حيث ابتدأ سماحة السيد ميثم المحافظة المحاضرة بسورة القدر " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ " ليلة القدر هي الليلة المرتقبة التي يرتقبها المؤمنون لقيامها واحيائها ، و عظمتها مشهودة لدى الجميع ، و الآيات عديدة حول عظمة ليلة القدر ، لك من المجال ان تتهيأ و تستعد لتنال من خير هذه الليلة ، وصفها الجليل بالمباركة ، من سورة الدخان " حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ " الروايات واردة في استحباب احياء الليالي الثلاث 19 ، 21 ، 23 ، للقدر و الابرام ، والروايات تؤكد على الليلة الثالثة و العشرين ، هي ليلة مغفرة يرجع فيها العبد لله تائبًا .
يستغفرون الملائكة لكل مؤمن يدعوا الا شارب الخمر او عاق لوالديه أو ظالم ، بسبب وجود هذه الشوائب ، يحتاج أن نعمّق الصلة مع الوالدين ، ونعمّق علاقتنا معه ، النفقة واجبة من الولد تجاه أبيه الا اذا تنازل الأب ، عقوق الوالدين حاجب بين الإنسان و بين الله ، و يباعد بينه و بين الله مسافات ، " سَلَامٌ هِيَ " أي مغفرة للتائبين و العائدين لله ، رأي السيد محمد فضل سلامٌ أي بعثة جديدة لهذا الإنسان حيث يبعث من جديد ، و التائب من الذّنب كمن لا ذنب له " يخرج الإنسان بالتّوبة كيوم ولدته أمّه، ويقال له استأنف العمل من جديد ". ، وقالوا هي تحية يُحيّى بها الإمام المعصوم ، وقال الإمام الباقر (ع): " من أحيا ليلة القدرغفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار " .
هناك أوراد خاصة ، كزيارة الحسين و أدعية ليلة القدر ، وصلاة الركعتين الواردتين و دعاء رفع المصاحف ، و أوراد عامة مُطلقة ، حيث أنها ليلة مفتوحة للعباجة ، كدعاء السحر و المجير و الجوشن و أبي حمزة الثمالي ، مُسمّى الإحياء ليس بالكَم ، قليلٌ مُتوجه الى الله ، وقد خرجت دموع الخشية كافية لقضاء حاجة ليلة اقدر كما ذكر الدتور الشيخ احمد الوائلي ، ولعلّ انسان يستطيع أن يجمع الكم والكيف ، ويحتاج الى عزيمة و ارادة قوية ، قسّم الإحياء الى قسمين ، قسم جماعي ، و قسمٌ بينك و بين الله ، لعلّك تخجل أن تبكي أو أن الحركة وسط الناس تحول بينك و بين الخشوع ، انفرد في حزء بمشاعر صادق و تنل فضيلة الليلة ربما أكثر ، وهذه لحظة الخلوة مع الله لننال ثمار هذه الليلة ، من الصدقة و الدعاء و قضاء حوائج المؤمنين ، أنت أمام بُستان في تلك الليلة ، فخُذ من كل شجرة ثمرة ، تقرّب الى الله حتى بصلة رحم و أفضل عمل في ليلة القدر كما ورد على الشيخ الصدوق هو طلب العلم .
سُئل سماحة الشيخ محمد صنقور عما قاله الشيخ الصدوق في أماليه إن إحياء ليلة القدر بطلب العلم هو الأفضل؟ مع أنه لم يذكر روايةً تدل على ذلك؟ ولم ينقل عن غيره من العلماء حتى من المحدثين؟ فكان الجواب: لعله استفاد ذلك من مثل ما رُوي عن النبي (ص) قال: "طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله عزوجل"، وما رُوي عنه (ص) أنه قال: "طلب العلم ساعةً خيرٌ من قيام ليلة، وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر" ، وما رُوي عنه (ص): "من تعلَّم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا". وما رُوي عنه (ص) انه قال لأبي ذر: "يا أبا ذر! لإن تغدو فتعلم آية من كتاب الله، خيرٌ لك من أن تُصلِّي مائة ركعة. ولإن تغدو فتعلم باباً من العلم، عمل به أو لم يعمل، خيرٌ من أن تُصلِّي ألف ركعة" وما رُوي عنه (ص): "طلب العلم أفضل من العبادة، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ .والروايات القريبة من هذه المضامين عديدة.
يروي الكثير انتقادات وسلبيات من طول البرنامج و الملل في تلك الليلة ، الأمر الأول الكل يتحمّل الخطأ ، اذا كنت فقط قادمًا من بيتك لقراءة بضع فقرات ، فارجع الى بيتك ، اما اذا كنت متوجهًا الى الله بأن هذه الليلة أفضل من ألف شهر وهي ليلة ذات بركة و خير و أن الله يقبل دعاء المؤمن و أنت جاهزٌ ، فلذلك هذه المشاعر تتحرّك ، فالنفسيات تختلف بين شخص و آخر ، السبب الآخر ، من يضع البرنامج يجب أن يركّز على الكيف وليس الكم ، مثلًا هناك فنيات تغييرفي الوضعية ، كدعاء ثم زيارة ، ثم رفع مصاحف ثم صلاة ثم صدقة ثم فقرة علم ، الأمر الثالث التساعد بين المؤمنين أمرٌ مطلوب من عدم التشويش و التضييق و المحافظة على الهدوء و النظام واتباع التعليمات .
يجب على اللجان المشرفة تعريف الناس بجميع التهيئات المطلوبة ، بدءًا من المشارك و اللجان ، من تعريفهم بهذه الليلة و بأسماء الأدعية ، حيث الجوشن يعني الدّرع ، و التوجه و دعوة الله بأسمائه و التحصّن بها لنستفيد خيرًا كبيرًا في هذه الليلة ، يحتاج أن نأتي مستعدّين في هذه الليلة ، أولًا أن نأتي في ليلة القدر ونحن غير مستعدّين لاصلاح ما بينك و بين زوجتك ، أصلح ما بينك و بينها ، ثانيًا أن نقبل بدعاء و دموع خشية لكن غير مستعدة أن تحسن تبعّل زوجها ، لعلّ الثواب و الأجر يتعلّق بين السماء و الأرض بسببك ، ثالثُا البعض يجلس متوجهًا لله تقيًا ورعًا وقد قالوا له بأن معاملته ومكاسبه هي مكسب حرام وهو واضع بينه و بين الله باب وهو لقمة الحرام من سرقة أو غصب أو ما شابه ، الأولى أن تجلس بينك و بين الناس ثم تبارئ الذمم بينك و بين الآخرين لكي لا يكون حاجبًا بينك و بين الله .
استمع لتوصيات امامك صاحب العصر و الزمان و أن تأتي بروحية نظيفة و قلبً سليمًا مُنفتح على الله ، ولا تكن تلك الليلة سوى ليلة طقسنة بل ليلة عبادة ، أداء طقوس من دون مشاعر و لا روح ، لما تضع القرآن على رأسك فأنت تقسم على الله بكتابه المقدس ، عهدًا بينك و بينه أن لا تعصيه و أن تتوب اليه و أن يغفر عليك ، العبادة أن تُدرك لبّ هذه الليلة و أن تعقد عهد بينك و بين الله ، و ما سيجري عليك في هذا العام ، " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " ، يجب أن يكون احياء ذو مشاعر فياضة و دموع ، وتحريك المشاعر لعلك تجده من زيارة الإمام الحسين ( ع ) . يجب الإنتباه أنه في زياة الإمام الحسين ، يجب أن لا تكون كيوم عاشوراء ، أن تقرأ زيارة الحسين و تسقط بعض الأبيات لتحرك بها النفوس و المشاعر و تدخل الى الدعاء . لأن كل شيء يكون في مكانه ، من نعم الله علينا جعل لنا نهضة الحسين التي تحرّك المشاعر ، فتكون النفس ليّنة ورقيقة و لطيفة و طيّبة و ليست غليظة وجافة ، ثق واعتقد الإبتعاد عن المأتم وعن هذه الدمعة يجفف أخلاق الإنسان و يجعله في حالة مزاجية .
التعليقات (0)