إبتدأ سماحة الشيخ الدكتور عبدالله الديهي مجلسه بحسينية الحاج أحمد بن خميس وذلك في ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان لعام 1435 هـ بآيات من سورة الأنبياء " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ، إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين عابدين " وبحديث عن رسول الله ( ص ) : لو لم يبقَ من الدنيا الا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يقوم فيه رجل من أهل بيتي إسمه يواطئ إسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئَت ظلمًا وجورًا ، حيث خصص حديثه لهذه الليلة حول صاحب العصر و الزمان تزامنًا مع ما نقلته مؤخرًا إحدى الصحف المحلية بالإستهزاء به ( عج ) ، وكان حديثه حول أربعة أمور :
الأمر الأول ، نظرة تفسيرية على الآية والتي تعتبر من الآيات الملاح ، والمقصود بها المغيبات ، الآية كانت عامة ، ولكنها على رأي المفسيرين فيها كتابة " ولقد كتبنا " ، ليست كتابة تكوينية ، إنما كتابة تشريعية تعني العهود التشريعية التي جاءت من الله وهي من جملة العهود التي تقول بان هذه الارض سياتي رجل في إحدى الأيام ويقيم ، و هذا الوعد واجب الوفاء لأنه من الله سبحانه وتعالى ، الفرق بين الوعد و الوعيد ، أنّ الوعيد هو أن تهدد بالعقاب ، ولكن يجوز أن يسقط الوعيد لأن ذلك حسن وليس قبيح ، هناك عدة ضمانات بتحقق الوعد الإلهي ، الآية تعرضت للضمانات وهو أنّ مكتوب في الزبور كل ما يحدث في آخر الزمان من وقائع أبرزها هو ظهوره ( عج ) ، " من بعد الذكر " ، الذكر المقصود به هو كتاب الحوادث ، وهو كتاب ما كان وما يكون أو ما يسمّى " الكتاب التكويني " . كل إنسان عنده كتاب تكويني مكتوب فيه من ابوه ومن امه ومن عشيرته ومتى ولد ومتى يموت .
الأمر الثاني هو أن الإعتقاد بالمهدي ( عج ) ليس عقيدة مخصوصة بفرقة دون أخرى ولا بمذهب دون مذهب ، إنّما هي عقيدة توحيدية متأصلة من زمان الأنبياء الى أن وصلت الى زمان نبينا محمد ( ص ) وهذه العقيدة عميقة الجذور موجودة في التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية ، فكلنا متفقون على الإمام المهدي ( عج ) لكن التعبيرات تختلف ، ففرقة تقول أنه من أولاد الحسن وفرقة تقول بأنه من أولاد الحسين ، إذن هو علوي فاطمي في كلتا الحالتين . البعض يعتقد بولادته ( عج ) وهو ما نؤمن به نحن - الشيعة - و قسم قليل من السنة ، وهناك قسم لم يصل لرأي ، وآخر يرى بعدم ولادته وهو ما يؤمن به الكثير من السنة . هناك علامات نتفق عليها عند ظهوره ، أولا يقوم ( عج ) بملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد ما مُلِئت ظلمًا و جورًا و ظلما ، ثانيًا ينزل معه عيسى بن مريم عليه السلام ، ويصلي وراء الحجّة ، ثالثًا هناك علامات عامة مثل الظلم والجور و يكثر الهرج والمرج ، فلا أمرٌ بمعروفٍ و لا نهي عن منكر ، ولا رحمة إنسانية و تنعدم الوجدان . هناك علامات خاصة منها قضية العراق ، وقضية الحصار الإقتصادي و حصار في الأموال ، و إتصال الكوفة بالحيرة ، و طلوع الشمس من مغربها وحرب تعم الدنيا يهلك فيها ثلثي العالم ، و صيحة بين الركن والمقام ، وهناك علامات أخص لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
التعليقات (0)