عندما يقبل الثامن من المحرم في كل عام يجرد الشعراء قرائحهم للمواساة في فاجعة استشهاد القاسم بن الحسن ...شريحة لا يستهان بها من الشعراء جرفها التيار العام فاستقت مصادرها من التراث المتداول دون الرجوع إلى المصادر الموثقة ... فتراهم يتهيئون لزفاف القاسم مرسخين أسطورة لا حقيقة لها ... ولا أبرئ نفسي من هذه المرحلة فلقد كتبت في هذا السياق نصوصا متعددة ...لكني أعتبرها مرحلة مخاض إلى النضوج وأتمنى لها أن تحذف من ديوان كتاباتي ولا أتمنى لغيري أن يمر بها ...ومنها هذا النص
بعد العرس للموت زفوك من أجل استبعاد هذه الخرافة من روايات عاشوراء كتب المحدث النوري كتابه (اللؤلؤ والمرجان) لتنقية التراث الكربلائي من التحريفات وكان يقول : (جدير بنا اليوم أن نقيم مآتم يبكي فيها الشيعة على مصائب الحسين الحديثة .. المصائب التي أحلها الخطباء الكذابون به)
بل ترى بعض شعرائنا سامحهم الله غافلين ينشئون نصوصا توحي بأن الزفاف كان بوصية من المجتبى فيقول :
هذي من عند الحسن ليه وصيه
ولقد كانت هذه التحريفات منذ زمان ولقد تصدى لها أفذاذ الطائفة ... فالسيد محسن الأمين كتب عدة كتب تحارب التحريفات في واقعة كربلاء منها كتاب المجالس السنية ...وأصبحت ظاهرة ورود قصة الزفاف تعبث حتى بمجريات الواقعة فتسمع شاعرا يقول :
صاحت الحوره بعبرات
اشلون ازفه وعمه مات
فعندما فتحنا الباب على مصراعيه للإضافة في الواقعة أصبح سهلا على كل أحد أن يقدم ويؤخرفيجعل الزفاف المزعوم مع نهايات الواقعة أو في وقت يجنح به خياله ...حتى القائلين بقبول الرواية لا يذكرون فيها شمعا وزفة لكن الشاعر المتمسك بها يقول :
انعلق شمع الزفة وتسيل دموع العريس
ومن المدافعين عن تنقية تراث عاشوراء من هذه الأساطير الشيخ عباس القمي ...فتراه يقول في كتابه منتهى الآمال (ولا يخفى عليكم عدم صحة عرس القاسم (ع) وأنه تزوج فاطمة بنت الحسين (ع) في كربلاء لعدم وجودها في الكتب المعتبرة (ص401) ...) ونجدنا كلما أوغلنا في التمسك بماهو ليس في المصادر المعتبرة رحنا نضيف ادعاءات ونجريها على ألسنة الطاهرين من أهل البيت وهم منها بُراء...وهذا شاعر آخر يقول:
غسلتها دموع رملة ويمها مخطوبة الجاسم
فدخلت التفاصيل والتقسيمات الإجتماعية لدينا في الحدث وأصبح كلٌ يتسابق للإضافة ... بينما الشيخ القمي في كتابه يذكر عن الحاج ميرزا النوري قوله( لم يوجد في تمام الكتب المعتبرة المعتمدة السالفة المؤلفة في فن الحديث والسير والأنساب أن للحسين (ع) بنتا في سن الزواج من دون أن يكون لها بعل حتى يمكن التمسك بهذه القصة من حيث إمكانها مع قطع النظر عن صحتها وسقمها )...بعد هذا كيف يتسنى للشاعر أن يقول :
إن رأيت الدمع مسكوباً بالمسماة إلى القاسم
ويكثر التفنن في تصوير أجلى مباهج الزفاف لدى الشعراء فيقول أحدهم :
ساعة وبعدها ايروح بخضابه للمعمعه
والنصوص التي توازي هذا النص كثيرة فهي لا تعد ... ومن الطبيعي أن تكون الفاجعة أشجى وأفجع بعد الزفاف فيتمسك بالرواية مؤيدوها لتكون أبلغ في الرثاء ... ولكننا نتعلم في النصوص السالفة عن عدم ثبوت لدى المحققين والمسألة جديرة بأن توزن بميزان العقل لا العاطفة ... فعندما يقول الشاعر :
جاسم زفافه بونه وبعرسه ماتهنى
يكون الأثر بليغا ... لكن هذا الأثر سيزول عند علمنا بالوهم المصنوع في بنية الحقيقة ... ولكوننا نطمح إلى عاشوراء حقيقية لا نريد مزجها بخرافة تصدمنا حين نجدها خيالا من الأساطير ... لذا قال السيد عبدالرزاق المقرم ( كل ما يذكر في عرس القاسم غير صحيح لعدم بلوغه سن الزواج ولم يرد به نص صحيح من المؤرخين والشيخ فخر الدين الطريحي عظيم القدر جليل في العلم فلا يمكن لأحد أن يتصور في حقه هذه الخرافة فثبوتها في كتابه المنتخب(والمعروف بالفخري) مدسوسة في الكتاب وسيحاكم الطريحي واضعها في كتابه )
وبماذا أجيب أو يجيب الشاعر عندما يكتب:
وبعد زفة عرسه ولدنه انشيعه الميدان
عندما نؤمن بالواقعة ونعتبرها حقيقة مسلمة ترانا نبحث عن كل ما يعززها ونضيفه ..فشاعر يتصور العريس وثوب زفافه ولكنه كفن فيقول :
كفن ثوب العرس واما العرس ماتم
وكلما حلق الشعراء والواصفون تعززت الأسطورة وأصبحت تحاصرنا فتجد الشاعر الآخر يبحث عن العريس بين القتلى فيجده مخضبا بخضاب العرس :
ومخضبه اجفوفه معرس جنه ومذبوح
فكيف لنا الخروج من وهم يخنقنا وهو يكبر وهناك من لا يريد التخلص منه فيتصور السيدة الزهراء مشاركة في الزفاف :
شافوا الزهره ومدامعها تهامى
بيدها الحنه وكفن وياعمامه
رايحه ازفاف الولد الطم الهامه
إذا آمن الشعراء بضرورة التخلص من هذه الخرافة ستكون الرسالة نقية مجردة من الأساطير ...ولا يبعد أن الشاعر يتمكن من أن يجعل نصه في إطار الأمنية للزفاف وليس الحقيقة فيقول مثلا :
ودي البسك ثوب أعياد ومعاريس
لكن ينور العين هذا يوم عاشر
هذه أمنية الأم وليست نقل لرواية وهمية ... وهذه رسالة أم الشهيد في تقديمه قربانا للإمام ... أو أن يجعل نصه بصوت الشهيد الذي جعل خضابه للشهادة
هنئوني بمصابي
واجعلوا الدم خضابي
وإني حين ذكرت هذه الأمثلة أردت أن أقدمها دليلا حسيا على النتاج الموكبي الموجود .. وإلا فإنها كأمثلة متواجدة بوفرة ولدى شريحة واسعة من الشعراء ... فليس المقصود من الأمثلة أصحابها بقدر ماهو القصد متوجه للموضوع ومعالجته ... كي ندرك الخطر المحدق بنصوص القصيدة الموكبية ونبادر في إبعاده وتنقية القصيدة الموكبية من الخرافة...
عبدالشهيد الثور -26 أغسطس 2017م
التعليقات (3)
غسان خميس
تاريخ: 2017-09-04 - الوقت: 04:40 صباحاًبسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ عبد الشهيد الثور تحية طيبة وبعد، تعليقا على ما تفضلت به عن صحة زواج القاسم ابن الإمام الحسن عليه السلام، أتمنى أن تتقبل تعليقي المتواضع لعله يكون لقاح فكري يؤتي أكله. النقطة الأولى : الرواية المرسلة. ركز الأستاذ عبد الشهيد الثور على ضرورة الأخذ بالرواية الموثقة صحيحة السند لكي لا ننزلق في مطبات اللاواقعية التي تعتمد على الحكاية، ولا أحد يختلف على أننا يجب علينا الإنصاف في تناولنا للأحداث التاريخية. و لكن غاب في تناولك للمضوع طرح الروايات المرسلة التي من خلالها توارثنا قصة زواج القاسم فهي لم تأتي من فراغ وأسمح لي أن أعرضها لتكتمل الصورة للقارئ ليحكم بنفسه لقد روى الطريحي روايةً مرسلةً في كتابه المنتخب/المجلس السابع من الجزء الثاني/عن مولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام يوصي فيها ولده سيّدنا القاسم عليه السلام بأن ينصرَ عمَهُ الإمام الحسين عليه السلام ويصرّ على الطلب عند رفض الإمام لذلك، كما وتنصُّ المرسلة على أن الإمام المجتبى أوصى أخاه الإمام الحسين عليه السلام بأن يزوِّج إبنته لولده القاسم ولم تذكر الرواية من هي زوجة القاسم عليه السلام وبحسب الظاهر أن أول من تفرد بنقلها من المتأخرين هو الشيخ الطريحي رحمه الله تعالى المتوفى عام 1085للهجرة ثم نقلها عنه السيّد هاشم البحراني رحمه الله المتوفى عام 1109للهجرة في كتابه الجليل/مدينة المعاجز/ج3ص366رقم المعجزة931من معاجز مولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام تحت عنوان/العوذة التي ربطها الإمام الحسن عليه السلام في كتف إبنه القاسم وأمره أن يعمل بما فيها ،وكذا نقلها عنهما الشيخ الدربندي رحمه الله تعالى في كتابه /أسرار الشهادة وكذا الحائري في كتابه معالي السبطين/ج1ص 457 وقد جاء في الرواية أن الإمام الحسين عليه السلام قد زوّجه بنتاً له لم تفصح الرواية عن إسمها، ثم أفرد لهما خيمة. ال قد يتساءل البعض عن جواز الأخذ بالرواية المرسلة ؟ و الجواب من لا يضرُّ الإرسال في أمثال المقام،والمشهور بين محققي الإمامية أن الإرسال لا يصلح دليلاً لإثبات الوجوب والحرمة في الفقه،وأما في غير الواجب والحرام فاتفقوا على صحة الأخذ بالمرسل وجواز العمل بمضمونه لإثبات المستحب أو المكروه وكذلك لإثبات الفضائل والمعاجز والظلامات والمصائب والقصص، مع التأكيد على أن الإرسال في غير هذه الرواية ليس أفضل حالاً من الإرسال في هذه الرواية،فتقديم المراسيل الأخرى على المرسل فيها يعتبر ترجيحاً بلا مرجحٍ وهو قبيحٌ ،اللهم إلاَّ إذا قامت القرينة الواضحة على تقديم مرسل على آخر وهي مفقودة في البين النقطة الثانية: التفاوت الزمني للرواة. من الصعوبة نقل كل فاجعة كربلاء بتفاصيلها الدقيقة في ذلك العصر و من البديهي أن نبحث في الكتب الروائية. الرواة الذين وثقوا الحادثة استسقوها أخبارهم من عدة روافد ، كما أن الرواة الذين نقلو توزعوا حسب التعاقب الزمني و البعد الجغرافي فمثلا ما استطاع ان يجمعه صاحب البحار العلامة المجلسي لم يروها أحدٌ قبله من محدّثي ومؤرخي الإماميَّة،كما أن النوري نفسه روى أخباراً في كتابه المستدرك لم يروها المحدّث الجليل الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة،من هنا سمَّى النوري كتابه بالمستدرك لعثوره على أخبارٍ لم يعثر عليها الحر العاملي رحمه الله تعالى،وليكن من هذا القبيل ما فعله المحدّث فخر الدين الطريحي فلقد عثر على خبرٍ لم يعثر عليه أحدٌ ممن ملك الكتب حتى ولو كان ما يملكه ألف كتاب كإبن شهر آشوب،ولِمَ لا يكون الكتاب الذي عثر الطريحي الرواية فيه من الكتب المخفية عن ناظري إبن شهر آشوب وغيره من المحدثين فعدم رؤية قصة عرس القاسم عليه السلام في أيّ كتاب ـــ كما ذكر النوري ــــ لا تستلزم عدم وجودها في كتابٍ آخر لم يكن متوفراً عند المفيد أو غيره،إذ عدم الوجدان ليس دليلاً على عدم الوجود . النقطة الثالثة : أعمار أبناء الأؤمى ليس عندنا توثيقات دقيقة بعدد أعمار الأئمة و حتى أسماء كل ابن و ابنة امام كل ما عندنا نقولات و تنقح بالترجحات ، عموما بلوغ الجسدي للشاب لا يقترن بعمر رقمي فصغر عمر القاسم لا يمنعه ان يكون مهيا للزواج فما المانع ان الامام الحسين نفذ وصية الامام الحسن عليهما السلام و زوج القاسم لكي لا تنقطع ذرية رسول الله ، خصوصا و ان الزواج هو عبارة عن طلب و قبول عقد شهود و مهر. النقطة الرابعة : تمثيل زفة القاسم و تناولها ادبيا في كل عمل درامي تحتاج لادوات لصناعة المشهد التراجيدي ، الادوات المستخدمة لتخضير المشهد نسجها الخيال لكي يحاكي الواقع و يلامسه بحرارة الحزن لذلك صناع المشهد الحسيني من قارئ منبر او شاعر مدركون ان العرس المتعارف عليه لم يحدث بل تقديم زفة القاسم بهذا المشهد يستدر توجه عاطفة المستقبل و هذا من باب (ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينُه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحُيى فيه أمرُنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.) الإمام الرضا عليه السلام.
غسان خميس
تاريخ: 2017-09-04 - الوقت: 04:42 صباحاًبسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ عبد الشهيد الثور تحية طيبة وبعد، تعليقا على ما تفضلت به عن صحة زواج القاسم ابن الإمام الحسن عليه السلام، أتمنى أن تتقبل تعليقي المتواضع لعله يكون لقاح فكري يؤتي أكله. النقطة الأولى : الرواية المرسلة. ركز الأستاذ عبد الشهيد الثور على ضرورة الأخذ بالرواية الموثقة صحيحة السند لكي لا ننزلق في مطبات اللاواقعية التي تعتمد على الحكاية، ولا أحد يختلف على أننا يجب علينا الإنصاف في تناولنا للأحداث التاريخية. و لكن غاب في تناولك للمضوع طرح الروايات المرسلة التي من خلالها توارثنا قصة زواج القاسم فهي لم تأتي من فراغ وأسمح لي أن أعرضها لتكتمل الصورة للقارئ ليحكم بنفسه لقد روى الطريحي روايةً مرسلةً في كتابه المنتخب/المجلس السابع من الجزء الثاني/عن مولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام يوصي فيها ولده سيّدنا القاسم عليه السلام بأن ينصرَ عمَهُ الإمام الحسين عليه السلام ويصرّ على الطلب عند رفض الإمام لذلك، كما وتنصُّ المرسلة على أن الإمام المجتبى أوصى أخاه الإمام الحسين عليه السلام بأن يزوِّج إبنته لولده القاسم ولم تذكر الرواية من هي زوجة القاسم عليه السلام وبحسب الظاهر أن أول من تفرد بنقلها من المتأخرين هو الشيخ الطريحي رحمه الله تعالى المتوفى عام 1085للهجرة ثم نقلها عنه السيّد هاشم البحراني رحمه الله المتوفى عام 1109للهجرة في كتابه الجليل/مدينة المعاجز/ج3ص366رقم المعجزة931من معاجز مولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام تحت عنوان/العوذة التي ربطها الإمام الحسن عليه السلام في كتف إبنه القاسم وأمره أن يعمل بما فيها ،وكذا نقلها عنهما الشيخ الدربندي رحمه الله تعالى في كتابه /أسرار الشهادة وكذا الحائري في كتابه معالي السبطين/ج1ص 457 وقد جاء في الرواية أن الإمام الحسين عليه السلام قد زوّجه بنتاً له لم تفصح الرواية عن إسمها، ثم أفرد لهما خيمة. ال قد يتساءل البعض عن جواز الأخذ بالرواية المرسلة ؟ و الجواب من لا يضرُّ الإرسال في أمثال المقام،والمشهور بين محققي الإمامية أن الإرسال لا يصلح دليلاً لإثبات الوجوب والحرمة في الفقه،وأما في غير الواجب والحرام فاتفقوا على صحة الأخذ بالمرسل وجواز العمل بمضمونه لإثبات المستحب أو المكروه وكذلك لإثبات الفضائل والمعاجز والظلامات والمصائب والقصص، مع التأكيد على أن الإرسال في غير هذه الرواية ليس أفضل حالاً من الإرسال في هذه الرواية،فتقديم المراسيل الأخرى على المرسل فيها يعتبر ترجيحاً بلا مرجحٍ وهو قبيحٌ ،اللهم إلاَّ إذا قامت القرينة الواضحة على تقديم مرسل على آخر وهي مفقودة في البين النقطة الثانية: التفاوت الزمني للرواة. من الصعوبة نقل كل فاجعة كربلاء بتفاصيلها الدقيقة في ذلك العصر و من البديهي أن نبحث في الكتب الروائية. الرواة الذين وثقوا الحادثة استسقوها أخبارهم من عدة روافد ، كما أن الرواة الذين نقلو توزعوا حسب التعاقب الزمني و البعد الجغرافي فمثلا ما استطاع ان يجمعه صاحب البحار العلامة المجلسي لم يروها أحدٌ قبله من محدّثي ومؤرخي الإماميَّة،كما أن النوري نفسه روى أخباراً في كتابه المستدرك لم يروها المحدّث الجليل الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة،من هنا سمَّى النوري كتابه بالمستدرك لعثوره على أخبارٍ لم يعثر عليها الحر العاملي رحمه الله تعالى،وليكن من هذا القبيل ما فعله المحدّث فخر الدين الطريحي فلقد عثر على خبرٍ لم يعثر عليه أحدٌ ممن ملك الكتب حتى ولو كان ما يملكه ألف كتاب كإبن شهر آشوب،ولِمَ لا يكون الكتاب الذي عثر الطريحي الرواية فيه من الكتب المخفية عن ناظري إبن شهر آشوب وغيره من المحدثين فعدم رؤية قصة عرس القاسم عليه السلام في أيّ كتاب ـــ كما ذكر النوري ــــ لا تستلزم عدم وجودها في كتابٍ آخر لم يكن متوفراً عند المفيد أو غيره،إذ عدم الوجدان ليس دليلاً على عدم الوجود . النقطة الثالثة : أعمار أبناء الأؤمى ليس عندنا توثيقات دقيقة بعدد أعمار الأئمة و حتى أسماء كل ابن و ابنة امام كل ما عندنا نقولات و تنقح بالترجحات ، عموما بلوغ الجسدي للشاب لا يقترن بعمر رقمي فصغر عمر القاسم لا يمنعه ان يكون مهيا للزواج فما المانع ان الامام الحسين نفذ وصية الامام الحسن عليهما السلام و زوج القاسم لكي لا تنقطع ذرية رسول الله ، خصوصا و ان الزواج هو عبارة عن طلب و قبول عقد شهود و مهر. النقطة الرابعة : تمثيل زفة القاسم و تناولها ادبيا في كل عمل درامي تحتاج لادوات لصناعة المشهد التراجيدي ، الادوات المستخدمة لتخضير المشهد نسجها الخيال لكي يحاكي الواقع و يلامسه بحرارة الحزن لذلك صناع المشهد الحسيني من قارئ منبر او شاعر مدركون ان العرس المتعارف عليه لم يحدث بل تقديم زفة القاسم بهذا المشهد يستدر توجه عاطفة المستقبل و هذا من باب (ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينُه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحُيى فيه أمرُنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.) الإمام الرضا عليه السلام. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سيد جعفر
تاريخ: 2017-09-11 - الوقت: 06:55 مساءًمقال جدا معبر وجرئ ولا يجسُر اغلبنا على مجرد الخوض بهذه المسأله خوفا من الاقصاء وفقدان الحاضنه الاجتماعية اهنيئك على هدا الطرح مأجور وكثاب