شارك هذا الموضوع

الستري ليلة السابع عشر من شهر رمضان لعام 1439 هـ

تابع سماحة الشيخ رائد الستري سلسلة محاضراته الرمضانية و ذلك لليلة السابعة عشر من شهر رمضان لعام 1439 ، وقد بدأ سماحته بحديث لرسول الله ( ص ) ، " ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه " ، نتحدث في هذه الليلة والليلة المقبلة عن موضوع تربية الأبناء ، وفي هذه الليلة نتحدث عن صناعة السلوك عند الإبناء ومدى تأثير سلوك الآباء في سلوك الأبناء و البنات .

أولًا عن تحليل السلوك نفسيا و تربويًا ، يقول علماء النفس بأن السلوك هو الفعل ، الفعل الصادر من الإنسان ، وهذا السلوك له دوافع و أسباب ومُنتجات تنتج صدور الفعل ، وهذه الدوافع تتعدد وتختلف وتتنوع ، دافع الحاجة الى الغذاء يدفع الانسان الى سلوك لاعداد وجبات ، الدافع الديني و العقدي يدفعه لسلوك يتمثل في عبادة الله ، من صلاة وحج و خمس وزكاة ، دافع البرّ الى الوالدين ، يدفع الانسان الى الاحسان الى أبويه ، الأبوان محسنان الي فأجازيهما بالإحسان اليهما ، كلما ذهبت الى جنبة من السلوك عند ابنك تجد لها دافعًا مولدًا الى ذلك السلوك ، الإنسان في معالجته لا ينظر الى السلوك سلوكًا فحسب بل الى منتجاته و مولداته التي أنتجته ، مثلًا لما يأخذ مالًا غير ماله ، ابحث عمّا أنتج هذا الفعل ، ربما بسبب قلة المصروف قليل ، فتعمد الى زيادة المصروف ، وربما هناك جشع نفسي ، أو بيان وتعزيز الأمانة عند الطفل ، وهذا نوع من بعد النظر عند المربّي بتسليط الضوء الى المولّدات .

ثانيًا الأدوات المؤثرة في صناعة السلوك ، أول أداة هي عبارة عن تقديم النصح و التوجيه ، أن تؤسس الى بُنية و أساس معرفي في عقل الابن خلال مجموعة من النصائح و زرع الأعراف الحسنة ، و التركيز الى الركائز و القيم العقائدية ، متبعًا في ذلك فنونًا متعدّدة و أدوات متعدّدة للبناء المعرفي العقلي عند ابنك فيؤسس سلوكه ، لذلك تجد مساحة في القرآن الكريم تركز الى جانب النصيحة " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " ، هنا نوع من الإعتناء بطريقة النصح و التوجيه ، اما ان يعطي نتائج ايجابية أو سلبية ، اذا اعتمدت فقط على التوبيخ و التثبيط و خلق حالة الإحباط في نفوسهم و أهملت جانب الترغيب و التحفيز ستفشل ، هناك أساليب للتخويف ليس من ضمنها الضرب ، بل كالعزل مثلًا أو الحرمان ، يجب أن تعزل جانب الغضب عندك عند صدور العقاب ، يجب عدم ممازجة العقوبة مع الجانب النفسي عند الآباء و الامهات ، فحذارٍ من ذلك ، فناقش و لا تيأس و لا تمل من تقديم النصح ، ولا تعطي عقابًا أبديًا .


ثالثًا بيان قوة التأثير لسلوك الآباء و الأمهات على سلوك ابنائهم ، ترجم المعرفة النظرية الى سلوك عملي واعٍ متطابق لتلك المعرفة فلا قيمة لها . صناعة الطبع و التعويد و التمرين عند الابن ، الجأ الى سلوكك في التأثير . يجب أن تكون عندك نوع من الرفقة و الصحبة لمتابعة الأثر و السلوك عند ابنك ، خذه معك للمأتم و للجماعة و الى دفع الصدقة ، 60 % من سلوكيات الأبناء ورثت من آبائهم ، و 40% من سلوكيات البنات ورثت من أمهاتهن ، اجمعهم لقراءة القرآن و الدعاء .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع