لقد اشتهر المرجع الكبير المرحوم آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي في كربلاء بزهده وأخلاقه وحلمه وتقواه وأساليبه الصعبة في ترويض نفسه ومراقبة أعماله. وهو والد المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره).
كما اشتهر عن المرحوم مقابلته الإساءة بالإحسان، فكم من جهلة شتموه أو اغتابوه ثم ندم بعضهم وأصلح سريرته، في حين استمر البعض الآخر في غيّه، فكان السيد يوكل أمره إلى الله ليحاسبه يوم يقف بين يديه عز وجل. فذات مرة قيل للسيد: (إن فلاناً - وكان يروّج الإشاعات حول السيد - قد ذهب إلى إيران، وقال عنك هناك في طول البلاد وعرضها أشياءً للتنقيص من مكانتك)!
فكان ردّه بهدوء وبراءة: (لقد ربط حبلاً بعنقه، وأعطاني الطرف الآخر منه، لكي اسحبه يوم القيامة وأحاسبه عند الله تعالى).
وهذا هو الفارق بين من ينظر إلى الدنيا، فيسرع إلى إصدار الأحكام العاجلة على هذا وذاك، وبين من ينظر إلى الآخرة، فيصبر حتى يُصدِر الحكم ذلك الشاهد العادل القادر على كل شيء، فهل أنت كهذا أو كذاك؟
لك الخيرة في أن تختار حبلاً في عنقك والمظلوم يجرّك إلى عدل الله أو تختار الورع عن محارم الله والإعراض عن الشبهات. فلنذكّر أنفسنا الحديث القائل: (الظلم الذي لا يُترَك فظُلْم العباد فيما بينهم، يَقُصّ الله بعضهم من بعض).
التعليقات (0)