شارك هذا الموضوع

المحافظة ليلة السادس عشر من شهر رمضان لعام 1440 هـ

" الإمام المنتظر و قراءات في الإشكاليات " ، استهل سماحة السيد ميثم المحافظة سلسلة محاضراته الرمضانية في النصف الثاني من شهر رمضان لعام 1440 هـ ، حيث كان هذا عنوان الليلة السادسة عشر من شهر رمضان ، وابتدأ بآية من سورة الأنبياء ، " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) " . حتمية الظهور ونهاية هذا العالم تتقرر في عقيدة ظiور قائم آل محمّد ( عج ) ، في مقام البحث عن فكرة المهدوية وهي محتومة ، هناك موسوعة من ستة أجزاء ، وهي موسوعة السيد عبدالله الغريفي بعنوان الإمام المنتظر و قراءات في الإشكاليات القديمة أو المعاصرة تجاه فكرة المهدوية ، الهدف من طرح هذا العنوان هو التحصين و الوقاية ، حيث حركة الإشكاليات و الطعونات لا زالت قائمة ، كما أن حركة المضللين أو المدّعين بالسفارة أو الإتصال بصاحب العصر و الزمان لم تتوقف .

الإشكال الأول ، قالوا أن الفكرة المهدوية من نتاج العقل الشيعي لتأطير المهدوية بإطار طائفي ، أي أثارة حساسية لمن ينتمي لغير هذا المذهب ، يرد الغريفي ، نحن لا نتبرأ ان الفكرة المهدوية من نتاج العقل الشيعي لأن العقل الشيعي هو نتاج الإسلام و النبي ( ص ) و العترة الطاهرة ، هذه محاولات لإغماض العيون عن مئات الروايات الواردة عن النبي في الإمام المنتظر في كتب المسلمين ، من الصحاح الستة كالترمذي و النسائي وابن ماجة و أحمد بن حنبل أو الكتب الأخرى مثل ابن القيم و البيهقي و الذهبي روت روايات صاحب العصر و الزمان عن النبي ( ص ) فينهار هذا الإشكال تمامًا . الإشكال الثاني ، إن فكرة المهدوية تسربت من كتب الشيعة الى كتب السنة ، فمئة رواية وأكثر لا تعد تسربًا ، فهذا ليس اطلاقًا مُنصفًا ، بل هذا طعنٌ للذات ، فيتهاوى هذا الإشكال .

الإشكال الثالث من أحمد أمين المصري ، يقول إن روايات و فكرة الإمام المهدي وليدة ارهاصات سياسية أصابت الشيعة بعد مقتل الحسين عليه السلام ، فأصابوا بالإنهزام بعدما ذهب الحكم لبني أمية ، فقالوا لهم بأنه سوف يظهر رجل في آخر الزمان للتطبيب على الجراحات ، الكاتب أحمد أمين قامة علمية في كتابه " ضحى الإسلام " ، الروايات بالمئات مروية عن النبي ، مروية من السنة ، فكل الأديان تؤمن بوجود مخلّص موعود مهما اختلف الإسم ، المسيح ينتظرون المسيح ابن مريم ، اليهود ينتظرون المسيح من ابن داوود ، الهنود من الإله فيشنو ، زرادشت و بوذا من البوذيين ، يملأ الأرض قسطًا و عدلًا ، فهي فكرة عالمية غير محصورة بزمن معين ، فهذه تخرّصات ، وقادته لفجيعة فكرية ، وهو ادعاه بأن الإمام المهدي خرافة أمام المسلمين ، مما سبب استهجان وسط علماء الأزهر، الغريفي قال بأن مصدر هذا التجرأ من هذا الكاتب أنّ أول من تجرأ على اسقاطات أحاديث الإمام المهدي هو ابن خلدون ، وهو مفخرة العرب في علم الإجتماع و علم المعمار ، يقول ابن خلدون " اعلم أن المشهور بين كافة المسلمين لابدّ من رجل يظهر في آخر الزمان من اهل البيت ، يؤيد هذا الدين و يُظهر العدل اسمه المهدي " و في نهاية الكتاب أسقط كل الروايات و قال لا يُعتمّد عليها .

السيد الغريفي ذكر أكثر من عشرين عالمًا من علماء أهل العامة وقفوا أمام ابن خلدون أمام هذا الإتهام الخطير ، فانهدمت كل الإشكاليات ، هناك مشروع وحدة للفكرة المهدوية ، يُطلق عليها الغريفي الديمومة و القيمومة ، الحجة على وجه الأرض قائمة دائمة لا تنتهي الى يوم القيامة ، في أربع روايات نحن نتفق مع كافة المسلمين تتقوم بها فكرة المهدي المنتظر ، الرواية الأولى ، حديث الثقلين " اني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيت ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، وهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ، الرواية الثانية هو قول النبي " الإئمة من بعدي اثنا عشر آخرهم المهدي المنتظر " ، الرواية الثالثة " لا تخلوا الأرض من حجة " ، الرواية الرابعة " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ، فالبعض لديه علامات استفهام ، أما نحن فالمسألة واضحة اذن فكرة المهدي عالمية .

السيد الغريفي يضيف قضية الجموح و الجنوح ، نحن نؤمن بعقيدة الإمام ( عج ) لكن أحيانًا يأخذ البعض بعض المسببات التي تدعوه للإدعاءات الباطلة ، كسفارة الإمام ، الإمام الصادق " لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول أنا نبي " ، هذا الجموح سببه الشهرة و حب الزعامة و الوجاهة و الطع في الاموال ، و نزاعات شخصية أو انتقامية ، هناك لوثات فكرية و نفسية ، تكثر في العراق ، إما وكيلًا أو مندوبًا للإمام ، هناك من هم أكثر وزنًا منهم وذهبوا لأراذل التاريخ ، منهم وكلاء أئمة كالنميري و الحلّاج و أحمد بن هلال النوبختي ومحمد بن علي بن هلال ، و الشلمغاني ، كانوا وكلاء أئمة الإمام الهادي و العسكري ولم يكونوا أشخاصًا عاديّون ، وحدثت هذه الزعزة ، يروي التاريخ بأنه افتتن الشيعة بأحمد بن هلال الكرخي ، وهو وكيل الإمام الهادي و العسكري و عاش في زمن الغيبة الصغرى ، وقد افتعل فتنة كبيرة ، وهو من اهل التنسك و العبادة و العرفان ، لذلك حالًا أصدر الإمام صاحب العصر و الزمان توقيعًا ، " احذروا الصوفي المتصنّع الكرخي / أو النوبختي فهو ملعون فقد ادعى ما ليس له "

" وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر " ، يقول الإمام الصادق مطمئنًا لأحد أصحابه ، سيكون أمر الله أبين من الشمس ، اذا جاءت العلامات ستأتي واضحة لا يشك فيها اثنين ، لكي لا يخرج أحد و يسقط بعد الإسقاطات في أحداث هنا وهناك في سوريا و العراق ، الإمام الصادق " سيقولون هلك في أي وادٍ سلك " اذا كنت ستُهزم و تستسلم فلا تخرج الى الفضائيات و تشكك الناس بأن الإمام سيخرج ، السيد محمد باقر الصدر يوصي بوضع هذه الروايات أمام أعيننا ويضع سبعة احتمالات منها ما هو جائز و منها ما هو كاذب مفتر ، الإحتمال الأول ، أنه يرى الناس و يرونه ، يعرفهم و لا يعرفونه ، الاحتمال الثاني أن أحدهم تشرّف بلقيا الإمام و أصبح ذلك سرّا بينه و بين الله ، و لم يحدّث به أحد حتى مات ، الإحتمال الثالث من يرى الإمام و يتشرف برؤيته لكن لا يقول بانه رأى الإمام ، و يقول بأن الحل في الرواية أو الآية ولا يصرّح باسمه ، وهذا جائز من وجه عنايات صاحب العصر و الزمان بالمراجع و غيرهم . الإحتمال الرابع يرى الإمام و يخبرهم بأنه التقى الإمام و لا يدعي أنه سفير أو نائب ، و عنده دليل قاطع مجسم ككرامة من عند الله ولم نعثر على قضية مثل هذه من قبل ، الإحتمال الخامس يدعي رؤية الإمام وليس عنده دليل فهو كاذب ، الإحتمال السادس ، يدعي بالتقاء الإمام و أنه وكيل ومندوب قبل الصيحة و ظهور السفياني فهو كذاب ، الإحتمال السابع يقول بأنه هو المهدي وهو كذاب مفتر

نحن باقون على هذه العقيدة و علينا أن نعمّق هذه الثقافة ، من الدعاء " اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين " ، و الصدقة باسم الإمام و قراءة السور ، و لنا في كل جمعة ندبة و حرقة .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع