شارك هذا الموضوع

الصفا ليلة السادس من شهر رمضان لعام 1439 هـ

اكمل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا الستري سلسلة محاضراته الرمضانية لليلة السادسة من موسم رمضان لعام 1439 هـ ، وتحت عنوان : خصائص انصار المهدي - عجل الله فرجه الشريف - ، ابتدأ سماحته بالدعاء المنقول عنه صاحب العصر و الزمان - عج - اللهمُ اِنا نَرْغَبُ اليكَ في دولةٍ كريمةٍ تُعِزُّ بها الاسلامَ واَهلَه، وتُذِلً بِها النِفاقَ واَهله، وتَجْعَلُنا فيها من الدُعاةِ إلى طاعَتِك، والقادَةِ إلى سَبيِلِك، وترزُقُنا بها كرامةَ الدنيا والاخرة. كلمات دعائية ذات نسقين ، النسق الأول ، نسق دعائي ، حيث أن الإمام عليه السلام في مقام الدعاء و يعلم الأمة الإكثار و الإلحاح الى الله بضرورة تعجيل الفرج ،و النسق الثاني الدعاء الذي يتضمن اخبارات غيبية ، لا يمكن ان تدُرك الا باطلاع الغيب .

فما سيأتي في الأزمان المقبلة الذي ليس هو بحاضر ولا تدركه حواسنا ولا عقولنا ، الإمام في مقام الإخبار الغيبي عن دولة آخر الزمان و معالمها و موقفية المستضعفين فيها ، عندما نتأمل في جنبات الدعاء ، أبرز ما في الدعاء أن الإمام يبين موقعية المؤمنين المستضعفين في الدولة الموعودة آخر الزمان ، الدعاء تطبيق عملي لما جاء في كتاب الله ، من سورة القصص " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) " هم الذين يرثون الأرض و أيديهم التي سوف تبسط و هم الأئمة و القادة ، المنتظر لم يأتي بشيء مبتدع بل جاء بما يحاكي كتاب الله ، اذا رأيت سلب كرامة المؤمنين تحت وطأة الظلم و العدوان ، فلهم في آخر الزمان عزة ، المؤمن هناك داعية ولن يكون داعية من فراغ ، انما بسبب النضج العلمي و المعرفي و الكمال العقلي الذي يتجسد فيه ، فيكون مؤهلًا لهذا الدور ، لن يكون قائدًا سواءً عسكريًا أو ميدانيًا الا اذا كان يُتقن معاني القيادة بحذافيرها .

هناك تطور اداري و ارادي ، بحثنا حول حصال أنصار إمام الزمان وصفاتهم ، و من الضروري أن يطلع المؤمن الى خصالهم ليزن نفسه ، نحن نحني عناقنا اذا ذكر صاحب العصر وو الزمان ، يحتاجون الى خصال و الى صفات ، " أينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا " ، دلالة الآية تفسيرا شيء و دلالتها تأويلًا شيء آخر وهو في قبضة الراسخين في العلم ، الإمام الصادق يقول بانها الآية هي آية أنصار المهدي ، عن الإمام علي ( ع ) " المنتظر لفرجنا كالمتشحط بدمه في سبيلا الله " هؤلاء من ماتوا وهم منتظرين لهما مثل الأجر ، على الشيعة و الأنصار و أعوان الإمام أن يتحلّون بخصال وصفات ، أول خصالهم المعرفة المحكمة بإمام الزمان ، يجب أن تكون معرفتك بالإمام ليست معرفة سطحية ، الزمن المقبل زمن الإفتتان و الانقلاب ، لا ينجو منها الا من دعى الله بدعاء الغريق ، وهو " يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " نحتاج الى معرفة دينية ولا سيما على مستوى الإعتقاد بعجل الله فرجه ، لتصل الى الإطمئنان القلبي و سكون النفس ، الشريعة تنقسم الى قسمين أصول الدين و فروع الدين ، فروع الدين يجوز التقليد فيها ، بينما الأصول الإعتقادية لا يجوز التقليد فيه ، يجب على كل مكلف أن يقيم الدليل و البرهان .

يجب على المؤمن أن يتدرج بالمعالم الثالثة ، المعرفة الحسية ثم العقلية ، ثم تنتهي بالمعرفة القلبية ، الارتباط بعجل الله فرجه قطعيًا صلبا و ليس ظنيًا ، و الناس فيه مستويات ، ليست العبرة يبالمعرفة الحسية ، كأن تراه بعينيك و تزداد يقينًا ، بل تحتاج الى خضوع قلبي و انقياد باطني ، المعرفة جزء مهم لا يتجزأ ، كلما زادت معرفة المؤمن بحجة الله في زمانه ، زاد ارتباطًا ، أبو طالب الرجل المجاهد ، الدليل و البرهان بأنه كان ممن عرف رسول الله ، وعرف حجة زمانه ، و اتبع رسول الله ( ص ) ، الصفة الثانية الثبات و الإستقامة ، أنصار الإمام ، لا يمكن للناصر اما الزمان أن يكون ينعق وراء كل ناعق ، بل هو مصداق لقوله من سورة فصلت " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) " . استقامة على مستوى السير الى الله و على بعد القرب منه ، لا أن يضيع الصلاة و يأتي بالمعاصي ، هم أهل موقف و أهل ثبات ، تجد أن المؤمن يحتاج الى الصلابة الإيمانية .

عن الصادق عليه السلام في وصفه لانصار الإمام المهدي عج " صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، رجال لا ينامون الليل لهم دويّ في صلاتهم كدويّ النحل ، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، وهم اطوع له من الأمة لسيّدها كالمصابيح " هم أصحاب طاعة وقوة في الموقف ، ابو طالب كان نموذجا للثبات ، ووقف مع النبي وقفة لا تنسى ، وقف معه في الحصار الذي ضرب على المسلمين في شعب أبي طالب بسبب المفاطعة السياسية و الإجتماعية ، و يجب على المؤمنين أن يقتدوا به ، الصفة الثالثة هي المحبة و الهيمان في إمام الزمان ( عج ) ، لابد ان تحب امام زمانك أكثر من نفسك وولدك ، و ان ترتبط به ، من سورة الشورى " ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) " . انت ملزوم شرعا بالمحبة و الود الى صاحب العصر و الزمان .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع