شارك هذا الموضوع

الستري ليلة التاسع و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ

تابع سماحة الشيخ رائد الستري سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس وذلك لليلة التاسعة و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ ، و تحت عنوان " الصراط المستقيم (بحث قرآني) " ابتدأ سماحته بآيات من فاتحة الكتاب : " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " ، نتحدّث حول موضوع عقائدي قرآني يرتبط بتحديد مفهوم الصراط المستقيم ، ماذا يراد بالصراط المستقم ، الفهم الأول يفسر الصراط المستقيم بالطريق الذي لا اعوجاج فيه ، و هناك تفسير أعمق يسير على نمط تفسيري يعتمد المصداق الأجلى و الأظهر و الأكمل و الأوضح لموضوع الآية الشريفة ، نحتاج الى مقدمة تعتمد على بيان قاعدة عقلية تعرف بقاعدة اللطف ، لله سبحانه وتعالى مظاهرًا للكمال ، و مظاهر الكمال الإلهي و الفيوضات الإلهية فيوضات متواصلة ومستمرة ، الله يرحم بنحو مستمر على سائر مخلوقاته ، ألطاف الله لا تتوقف ، العلماء يقولون بأن الله لا يتوقف عن اللطف بعباده فإن الله لطيف بعباده ، فاذا وجد المولى سببًا للطف ، تعزز وتأكد سبب اللطف فيلطف الله عباده فإن الله لطيف ، و أن الإنسان يعيش في حالة من الضلال لولا أن يلطف الله بعباده ، لو أن الإنسان خُلق و تُرك هكذا فإنه لا يستهدي الى طريقة عبادة الله ، فإنه يستهدي للإيمان بوجود الخالق ، فعقله يرشده ، العقل نوع من الهداية التكوينية ، بحيث نصل الى وجود خالق ، وأن وراء المعلولات و الممكنات خالق خلقها ، ولكن لا نستهدي الى كيفية عبادة هذا الخالق و أن نوفي بحق الربوبية اليه ، اذا تركنا الله من دون مدد ، يحصل نوعًا من التيه و الضلال ، وهذا الضلال يحتاج الى لطف الهي .

ارسال الرسل مظهر من مظاهر الرحمة الالهية و اللطف بعباده ، الله عز وجل يبعث الرسل و الأنبياء ، وينصب الأولياء و الأوصياء ، لكي يبعثوا ويأتوا بالشريعة ، ولكن الشريعة لا تكفي ، تحتاج الى جانب القدوة و الأسوة نقتدي بها في القول و الفعل ، ولذلك تتميمًا لمشروع السماء كقراءة قرآنية موسعة ، من سورة الأحزاب " لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " ، نجد أن اتمام اللطف الإلهي و الرحمة الإلهية لا يكون الا ببعثة الرسل ، فهي جريًا على ما يفرضه العقل من ضرورة ، ضرورة اللطف الإلهي بعباده ، فلا يتركنا الله من دون رسل و اتمام حجة ، الرسل و الأنبياء و الأئمة يشكّلون المظهر الأسمى و الأكمل الى الطريق الذي يوصل للمولى عز وجل ، هم الصراط المستقيم ، الذي لا اعوجاج فيه ، هناك وجه آخر يثبت ذلك أيضّا هو ما ذكرناه في الهدف من الخلق وهو سيره الى التكامل ، وأن يصل الى مفهوم الإستخلاف لله سبحانه ، الصراط المستقيم أي الطريق الذي لا اعوجاج فيه هو النبي الأكرم وأهل البيت عليهم السلام ، و يستعمل هذا الدليل القرآني للتدليل على عصمة الأنبياء و الرسل و عصمة الأئمة ، فإن الصراط لا يكون مستقيمًا وطريقًا لا اعوجاج فيه الا بعصمة أولئك الأشخاص .فلو فرضنا بأن الرسول يقدم على المعصية لاحتج العصاة برسول الله ( ص ) .

حيثية التأسي الموجودة في رسول الله موجودة في الإمام ، مع اختلاف النبوة من الإمامة ، و لا يصح أن يصدر منهم المعصية ، القرآن الكريم يعبر دائمًا عن دور الرسول و الإمام بالتزكية و التعليم ، ودليل الصراط المستقيم يستخدم في أن الإئمة الأطهار عليهم السلام معصومون من الخطأ و الزلل و المعصية ، وهم الهداة ، نجد في تفسير الصراط المستقيم بأنه علي عليه السلام ، و تجدهم عليهم السلام يقولون " نحن الصراط الى الله " و " نحن الهداة الى الله " كل هذه التعبيرات تعطينا كيفية أنّ مقام الأئمة أنهم حماة الدين ، متى ما رأوا اعوجاجًا في الدين أتوا لإصلاحه .


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع