شارك هذا الموضوع

الستري ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ

تابع سماحة الشيخ رائد الستري سلسلة محاضراته الرمضانية وذلك لليلة السابعة و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ ، وتحت عنوان " العاملون لله آهات و آلام " ابتدأ سماحته بالآية 144 من سورة آل عمران " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " ، سنتحدّث حول موضوع يرتبط بالعاملين بعمل اجتماعي على اختلاف وظائفهم ، وما يجدونه ويتكبّدونه من آلام و آهات ، وسنتحدث عما يعانيه النبي ( ص ) من المعاناة التي نجد لها شبيهًا ومثيلًا في حياتنا ، ما يرتبط بالنبي الأكرم ( ص ) ، ما يمكن من خلاله أن نختصر المعاناة التي عاناها النبي ( ص ) هي قوله ( ص ) " ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت " ، أي أنّ الأذى الذي دخل عليه كان عظيمًا و لا يمكن مقارنته مع ما عاشه بقية الأنبياء ، فقد عانى ( ص ) الكثير و الكثير ، وما يعين على معرفة حجم ذلك الأذى هو أن تقارن الأمة ووضعها و ما كانت عليه قبل البعثة و ما آلت اليه بعد هدي النبي الأكرم ( ص ) ، حيث كان مجتمعًا منغمسًا في الجهل و الشهوات ، وتحمّل النبي الكثير في سبيل هداية الأمة .

ما تحمّله النبي (ص) يعانيه العاملون في المجتمع ، فهم على اختلاف مؤسساتهم ، العاملون في المؤسسات الحسينية من جمعيات و حسينيات و كذلك في الحقول الخيرية من صناديق و جمعيات ، و العاملون في التثقيف ، فإن هناك معاناة و آلام يعانوها ، وهذه الآلام تتشابه مع الآذى الذي عاشه النبي مع اختلاف الحجم ، أول ألمٍ هو الألم و الأذى الذي يمس بالشخصية الإعتبارية ، فكما للانسان حرمة في المال و الجسد ، هناك حرمة في جانب الاعتبار الى هذا الإسم ، وهي المكانة الإجتماعية التي وُجدت نتاج ركام من العمل و التواجد الإجتماعي ، هذه الشخصية قد تكبر أو تصغر مع رصيد الخلق و الوجاهة و الرتابة في المجتمع ، لا يمكن لك أن تحجب المكانات للناس وهم يعملون ويسعون بخلقهم و ايمانهم وطاعاتهم فتتكون لهم شخصية اعتبارية في المجتمع . هذا التقدير رصيد هذا الإنسان و يتحرك به في المجتمع ، فإن ساءت السمعة تقلّصت الشخصية و تقلّص الرصيد ، وقد حرّم الإسلام المساس و الجرح بالشخصية الإعتبارية ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " ، هذه الأخلاقيات - من غيبة وبهتان و غيرها - تمس سمعة الإنسان من شخصيته و اعتباره و ثقة الناس فيه . " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " . .

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " ، توقفوا عن الظنون و ترتيب الآثار على ذلك ، لا تهدموا ثقة بعضكم ببعض ، ولا تفسدوا العلاقات مع البعض ، " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " ، " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " ، هذه الأخلاقيات تشتد تجاه العامل في المجتمع فتجد سهام الغيبة و البهتان والتتبع الى زلّاته ، فتنهدم شيئًا فشيئًا ثقة الناس فيه ، ومؤسساتنا تشكو من قلة الكادر لوجود تلك الأسباب ، ولذلك يحجمون عن العمل ، والذي يُصبر العامل على العمل هو رجاء الثواب من المولى عز وجل ، و لذلك يستمر في العمل الإجتماعي و الخيري و الحسيني ، ومثل ذلك أرادوا بالسابق أن يهدموا شخصية النبي ( ص ) و صدقه ، و افساد الى مشاريع النبي و بعث الأطفال الى رميه بروث الدواب و الشوك و الحجارة ،

الآهة الثانية هي عبارة عن النقد بالتركيز على الجوانب السلبية في المؤسسة و العمل ، و النظر اليه بالعين و الواحدة وهي عين النقد و التجريح ، انقد اذا كنت تريد أن تعيش نوعًا من التوازن والموضوعية في النقد و النظر اليه بعينين ، عين مسلطة على الإجابيات وعين متسلطة على السلبيات ، ولا نركز على الجانب السلبي فقط للمؤسسة ، الإجتهاد البشري معرّض للخطأ ، دع في قلبك نوعًا من التسامح و السعة في النفس ، املأ قلبك الرحمة تجاه الناس و الإحتواء نحو الآخر ، يجب النقد بالأدب الراقي و الإسلوب الراقي ، وليجب أن يكون لديك رحابة صدر بالإقرار بالخطأ و الإعتراف بالقصور بعض الأحيان ، الإنسان لا يصل للكمال ، املأ قلبك انشراحًا في تقبّل الآخرين ، و اقبل العذر و الإعتذار ، لا تدخل في نفسك الكبر و الكبرياء و لا تغلف مكانتك الإجتماعية بهذا الغلاف بان لا تعفو عن أخيك المؤمن . لابد من مبدأ المشاركة و الشفافية في العمل ، أي الوضوح في القرارات و أسبابها ، و المشاركة و الإشراك في القرارات . فالنبي ( ص ) قد مارس الشورى كأداة للمشاركة وهو مُسدد من السماء ، " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " . وقد مارس البعض في زمن الرسول ( ص ) التثبيط له في الغزوات مع ما له من مكانة رفيعة ، واحداث نوع من الضجيج و الضوضاء في جيشه ، الإنسان المؤمن كلما أصابه ألم ، جعل ألمه في جنب الله سبحانه و تعالى ،







التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع