إن من الثمار التي يفترض تحققها مع الدخول إلى المرحلة الزوجية ذوبان الأنا في الآخر الشريك، بحيث لا يعود وقت الفرد (الزوج) وماله من مختصاته كما كان قبل الزواج، مما تكون نتيجته الانضباط في صرف المال والوقت، وهذا من أوليات السلوك الزوجي الذي من خلال التزامه ينضبط سير الأسرة.
ومن خلال استيعاب أهمية ذلك يعمل الناجحون من الأزواج على تقسيم عدد ساعات اليوم -تماما كما في المصروفات المالية- بينهم وبين شريك الحياة (الزوجة)، عبر إعطاء الوقت الكافي رعاية ومتابعة، بحيث لا تحصل فجوة عاطفية لدى الزوجة جراء غياب شريكها عن المنزل لساعات طويلة من اليوم، لاسيما فيما هو خاص بها من أوقات، كالفترة الليلية التي هي سكن واستقرار وهدوء نفسي وعاطفي للزوجة، تستقر فيه نفسها وتزهر مشاعرها وتطمئن بقرب كافلها منها.
وحينما يفشل المتزوج في تحمل بديهي -كهذا- من بديهيات الحياة الزوجية، بحيث يجهل أو يتجاهل أهمية قربه من شريكته في هذا الوقت الذي عبر عنه القرآن باللباس في قوله: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) فإن هذا مؤشر على أنه وإن تجاوز العشرين إلا أنه يعيش مراهقة في مرحلة النضج.
الشيخ صادق القطان
11 مارس 2016م
التعليقات (0)