شارك هذا الموضوع

الديهي ليلة وصية أمير المؤمنين ( ع ) لعام 1437 هـ

أحيت حسينية الحاج احمد بن خميس ليلة العشرين من شهر رمضان لعام 1437 هـ ، و التي تصادف ليلة ذكرى وصية أمير المؤمنين ( ع ) ، وابتدأ سماحته بآية من سورة الإنسان " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " ، وقال أمير المؤمنين " أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين, ولا اشاركهم في مكاره الدهر, أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ! فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات, كالبهيمة المربوطة, همها علفها, أو المرسلة, شغلها تقممها, تكترش من أعلافها, وتلهو عما يراد بها ، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى, وأكباد حرّى " .
الحديث في هذه الليلة سيكون على محاور ثلاثة ، المحور الأول أنّ الإمام علي عليه السلام انسان المستقبل ورجل السيف و القلب ، فلأيهما الغلبة ، هناك عدة آراء ، الرأي الأول هو لصفي الدين الحلّي ، لما رأى صفات علي فقال أنها أضداد و - الأضداد لا تجتمع منطقًا - ، فعزت له عليه السلام الأنداد ، فهو زاهد ، حاكم ، حليم ، شجاع ، و ناسك فاتك فتيق الجواد ، ولكن الشيخ رأى بأنها ليست أضدادا بل تنوع وغنى في الصفات ، فهي إبداع الهي ، و علي يمثل كفتين ، كفة القوة و كفة القلب ، كفة السيف وكفة الرحمة ، انه مصداق أول للآية الكريمة من سورة الفتح " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " .
المحور الثاني هو الدروس المستوحاة من علي عليه السلام ، فقد عاش علي من كدّ يمينه ، و جاع ليشبع الآخرون ، و كان يأخذ كغيره من بيت المال ثم يصرفه للمحتاجين ، الحاكم وغيره متساويان - للحاكم ظروفه الخاصة و ما يتبعه - ، و أولى الناس في تطبيق نهجه هي عائلته ، من ضمن الدروس المستوحاة ، كان عليه السلام يريد أن يرينا قيمة العمل و الإنتاج ، وقد كان يحث عليه السلام قولًا وفعلًا على العمل من قضاء وتعليم وهداية للناس ، قال ( ع ) " كونوا منتجين و لا تكونوا مستهلكين " ، ويريد ان يقول عليه السلام أنّ العمل عزٌّ وكرامة ، فمن لا عمل له فلا عز له ولا كرامة ، و يريد أن يعلمنا أيضًا على الإستقلالية . الإستقلال في الإقتصاد و الإنتاج في الغذاء يحفظ العزة و الكرامة . المحور الثالث ، هناك العديد من التخطيطات التي خططها عليه السلام للمحرومين ، و ليس في زمانه فقط لأنها مثال لا موضوعية لها ، استثمر عليه السلام طاقاته الجسدية ، فقد كان قويًا جسدًا و شجاعًا قلبًا ، كان يحتفر الآبار بنفسه للمحرومين ، واذا خرج البئر يجري الماء على الأرض ليحييها ، ثم يبيعها و يعتق بها العبيد ، كان لديه حيطان - البستان الصغير - ، و أوقف سبعة حيطان لله .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع