شارك هذا الموضوع

معالم الخطاب الديني عند أنصار الإمام الحسين - البني ليلة السادس من محرم 1436 هـ

أحيت حسينية الحاج أحمد بن خميس ليلة السادس من محرم عام 1436 هـ ، وقد إستهلّ سماحة الشيخ علي البني حديثه هذه الليلة بالآية المباركة من سورة التوبة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " .



ابتدأ البني بمقدمة لها ارتباط بالبحث ، يمكن أن يتسائل البعض ، ما هي الثمرة المترتبة من البحث عن عنوان كهذا العنوان ؟ ، يكفي أن نعرف عظمة أصحاب الحسين من خلال موقفهم في يوم كربلاء ، الموقف دليل واضح على عظم نفوس هؤلاء فله أمارة واضحة على الصدق الذي وجد فيهم ، لعلّ الثمرة اختزلتها الآية المتقدمة ، هذه دعوة قرآنية للدعوة الى الجهاد في سبيل الله ، الله يحث عموم أهل الإيمان للجهاد في طريق الحق ، وقد قطع الله على نفسه وعدًا بأن المجاهد في سبيل الله سوف يكون ثمنه الجنة ، لمّا تكلم القرآن عن اهمية الجهاد في هذه الآية ، انعطفت الآية " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين " ، العلاقة بين هذه الآية والجهاد بأن الله يريد الجهاد برسم قرآني خاص ، أي مع أناس وجدت فيهم هذه الصفات الأخلاقية و هذه الملكات الأخلاقية .



الكلمات التي صدرت من أصحاب الحسين في كربلاء يعطي المعالم الواضحة التي تشكل البعد الديني الذي وجد عندهم ، هذه الأخلاقيات هي التي اهلتهم الى هذا المقام الرفيع . لمّا يتكلم الإنسان بكلمات وهو غير هازل ، يكون الكلام الذي صدر منه هو في مرتبة سابقة آمن به ، لولا إنعقاد القلب عليه لما تكلّم به ، فما بالك بالظرف الذي مرّ به أصحاب الحسين ، صدرت منهم خطب وكلمات تكشف لنا عما إعتقدوه و أضمروه في قلوبهم ، قد يتصوّر البعض بأن موقفهم كان حماسيًا ، وهذا خطأ بمكان ، أنصار الحسين لم تحركهم الحماسية فكفى ، بل انهم آمنوا و إعتقدوا به و إن كان حماسيًا لكن لم تحركهم لحظات انفعالية ،  هناك علقة بين الخطاب والإعتقاد القلبي .



هناك عدة أبعاد للخطاب الديني عند انصار الإمام الحسين ( ع ) ، الأول ، هو شعارية الخطاب ، صدر من أصحاب الحسين بعض الكلمات يمكن ان نحملها على انها شعارات عرف وتميز بها أصحاب الحسين ، هناك أهمية للشعار في الفكر الإسلامي ، لما له من دلالة سياسية ، و فكرية ، وسياسية . البعد الثاني هو فهمهم العميق لدين الله عز وجل . حيث استدلّ البني بالآية المباركة من سورة النساء " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " ، الإنسان لن يوصل للكمال الإيماني حتّى يسلم للقيادة الإسلامية تمام الإنقياد في النفس و الظاهر كما فعل أنصار الحسين . البعد الثالث هو أخلاقيات المواجهة التي وجدت عند أصحاب الحسين ، الساحة الجهادية لها اخلاقيات و آداب منها حقوق الخصوم و أخلاقيات المواجهة في ساحة الحرب .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع