شارك هذا الموضوع

حدثُ لأجل حدث

كان المرحوم الشيخ مهدى (بائين شهري) القمي، مشهوراً بين أكابر علماء قم بكراماته ومقامه المعنوي الرفيع، وقد شاهدوا منه تكراراً أنه يضع أصبعه أو خاتمه موضع لسعة العقرب أو الحية فيبرؤ الملسوع فوراً ويذهب الألم ويشفى المصاب.


لقد ورد في كتاب (آثار الحجة): أن هذا العالم الربّاني أراد أن يركب حافلة عند عودته من أصفهان إلى قم، فمنعه السائق الذي كان شديد الكره للعلماء، ولكنه وافق على مضض بعد أن ألحّ عليه مدير السير.


في أثناء الطريق عطبت عجلة الحافلة، فاستغل السائق هذه الفرصة وراح يكيل الشتائم للشيخ أمام الركّاب، وكان يقول لهم: ألم أقل أن هؤلاء الشيوخ مصدر بلاء.


وبينما كان السائق منهمكاً في إصلاح العجلة وهو يسبّ الشيخ مهدي إحتصر واحتاج إلى قضاء حاجة فتوجّه سريعاً إلى خلوة خلف تلّ هناك في الصحراء ولكنه فجأة أخذ يصرخ: النجدة، يا ناس الحقوني.. أي .. آخ...


أسرع الركاب إليه فوجدوا حية قد لسعته في رجله.


ولما كان السائق يعرف أن ذلك جزاء إساءته إلى الشيخ وأنه سوف يموت على أثر سمّ الحية في تلك الصحراء، أخذ يقول وهو يتألم: قولوا للشيخ أن يسامحني ويبرأ ذمتي، فقد أخطأت في حقّه.


جاءوا وأخبروا الشيخ بالموضوع.. قال الشيخ: لقد عفوت عنه، وعليّ به.


فجاؤا به إليه وهو يتألم بشدة وعليه آثار الخجل من الشيخ فوضع الشيخ أصبعه موضع السمّ فأخرجه وسكن الألم واستكان السائق المصاب وهدأ!


وكأن الشيخ مهدي القمي (رحمه الله قد وهبه الحياة ثانية حيث أنقذه من الموت والآلام والقلق، فالتزم الشيخ وصار من أودّائه المخلصين، تائباً إلى الله تعالى من الأفكار الفاسدة ضد علماء الدين الصالحين. فلو لا اللّسعة لما كانت الهداية، فهذا حدثٌ من أجل حدث.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع