بفرح غامر، تستقبل أعداد كبيرة جداً من المسلمين ما يعرف بـ "عيد النيروز" الذي يصادف في 21 مارس/ آذار من كل عام، غير أنه لا يزال رغم قدمه، محل جدل كبير بين رافضٍ ومؤيد.
واسناداً إلى نصوص تاريخية ودينية مأثورة، يعتقد الطرفان، بفكرة شرعية الاحتفاء بهذا اليوم، سواء كان هذا الطرف دينياً أو مدنياً أو غير ذلك.
متبنو الفكرة الدينية يستندون إلى رواية ذكرها العلامة المجلسي "رحمه الله" في كتاب بحار الأنوار، وتحديداً في الجزء الخامس، من الصفحة 237.
إذ يجيب الإمام الصادق عليه السلام على تساؤل "المعلى بن خنيس" الكوفي، بقوله: "يا معلى يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله ميثاق العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وأن يدينوا برسله وحججه وأوليائه عليهم السلام".
غير أن الرواية محل حديث العلماء، كون الراوي وهو "المعلى بن خنيس" ضعيف جداً، ولا يعوّل عليه، كما اعتبره "النجاشي" صاحب أهم وأشهر الاصول الرجالية للشيعة الامامية.
كما في رواية أخرى ترد عن الإمام الكاظم عليه السلام، ذكرها العلامة المجلسي أيضا، والتي تتحدث عن دعوة أحد الخلفاء العباسيين للإمام بغية استقبال الناس كجزء من الاحتفال بهذا اليوم، لكن الإمام رفض ذلك، وهو ما يرجح أن يكون ورود بعض الأحاديث عن أهل البيت في هذا الصدد أمر تشوبه تأثيرات وضغوطات سياسية ربما تبتنها الدولة العباسية أو غيرها.
"النيروز ليس من الأعياد التأسيسية"
وبحسب مركز الأبحاث العقائدية، التابع لمكتب المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، فإن عيد النيروز هو بإجماع المسلمين ليس من الأعياد التأسيسية التي جاء بها الاسلام، بل هو عيد تقريري.
ويفهم مما ذهب إليه المركز، أن هذه المناسبة القديمة جداً، وظفت بالشكل الذي يتناسب مع أدبيات الدين الإسلامي بعيداً عن أي مظاهر أخرى رافقت هذه المناسبة منذ ولادتها.
فقد وردت في كتب الأدعية المختلفة جملة من الأعمال المستحبة في هذا اليوم، ومنها الغسل والتطيب والصوم و الصلاة و الدعاء.
"أسطورة كردية"
أما عشرات الملايين من البشر الذين يحتفلون في بلدان آسيا والشرق الأوسط بهذا اليوم، فهم يعتقدون أن "النيروز" هو بداية السنة الجديدة حسب التقويم الشمسي، حيث يبدأ الاحتفال به في أول يوم من أيام الربيع الذي يصادف بداية تقويم السنة الجديدة في إيران وأفغانستان ومناطق كردستان وفي بعض بلدان آسيا الوسطى.
فيما هناك رأي آخر يقول أنه بدأ قبل آلاف السنوات في مناطق فارس القديمة كاحتفال بقدوم الربيع وللاحتفال بتجدد الطبيعة بعد فصل البرد.
ووفقاً لأسطورة "كردية"، فإن يوم النيروز هو اليوم الذي حصل فيه الأكراد على حريتهم بعد قام حداد شجاع يدعى "كاوه" بالقضاء على حاكم ظالم.
وتجري في هذا اليوم، طقوس معينة منها إشعال النار والقفز فوق المشاعل للتخلص من الأمراض وسوء الحظ بحسب بعض الاعتقادات.
غير أن المسلمين لا يقبلون بـ "النيروز" بعنوان أمر أتى به الإسلام، بل على أنه يوم يستحب فيه التعبد والخضوع إلى الله والتوجه إليه والتواصل بين الأحبة والأقرباء.
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
التعليقات (0)