قال تعالى :ـ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .
يقول الامام بقية الله (عجل) :ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم وأنا حُجّة الله عليهم.
استحدث ضرورة وجود الاجتهاد عند المذهب الجعفري في وسط القرن الثالث الهجري اول الغيبة الكبرى سنة 339هـ.ولم تكن ضرورة الاجتهاد في الزمن الماضي بسبب وجود الامام المعصوم حيث كان باب العلم مغتوح على مصراعيه.
وبسبب الغيبة الكبرى للامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه ) لابد من وجود وكيل ونائب ينوب عن الامام الغائب .وقطعا هذه الوكالة او النيابة بموافقة ورضا الامام القائم (عجل الله فرجه) وتؤكد الاخبار وتحليها وجود متابعة ومراقبة من نفس الامام بقية الله (عجل) عن الاجتهاد وادوار الحوزة العلمية ومرجعيتها ونقلها من مكان للاخر .
وتسلسل الاحداث مع الائمة المعصومين (عليهم سلام الله اجمعين ) يؤكد وجود ونقل الحوزة العلمية حسب الزمان والظرف الذي يمر به الامام المعصوم .
وعلى سبيل المثال كانت الحوزة والمرجعية بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)في زمن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) في الكوفة المقدسة .وقد لحق بالامام المعصوم صحابة النبي (صلى الله علية واله وسلم) الى الكوفة المقدسة . وفيهم من هو حافظ لللقران والحديث الشريف .وفي زمن الامام الصادق (عليه السلام) كانت نقله نوعية وبروز ظاهر حيث ضمت جامعته الدينية طلبة علم من كافة الطوائف الاسلامية .وسنعود لتفاصيل هذا الموضوع في بحث مستقل ولكن هنا وجبة الاشارة للظرف والزمن .
والمنعطفات التي مرت بها الحوزة في زمن الامام المعصوم كثير ونقلات عديدة كما اشرنا حسب وجود الامام وزمنه وظروفه .
واذا تاملنا واطلعنا على الاخبار الوارده في ظهور الامام المقدس (عجل الله فرجه) سنستشف ان ظهوره المبارك في الكوفة واعلانه في المدينة المنورة وعاصمته هي الكوفة المقدسة .
ويتضح ربط الحوزة العلمية بالامام الغائب ومتابعته لها باشارات متعلقة بظهوره المبارك من خلال ملخص ظاهرة وجود الحوزة العلمية ,فمن بغداد الى النجف الاشرف ثم الى الحلة ثم عادت الى النجف الاشرف مع وجود بقاياها في الكوفة لمقدسة بكل النقلات التي مرت بها .
و في بداية الغيبة الكبرى أول من برز من العلماء الأعلام واستلم قيادة المرجعية الدينية هو الشيخ الفقيه الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني، ثم ابن الجنيد أبو علي محمد بن أحمد الإسكافي، ثم بعد ذلك بسنوات لمع نجم الشيخ المفيد ببغداد حيث أسس الحوزة العلمية هناك وكان يحضر مجلس درسه العشرات من العلماء والفضلاء من أمثال السيدان الشريف الرضي والشريف المرتضى.
وهناك فرق بين الاجتهاد وفتوى المعصوم ,فالمعصوم أمره في المسألة الشرعية غير قابل للنقاش والبحث في الادلة مع المقلدين والاتباع .واما المجتهد او الاجتهاد يسند في الغالب إلى أدلة ظنيّة .ومن هنا فأن الفقه الشيعي الذي استند إلى الاجتهاد ظهر لأول مرّة عن طريق ابن أبي عقيل العماني (المتوفى مطلع القرن الرابع الهجري) وهو معاصر للكليني ثمّ أعقبه محمّد بن جنيد الاسكافي (المتوفى أواسط القرن الرابع الهجري) حيث دعم وعزز أسس الاجتهاد والاستنباط الفقهي. وهما ينتميان إلى جيل الأقدمين أو هكذا أطلق على أولئك الفقهاء ..
التعليقات (0)