شارك هذا الموضوع

ملخص محاضرة السيد عبدالله الغريفي: دور الموكب في صناعة الأجيال

دور الموكب في صناعة الأجيال السيد عبد الله الغريفي حسينية بن خميس السنابس السبت ليلة الأحد 2018/9/8 العريف عبد الجبار الدرازي


 


بدأ الغريفي الساعة 8.40 مساء نتناول مفصلا أساسا في الموسم العاشورائي وهو الموكب الذي يعبر عن إحياء موسم عاشوراء، فهو من حيث المرتبة يأتي في قمة الهرم. تصنيف الشعائر العاشورائية إلى نمطين:


1 النمط المنصوص عليه بالنص الخاص، مثل إقامة المجالس الحسينية


2 نمط منصوص عليه بالنص العام، وهو أحيوا أمرنا عندنا نأخذ نماذج من عاشوراء نجد أنها تخضع للنص العام وهو أحيوا أمرنا، مثل الاحتفالات، والمؤتمرات العاشورائية، المسرح العاشورائي، الإصدارات، فكل تلك مصاديق من مصاديق الإحياء. الموكب العاشورائي من المصاديق المندرجة تحت العنوان العام للإحياء وقد شكل الموكب مفصلا تاريخيا على طريق إحياء عاشوراء. تارة نقول الشعائر الحسينية وتارة الفعاليات الحسينية.


ماهو دور الموكب في صناعة الجيل؟


نحن نتحدث عن الجيل الحسيني الإيماني العاشورائي ما هي محددات هذا الجيل؟


1 الوعي الإيماني المتجذر العميق.


2 أن يملك هذا الجيل عاطفة وجدانية عميقة فيجب أن تدخل عاشوراء في وجداننا وعقلنا.


3 أن تدخل عاشوراء في السلوك، فتتحول عاشوراء إلى قيم، فبذلك نكون قد امتلكنا محددات الجيل.


4 أن ندخل عاشوراء في حركية الجيل، فنصنع جيلا متحركا فاعلا مضحيا. فما لم نتوافر على صناعة جيل من هذا النوع فما صنعنا شيئا.


ما هي مكونات الموكب العاشورائي؟


يمتلك الموكب أربع مكونات أساس، وغياب أي مكون يحدث أثرا سلبيا.


1 خطاب الموكب العاشورائي


2 شعار الموكب العاشورائي


3 جمهور الموكب العاشورائي


4 أجواء الموكب العاشورائي


1 خطاب الموكب العاشورائي : هنا يأتي دور الشاعر والرادود. الشاعر ينتج المضمون وهو القصيدة، والرادود يوصل المضمون. فيجب أن تتوفر القصائد العاشورائية على : أ العرض السليم لمأساة عاشوراء، وفاجعتها وألمها. وهذا الخطاب يتحمل مسؤوليتين: الحفاظ على الحزن العاشورائي الحفاظ على المضمون العاشورائي حزن بلا مضمون يفقد الخطاب فاعليته. فنحتاج شاعرا يبرز كربلاء أنموذجا مؤثرا.


2 الطرح الواعي لمفاهيم عاشوراء التي من أجلها ضحى الحسين عليه السلام، وبذلك يتشكل وعي الجيل.


3 أن يكون الشعر الموكبي ينتج قيما عملية في حركة الأجيال، في سلوك الأجيال. فريد جيلا يمارس قيم وأخلاق عاشوراء.


4 مطلوب من القصيدة الموكبية أن تنتج عاشورائيين حركيين، فنوصل حركة عاشوراء لكل الناس، فالتركيز على حركية الأجيال.


وهنا سؤال حساس قد يطرح ونحن نتحدث عن القصائد الموكبية، هل المطلوب من خطاب الموكب الحسيني المتمثل في القصائد، أن يعالج قضايا السياسية؟ أو أن هذه المنطقة محظورة على الخطاب الموكبي؟


هنا بعض تنبيهات: مطلوب بشكل عام من الخطاب العاشورائي في الموكب والمنبر أن يلامس هموم الأمة وقضاياها وهذا جزء من مشروع عاشوراء. فمشروع الإصلاح هو الهدف الأسمى. فرق بين ملامسة القضايا التي تعني الأمة وبين أن نستغرق في الشأن السياسي. فيجب أن يبقى الخطاب عاشورائيا. وتبقى صبغة الموكب صبغة حسينية من دون أن يتحول الخطاب إلى سياسي بحت. فهناك فرق بين مسيرة سياسية وبين موكب عاشورائي الذي يعبر عن مفاهيم الإسلام بكامله. ولا يصح نقل التوتر السياسي داخل الموكب العاشورائي. يجب أن يتوافر الكاتب والرادود على الوعي الرسالي العاشورائي.


هل هناك ضوابط للأداء واللحن في الموكب؟


نعم هناك ضوابط شرعية، فيجب أن ينسجم اللحن مع الضوابط الشرعية.


2 شعار الموكب : عادة ما تحمل المواكب شعارات ولافتات تشكل أحد أهم الوسائل لصناعة الجيل. فيجب أن تتوافر الشعارات على مضامين واعية وهادفة ومؤثرة. كما يجب أن يكون هناك إشراف علمائي على ما يطرح من لافتات وشعارات، فقد يرفع شعار يصدم بأهداف الحسين.


3 جمهور الموكب: وهم المعزون اللاطمون، والمطلوب أن يكون هناك حضور مكثف للمواكب التي تشكل الوهج للموكب العاشورائي. والمشاركة هي أحد أهم عوامل حصول الثواب، بالإضافة إلى تحقيق أهداف نبيلة أخرى لذاك الحضور المبارك. فالعزوف عن حضور المواكب ظاهرة خطيرة جدا تضيع الأمانة التي حملها الأجداد والآباء للأجيال. فالمطلوب إعطاء المآتم والمواكب كل طاقتنا في الحضور المكثف. ويسأل البعض: الوقوف على أرصفة الشوارع هل يشكل حضورا في الموكب؟ يفترض المشاركة في الموكب لتحقيق الأهداف التي من أجلها أقيم الموكب. فهذا استنفار مشاعر وبائية وإعلان مبايعة للإمام المنتظر، فنحن نعبر عن عزائنا لإمامنا المنتظر، فلا نبخل بجزء من وقتنا لهذا الموكب العاشورائي المبارك. فنريد للموكب أن يبقى قويا واعيا مستمرا. فحضور المأتم والموكب له قيمة أكبر بكثير من الاكتفاء بمشاهدة الخطيب أو الموكب في التلفاز. فحضورك الشخصي يتطلب حضور وجدانك ومشاعرك وضميرك.


4 أجواء الموكب العاشورائي : أن تكون الأجواء منسجمة مع أهداف وقيم عاشوراء. فكيف يتم استغلال أجواء عاشوراء لتحقيق بعض الرغبات التي لا تمت لأهداف الموكب بصلة! فالمظاهر السلبية تصادر الأهداف الحقيقية للمواكب. ويجب التنبيه على نقطة مهمة وهي ترتيب أوقات المواكب بحيث لا يتعارض مع أوقات الصلاة. فعلى من يمارس دور الإشراف على المواكب الحسينية أن يلتفت إلى ألا تتعارض المواكب مع أوقات الصلاة. بعض المناطق تتحرك في أجوائها صراعات في حين أن عاشوراء يوحد المآتم والجماهير والعلاقات. فلن نستطيع إبراز عاشوراء للأجيال وللعالم ما دمنا لم ننق الأجواء المحمومة بالعصبيات. 


كتبه حسن الحمران

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع