شارك هذا الموضوع

الصفا ليلة الثامن من شهر رمضان لعام 1439 هـ

أكمل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته الرمضانية و ذلك لليلة الثامنة من شهر رمضان لعام 1439 ، وقد بدأ سماحته بحديث لرسول الله ( ص ) ، " ما بني بناء في الإسلام‏ أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ‏ من التزويج " ، الإسلام الحنيف ومن خلال اوامره وتعاليمه ، تدخّل في كل صغيرة وكبيرة ، ومن اهم القضايا التي اشبعها الإسلام بحثا و تأكيدًا و تفصيلًا العلاقة الزوجية ، وضع لها حدودا وشيد واجبات و حقول و أحكام ، عندما نتحدث عن هذا البناء المقدس الذي يقابله البناء المادي مع ماله من أهمية ، العلاقة الزوجية علاقة نموذجية تستقي اساسها و أحكامها و قواعدها من السماء و هذا هو سر قدسيتها ، الا ان الكثير من العلاقات الزوجية ، يعتريها زلزال الخلاف الزوجي و الذي قد يؤدي الى هدم العلاقة الزوجية أو تصدّع تلك العلاقة ، نسبة الطلاق محزنة لأبعد الحدود ومخيفة لأبعد الحدود ، سوف نتحدث عن خمسة من أخطر الأسباب التي تؤدي الى تصدع العلاقة الزوجية بين الزوجين .

العامل الأول : الجهل بالحقوق و الواجبات ، واذا ابتليت الاسرة ممن يحمل جهلًا مركبًا فويل للأسرة و أفرادها ، فمن بعد الإيجاب و القبول وتأسيس ضوابط العقد ، يوجد الحكم الوضعي وهو الزوجية ، يترشح منه أحكام تكليفية متعددة كوجوب الإنفاق على الزوج و التمكين من الزوجة وعدم جواز خروجها و حق القسمة و المبيت و الأحكام الموجودة في كتب الفقه ، اذا جهل أحد الزوجين لاشك أنه يضيع العلاقة الزوجية ، هناك علاقة طبيعية لحفظ الجنس ولا تحتاج الى تعليم وهي الطبيعة الغرائزية " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) " ، لنعرف ما لنا و ما علينا قبل ان نبرم العلقة الزوجية .

العامل الثاني : هو غياب الإحسان الزوجي ، قواعد العلاقة بين الناس اسس لها الشارع على مستويين ، على مستوى قاعدة العدل ، وعلى مستوى قاعدة الإحسان " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) " هناك واجب على الزوج فاذا قام بها وزيادة فما المانع ، فهذا من باب الإحسان و كذلك المرأة ، بعض القضايا ليست واجبة عليها شرعًا ، فلا يجب أعلى الزوجة أن تستقبل زوجته و تشيعه ، ولكن يستحب لها أن تستقبل زوجها و اذا أراد ان يخرج تمشي معه ويسمى تشييع ، وسوف يبادلها الزوج الإحسان في قبال ذلك اذا خدمت زوجها ، ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، " أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار، وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت " ، المرأة العاقلة التي تريد زيادة رصيدها عند الله ، تعرف كيف تطرق الباب ، والإحسان يرطب العلاقة

العامل الثالث : هو غياب القداسة الزوجية ، العلقة الزوجية شراكة بين اثنين و ليست كسائر الشراكات ، التاجر قد يتخد شريكا تجمعهم بعض المصالح ، قد توجد شرائط من نوع آخر كالفريق الرياضي يجمعهم هدف واحد وهو التميز ، لا علاقة لهم بسلوكيات بعضهم البعض ، في العلاقة الزوجية علاقة قائمة على الطهارة و النقاء ووحدة الهدف المقدس ، عين القداسة وكل ما ينشأ من عند الله واتصل بالله مقدّس ، العلاقة الزوجية منشأها حكم الله ، وحكم الله مقدّس ، حينما يقول المأذون على سنة الله فإن التزويج قائم على قاعدة شرعية من سورة الزخرف " ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ " .

العامل الرابع ، هو فتور العلاقة الحميمية ، كثير من القضايا و الخلافات التي تؤدي الى انفصام العلقة مصدرها الفراش ، العلقة الزوجية بين الزوجين لها مدخلية مهمة في دوام العلاقة وانفصامها ، اهمال الزوج لزوجتها او اهمال الزوجة لزوجة او عدم التهيأئة من شأنه أن يوجد التصدّع ، لابد من استعمال الألفاظ التي تدغدغ المشاعر ، اجعل زوجتم تُعجب فيك ، و اما المرأة مطالبة أيضًا أن تتهيأ لزوجها وتتجل وتتزين ، البيت هو مملكة الزينة ومظهر جمال ، عن رسول الله ( ص ) " اني لأبغض النساء السلتاء و المرهاء " ، الأجدر بالعناية هو الزوج من غيره . السلتاء التي لا تختضب و المرهاء التي لا تكتحل ، أن تتجمل و تتعطر ، ظهورها بالهيئة الخلابة أكثر استقطابًا ازوجها .

العامل الخامس اضطراب الشخصية الي تتصف بسمات و صفات ، وهذا من علم النفس أن أنماط النفسية متعددة ، منها البارناوية ، وهي الشخصية التي لها أنماط وصفات تعرف عادة كثيرة الشك ولا شرط في الرجل ، قد تكون المرأة ، لابد للمؤمن أن يرفع السلبية من نفيه ، النوعية الثانية السيكوباتية أي من خصالها مداومة على الكذب و الإحتيال و الخداع ، و معسول الكلام ، ولا يشعر بالذنب وان فعل ما فعل ، الشخصية الوسواسية ، وليس الوسواس الشرعي في العبادة ، بل التي عادة ما تتسم بالشدة في تطبيق النظام و حدية في النظام ، وشديد العناد ، وبطيء و بخيل ، ويدقق في الصغيرة و الكبيرة . الشخصية الإكتئابية وهو ما يكون منهزمًا مهمومًا و مشؤومًا ، وانطوائي و منسحب في النقاش و الخلاف ، تطوير و بناء النفس أمر مهم في الحياة الزوجية ، وتوجد الحب و التقارب حتى بعد الموت .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع