إبتدأ سماحة الدكتور عبدالله الديهي سلسلة محاضراته الرمضانية ، وذلك في ليلة السادس عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1438 هـ ، الآية 59 من سورة النساء " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " وقال الحسن ( ع ) : " نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله في أمته ، والثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره ، لا نتظنى تأويله ، بل نتيقن حقائقه ، فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة ، إذا كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة " . حديثنا حول ثلاث جوانب .
المحور الأول ، الأحداث التأريخية في شهر رمضان وعلاقتها بالشهر نفسه ، أولًا لهذه الأحداث دلالة على عظمة الشهر نفسه ، حينما نبحث هذه الأحداث ، نبحثها لأنها تعطينا قيمة و عظمة شهر رمضان ، و تبيّن لنا العطاءات التي في هذا الشهر ، و لأن الشهر الكريم ربيع ، وهو ربيع القرآن ، فجر يوم الخامس عشر ميلاد الحسن عليه السلام ، الحوادث التأريخية لها أثر على الأمة فإما تموت بها الأمة و إما تعيش بها ، حوادث شهر الله تتميز بأربعة أمور ، أولًا انها حقانية أي تدلّ على الحق ، ثانيًا العدالة ، ثالثًا تدلّ على الإستقامة ، رابعًا تدلّ على المسار الصحيح الذي يوصل الى الله و القرآن و الى محمد و آله عليهم السلام ، من الحوادث التي حدثت في هذا الشهر ، فجر هذا اليوم ميلاد الهداية ، ميلاد الإمام الحسن عليه السلام ، و في يوم السابع عشر ميلاد الإيمان بإنتصار الإسلام على الكفر ، في ليلة الحادي والعشرين عروج أمير المؤمنين عليه السلام ، و في ليلة الثالث والعشرين انزال الهداية الإيمانية على الأمة ، والمشترك فيها بأنها كلّها لله ، و الإنتصار انتصار لله ببدر ، وشهادة أمير المؤمنين و ميلاد الحسن لله . ولهذا لها أثرها في الجانب العملي بالنسبة الينا .
المحور الثاني ، من كلمة الإمام المجتبى درس وعنوان ، قبسات من نور هذا الإمام ، القبس الأول أن شهر رمضان الفائدة منه الهدى و التقى من خلال القرآن و التهجد و الأخلاق و العلم و غيرها ، القرآن والنبي و آل البيت يضعون خارطة لهذا الطريق ، القبس الثاني ، إمامنا عليه السلام يأمرنا بالتمسك بأهل خاصة النور ، و أن نقتدي بأئمة الهدى ، القبس الثالث ، السير على القيادة المعصومية الرشيدة و على الصراط المستقيم و على خط الوسطية و الإعتدال ، من كلامه ( ع ) " أيها الناس إنا ندعوكم الى الله و الى كتاب الله ، والى سنة رسول الله ، وندعوكم الى أفضل من تعرفون و الى أعدل ما ترون و الى أوفى أحدٍ الى رسول الله من الموفين و الى من له قرابتان الى رسول الله ، قرابة الدين و قرابة الرحم ، و الى من قاتل و الناس منهزمون ، والى من صلّى و الناس كافرون ، و الى من وقف دون رسول الله و الآخرون محجمون ، ذاك علي " ، القبس الرابع " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره ، لا نتظنى تأويله ، بل نتيقن حقائقه " ، لا يعرف حقائق كتاب الله الا من اقترن به و كان عِدلُه . القبس الخامس أنه لا وريث لرسول الله غيره ، وقد انحصر نسل رسول الله ( ص ) في فاطمة عليها السلام ،
المحور الثالث ، العلاقة بين الإمام الحسن وشهر رمضان ، الأولى أن الشهر الكريم هو شهر الرحمة والهدى و الرحمة و السبق ، وكذلك مولانا الإمام الحسن يعتبر من حملة الهداية ، الثانية أنّ الإمام ( ع ) هو عِدل القرآن و أحد الثقلين ، الثالثة ، أن هذا الشهر يحثّنا على إتباع الهداية المعصومية من خلال أحداثه التأريخية ، وإمامنا المجتبى يعتبر ممّن حملوا هذا اللواء لكن التيّارات التي مرّت على إمامنا الحسن تختلف ، كل المناقب التي توجد للإمام الحسين عليه السلام توجد للإمام الحسن عليه السلام ، لا فضل و لا تفريق بينهم لأن القرآن ساوى بينهم ، من سورة آل عمران (( آية المباهلة )) " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَة اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " ، إنه أحد المعصومين الأربعة عشر ، إنه أحد الأئمة الإثنا عشر ، إنه أحد الثقلين ، إنه أحد القربى التي أمر الله عز وجل بمودّتهم .
التعليقات (0)