تابع سماحة الشيخ رائد الستري سلسلة محاضراته الرمضانية وذلك لليلة الرابعة و العشرين من شهر رمضان لعام 1439 هـ ، وتحت عنوان " ازواج و زوجات سيئو الخلق " ابتدأ سماحته بحديث عن الرسول الأعظم ( ص ) : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، لاشك بأن هناك حث و تحريض من قبل الروايات الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام ، لسلوك طريق يعتمد على الخلق الراقي مع شريك الحياة ، الخلق الراقي من قبل الزوج تجاه الزوجة أن يكون خيرًا لها في كل شيء ، نفقته وسعة ماله عليها و عطغه وحنانه ، تتلاقى النصوص مع التوجيه الإلهي الذي اتخذ الحياة الزوجية سكنًا للأزواج فهو محل الإستقرار و الطمأنينة " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) " ، ملجأ للهدوء النفسي و الجسدي و الجنسي ، لكن هناك خلل قد يحدث فتكون العلاقة مشوبة بالإرباك و عدم الإستقرار بل سببا للارهاق النفسي مع شريك الحياة ، و الذي يقود الحياة لذلك الجانب ه سوء الخلق ، و أن تدار العلاقة على نوع من بذاءة اللسان و سوء الخلق ، سوء الخلق يكون سببًا لسلب الراحة النفسية من شريك الحياة ، فتسقط الإيجابيات الأخرى .
الأزواج السيئو الخلق ، الخلق النكد و السيئ له مظاهر ، أول مظهر بأنك لا تلتفت الا الى سلبيات الطرف الآخر ، وتتنبه الى كل عثرة تصدر من شريك الحياة ، و تتنبه الى كل تقصير يصدر منه ، كثرة التوبيخ تكون مجلبة الى نوع من البغض و الصدود و الإبتعاد من قبل شريك الحياة ، و كأن الشريك الأخر عدوًا لك و ليس حبيبًا ، تسليط الضوء فقط على السلبيات ، المظهر الثاني هو أن تسلط الضوء ببذاءة لسان على العيوب ، وتحطيم الى المعنويات ، فإياك و العبث بجانب جمال المرأة ، الحياة الزوجية حياة طويلة ، تتبدل فيها الأشكال و الأرزاق ، ويتطور فيها الإنسان ، هذا التفاوت في بعض الأحيان بعض النكديين يركز عليه ، لا نستخدم أي نوع من التجريح ، لا تذكر العيب بشكل دائم ، فتسلب الروح الزوجية ، اذا سارت العلاقة بهذه الطريقة تسير نحو الحافة ، و قد تبعث هذه الى الطلاق .
الأسباب التي تخلصنا من سوء الخلق ، أولًا نتبانى ، يجب ان نغير طريقة حياتنا ، فالطريق الغير سليم الذي يسعى فيه الى زلات الآخر يجب أن يتغير و أن نسلك على الجانب الإيجابي للطرف الآخر و اسعَ الى ذكره ، قدّم نوعًا من التحفيز ، قل كلماتًا تجميلية ، و حفز النشاط ، و املأ الحياة حيوية ، و تغزّل في زوجتك و جمالها ، وموسم التحفيز لا ينتهي فالكل بحاجته ، التبدّل يحدث تدريجيًا ، حفز من الجانب الإيجابي في النفسية ، عليك بتشارك الحياة معها ، المشاركة مهمة في كل شيء ، كالوظائف البيتية و الميزانية ، المشاركة في العمل يكون سببًا في استقرار الحياة ، وتقدير الكل للآخر ، لابدّ من تقدير الجهد الذي يقوم به الطرف الآخر ، يجب تقديم اسلوب الممازحة و البشاشة . المزح اللطيف و ليس الثقيل ، يجب أن لا تمدّ عينيك الى حياة الآخرين ، عدم مد العين و النظر الى حياة الآخرين وعدم الخوض في المقارنات ، فيجعلك انسانًا لا تقنع بما لديك ، مقارنات تدخل النفس قي دوامة من النكد و القهر وهذا النوع يجعلك تنتقد و لا تنظر للإيجابيات - مهما كثرت - ، إن سر النجاح أن لا تنظر الى حياة الآخرين ، و إياك ان تقارن ، المقارنات توجد نوع من الحقد و الغيرة .
التعليقات (0)