تواصلت مجالس سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي الرمضانية بحسينة الحاج أحمد بن خميس وذلك لليلة السادس و العشرين من شهر رمضان لعام 1437هـ ، حيث ابتدأ سماحته محاضرته لهذه الليلة بآية من سورة البقرة " الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون " ، الآية المباركة فيها لفتة ، سيدور حديثنا محورين .
المحور الأول ، هناك مقاسٌ وميزانٌ نسمّيه ميزان الحق ، نقيس به كل شيء ماديًا و معنويًا ، وهو الميزان الأمثل و الأصح و الجامع و المانع ، " والوزن يومئذ الحق " ، والتفسير المعنوي للميزان هو فصل الخصومة و القضاء في الفقه و الأصول و الإدارة والتجارة ، هناك حق التوحيد و التوحيد الحق ، الصلاة الحق التي تستوجب كل العبادات والأركان ، بعضنا يقبل منها ربعها وآخر نصفها و آخر يضيّعها ، الزكاة الحق ، و الخمس الحق و الحجّ الحق ، دولة الحق ، وشعب الحق و ثورة الحق ، وحق الثورة و حق الحركة .
المحور الثاني ، للقرآن أيضًا هناك حق التلاوة و التلاوة الحق . أولُا الجانب الشرعي لتتلو حق التلاوة أن تكون على طهارة ، طهارة كبرى - أن لا يكون عليه أو عليها غسل - ، و طهارة صغرى - أن يكون على وضوء - ، ولا يجوز مسّ الكتابة من دون وضوء ، و لا يجوز قراءة من ليس على طهارة لآيات العزائم الأربع ، ( السجدة آية 15 ، النجم آية 62 ، العلق آية 19 ، فصلت آية 37 ) ، ثانيًا المراعاة الفنية لقراءة القرآن ، أولًا أن يقرأ القرآن بصوت حسن أو بتحسين الصوت ، ثانيًا أن نلتزم بالأدوات الفنية حين قراءة القرآن ، وهو ما قصّرنا فيه ، من مدّ ووقوف وحروف الغنّة و اخراج الحروف من مخارجها ، يجب أن يلتفت المؤمن حين قراءة القرآن ، عن علي (ع) " لا تنثروه نثر الرمل ، ولا تهذوه هذ الشعر " ،وعنه أيضًا (ع) : (أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً ، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ ، ويَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ ) . عن ( ص ) : " من لم يتغن بالقرآن فليس منا " هناك رأي أول يقول : أي من لم يرتله حق التلاوة ، الرأي الثاني هو من لم يغنى سلوكيا ومعرفيا و أخلاقيًا .
ثالثًا الجانب المعرفي ، رابعًا الجانب العملي و نتطرّق الى سبعة أمور ، الأول رجاء وعد الله ، القرآن وعدنا بجنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين ، هذه الجنة التي ما لا عين رأت و لا اذت سمعت ، يجب العمل من أجل الحصول عليها ، الثاني هو الخوف من الله ، الثالث و الرابع هو الإنتهاء عن النواهي و الإبتعاد عن المعاصي ، و الإئتمار بأوامر الله ، الخامس الإلتزام بأحكام الله من حاكم ومحكوم ، السادس الإلتزام بحدود الله في أن تعفو عن من ظلمك و أن تعطي من منعك ، وأن تحسن من أساء اليك ، السابع الإعتبار بقصص القرآن و أمثال القرآن ، النتيجة نأخذها من الإمام الحسن حين يقول " إنّ هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائداً وسائقاً ، يقود قوماً إلى الجنة أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه وآمنوا بمتشابهه، ويسوق قوماً إلى النار ضيّعوا حدوده وأحكامه واستحلّوا محارمه " .
التعليقات (0)