عظّم الله أجورنا و أجوركم بذكرى استشهاد أمير النحل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، أحيت حسينية الحاج احمد بن خميس هذه الذكرى الأليمة التي تصادف ليلة الواحد و العشرون من شهر رمضان المبارك لعام 1437هـ ، شارك الشيخ الدكتور عبدالله الديهي في نعي الإمام عليه السلام ، و قد ابتدأ موضوعه هذه الليلة بـآية من سورة النحل " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " ، و قال أمير المؤمنين " وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ ".
نتعرف في هذه الليلة على زاد أمير المؤمنين و المقصود بالزاد ليس الزاد المادي بل المعنوي ، سنتحدّث عن عدل علي وكم تهفو النفوس الى العدل ، في مقدمة الموضوع نتحدّث عن محبوبية العدل لدى النفوس فهو محبوبٌ فطرةً ، و العدل صفة من صفات الله ، و أصل من أصول الدين ، فأصول الدين خمسة ، التوحيد والعدل والنبوة و الإمامة و المعاد ، و جمهور المسلمين يسمون بالعدلية ، العدل مبثوث في الكون كله ، و هو العدل التكويني ، كل شيء في الكون من شمس وقمر و أرض و سماء و ذرات تسير على العدل التكوينيي ، من سورة يس " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ". المحور الأول ، ما هو الدافع لعلي عليه السلام أن يعدل في الرعيّة حتى عُرف بالعادل بالرعية و القاسم بالسوية ، هناك عدّة دوافع تجعل من الحاكم يعدل ، الدافع الأول اضطرارًا ، وهو أن يكون هناك ضغط خارجي على الحاكم وليس له فضيله ، الدافع الثاني أن يكون الحاكم متلبسًا وهم اولئك الذين لديهم شعب و رعية ، و اذا لم يعدل الحاكم فيجابهه رعيته لأنه شعبٌ واع بصير ، الدافع الثالث هو حبًا للعدل ، فلأي الأصناف ينتمي اليها أمير المؤمنين عليه السلام ، لم يكن عليه السلام مضطرُا وكان عليه السلام يملك أناسًا يريدونه أن يسير على سكة الظلم وهذا واضحٌ جدًّا ، الإمام علي عليه السلام يحب العدل لأنه قيمة في ذلك .
المحور الثاني ، هل استطاع علي عليه السلام أن ينشر العدل في تلك المُدّة البسيطة التي لا تتجاوز الأربع سنوات و عدّة أشهر؟ العدالة تحتاج لفاعل وهو (ع) و تحتاج لقابل (الناس) ، نعم بالرغم من أنهم تركوا له عدة اختلالات و موانع ، الإختلال الأول هو الإختلال الثقافي ، هناك بطنان من بطون العرب وقفوا حول مرجعية علي (ع) وحدث ما حدث ، ووقفوا امام حديث متواترٍ وهو " إني مخلّف فيكم الثقلين ، كتاب الله و عترتي " ، الاختلال الثاني هو الإقتصادي وهو ما تطرّقنا له ليلة الأمس ، الإختلال الثالث العسكري ، الجيش الذي ورثه أمير المؤمنين جيش قائم على الغنائم ، و قد تفرّق عنه الكثير بسبب عدله في ذلك ، الإختلال الرابع الداخلي ، وهو الذي أثر تأثيرا كبيرًا ، وهي الإضطرابات الداخلية من أصحاب المطامع وممن يدعون انهم مؤمنون ، كان لديهم إيمان بلا بصيرة ، كيف يمكن لحاكم كعلي في هذه الظروف الصعبة الخارجية و الداخلية أن ينشر العدل . كان عليه السلام كمطفئ الحريق . و لو بقي علي عليه السلام على الحكم خمس سنوات بطون اضطرابات لنشر العدالة و العدل بين الناس . المحور الثالث ، ما الذي امكن أن يقوم به علي عليه السلام في قضايا العدل ؟ ، سنكتفي بذكر نقطتين و سنواصل في ليلة الغد ، قام عليه السلام بارجاع مال المسلمين المسروقة ، و قام بتغيير الولاة ، الولايات كانت تباع بحديث واحد .
التعليقات (0)