شارك هذا الموضوع

الستري ليلة الخامس و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ

تابع سماحة الشيخ رائد الستري سلسلة محاضراته الرمضانية وذلك لليلة الخامسة و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ ، وتحت عنوان " الدين (بحث فقهي و اجتماعي ) " ابتدأ سماحته بآية الدين " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ " اولًا ما يرتبط بمفهوم الدين ، وهو انشغال للذمة بمال للآخر ، وهذا تعريفٌ فقهي يتعرّض الى أحكام انشغال الذمة ، الديون تعم حتى للإساءات الأخلاقية و النفسية ، وهو الدين المعنوي ، ثانيًا أسباب الدين ، وكيف تنشغل الذمة بالدين ، من خلال أسباب واضحة كاقتراض الاموال ، فإن الإقتراض سبب لانشغال الذمة بدين ، أو الشراء على الحساب ، و من خلال أسباب خفية كمثل ضرب الزوجة ، أو التساهل في السوق كتجريب البضائع من دون نية الشراء ، وتساهل ببعض الحيثيات ، و التساهل ببعض حوادث السيارات ، و انشغال الذمة بمال ، أما الديون المعنوية فأسبابها الغيبة و التشهير و الإفتراء على الناس .

نحتاج أن نعرف حكم الشرع في هذه الديون ، الشرع بغّض و بنى على كراهة الإقتراض من دون الحاجة ، القرض اذا حلّ أداءه و لم يؤده ، فصاحب الدين يحسب لديه صدقة في كل يوم ، هناك عدة أحكام ترتبط بالديون ، أول حكم أنه لا يجوز للإنسان ان يقترض و هو بانٍ على عدم السداد ، فانه يندرج تحت باب النصب و الإحتيال ، فقط المعسر هو الذي ينظر وهو المقدار الضروري للحياة ، فلا يجوز السفر و عليك دين للناس أو الحج ، فالبعض يعيش رفاه معين ، يجب عليك اداء الدين حتى قبل الزواج ، الا اذا كنت خائفًا من مفسدة ، أمّا الحاجات الغير مهمة و الملحة فلا يجوز الدين فيها ، في حالة تسديد الدين ، بعض الأحيان هناك نوع من الإستحياء في تأدية الامانات ، فلا يسقط التصدٌق لهم هذا الحق ، بل يجب اللجوء الى وسائل أخرى ، كأن توصل المال الى الشخص المعني بأي طريقة من الطرق .

اذا لم تكن تعرف من صاحب الدين ، يجب عليك رد المظالم ، حين عدم رجاء البلوغ لصاحبها ، فلتتصدق عنه و ذلك بإذن الوكيل الشرعي بذاك المبلغ ، ولذلك من البرّ للوالدين اداء الدين ، و الدين مقدّم على الورثة و يخرج من التركة ، فلو توفّي ولم يكن له مال ، يجب أن يؤدّى دينه ، و من البرّ و الإحسان أن تؤدي دينه ، و من البر و الإحسان اذا علمت بحاله وانت من ضمن الديانة ، فيستحب أن تعفو عنه ، من المستحبات ابراء الذمة ، في وسطنا الإجتماعي نحتاج لمعالجة هذا الموضوع حيث يسبب ارباكًا لعلاقتنا الإجتماعية ، يجب أن نلتفت الى امكانية الدائن أن يديننا أو لا ، فلا تجبره على التعامل بالدين معك ، الأشخاص قد يأخذهم الحياء فيجب عليك أن تلتفت ، وهي قضية تحتاج الى معالجة مما رسمه لنا اهل البيت ( ع ) .

الإيمان الحق و الإلتزام الحق بالسير على تعاليم اهل البيت في هذه الجنبات ، فالدين المعاملة ، قوة الإيمان لا تظهر في الصلاة و الصيام فحسب بل في كل التفاصيل المهمة ، وأهل البيت يؤكدون على السير في تعاليم أهل البيت .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع