عظم الله أجورنا و أجوركم بذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب و التي تصادف ليلة الواحد و العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1436 هـ ، و قد أكمل سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي مجالسه بآية من سورة سبأ " قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين " و عن علي بن ابي طالب : " ما شككت بالحق منذ أوتيته " ، و قد تعرض الدكتور الى اربعة جوانب ، الجانب الاول هو ان شرعية المعارضة عنده انطلقت من عدة منطلقات ، حيث يريد ( ع ) ان يؤكد على المسلمين ان ينطلقوا مما يسمى بالتمسك بالحق و حبل الله ، و وحدة الأصل ووحدة المسير ووحدة الهدف التي تتمركز في التكامل من اجل العبادة و ان يعيش الناس مسالمين ، كان ( ع ) يمثل الامة الوسط و حينما ثنيت عنه وسادة الخلافة كان لابد ان يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، و كان ( ع ) يريد ان يجمع المسلمين على كلمة سواء و دعا الى الحوار البنّاء .
علي ( ع ) كان يمثل المعارض المؤهل للمعارضة و ذلك لعدة صفات اهلته لذلك ، علي ( ع ) هو ابن الاسلام ووريث الشريعة ، و نشأته كانت تحت ظلال القران و النبي محمد ( ص ) ، هو فيلسوف الدين و يبدئ الحكم الشرعي انطلاقًا من الواجب وهو الأجدر الحكم وقد عرف المجتمع المكي و القبلي و المدني و اهل اليمن . هناك عدة اليات في اعتراض علي ( ع ) و التي استثمرها في المعارضة السلمية في زمن ابو بكر ، من ضمنها انه ( ع ) اعتمد في معارضته على الثوابت و نقاط الالتقاط ، والتزامه بكل الآداب في الحوارات مع علمه بانه على حق ، فلم تخرج منه كلمة فيها بغي ، وقد اعتمد ( ع ) السلمية في تحركاته مسلكًا و قولًا و لم يقابل الاساءة بالمثل ، انما قابلهم بالحفاظ على مصلحة الاسلام ووحدة المسلمين . احتج علي الاحتجاج السياسي ؛ لأنه اراد ان يعطي لشعوب الاسلام ف كل زمان حق المعارضة على الحاكم ، وقد طبّق ( ع ) ذلك كونه فردًا في سلطة و حاكمًا في السلطة و قد فسح المجال للرأي و الرأي الاخر .
التعليقات (0)