شارك هذا الموضوع

نبذة عن ميلاد الحسن عليه السلام

إعتلى سماحة الدكتور عبدالله الديهي منبر حسينية الحاج احمد بن خميس و ذلك في ليلة السادس عشر من شهر رمضان المبارك ، حيث إبتدأ سماحته بآيات من سورة آل عمران " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " و بحديث عن رسول الله ( ص ) : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " حيث أكمل سماحته ، وفاءً واحتفالًا و تيمنًا بهذا اليوم المبارك ، يوم ميلاد أبي محمد الحسن عليه السلام ، الذي لم يعرف حقه لا في زمان حياته ولا في قبره وروضته وضريحه ( ع ) ، يحسن بنا أن نتطرق في حديثنا هذه الليلة لثلاثة أمور .


 
الأمر الأول ، رضاعة الإمام الحسن و أنّى ولد ؟ ولد عليه السلام في المدينة و هناك بيتان سكنهما أمير المؤمنين ، الأول منزل حارثة بنت النعمان وفيه تزوج ، و بيت آخر بناه ( ص ) لأمير المؤمنين و الزهراء عليهما السلام و معنى البيت هنا هو دار واحدة ، هذه الدار التي بناها (ص) مطلّة على المسجد النبوي و كما تحدثنا من قبل عن فضيلة دار الإمام علي عليه السلام - بما يعرف بسد الأبواب - .. المدينة بلد الوحي و الأئمة ، فكل الأئمة ولدوا في المدينة ما عدا إمامين ، الحسن العسكري زلد في سامراء عن رواية ضعيفة ، و صاحب العصر والزمان (عج) . هناك عدة أقول في مرضعات الحسن عليه السلام ، القول الأول هي أمّ الفضل - زوجة العباس بن عبد المطلب -  ، ولكن الراوي غير ثقة ، و ليس لها سند أصلآ ، و أن ابنها -القَثَم - الذي يروى بأنه رضع مع الإمام الحسن أكبر منه ، فالرواية ساقطة سندًا واصلًا وذلك لتبيان أن بني العباس لهم الفضل في الحسن عليه السلام . الرواية الثانية كما يرويها ابن عساكر في تاريخ دمشق ، وله ذكر خاص ويقول بأنها برّة بنت أمية الخزاعي ولكن لو نبحث في كل كتب الرجال " الحديث " فلا نجد عند السنة ولا عند الشيعة ما يتحدث عنها ، فتبدو من المخترعات التي إخترعها بني أمية و ذلك للإنقاص من مقام فاطمة الزهراء عليها السلام .



الأمر الثاني ، المراسيم التي قام بها النبي حين ولادته عليه السلام و كيف استقبلها المسلمون ؟ كثيرة هي المراسيم التي قام بها النبي ( ص ) وهو الشيء المهم والذي حاول بنو أمية ان يتدخلوا فيه ، النبي كان أفرح الناس وكان أكثر الناس سرورًا بولادته عليه السلام ، ولعل هذا يفسر لنا أن الجدّ أكثر  فرحًا وسرورًا من الأبوين ، وهنا يعلّمنا ( ص ) أن من الأمور المستحبّة عندما تأتي للمرأة التي تحمل ، أولًا تسألُ عن حالها ومن ثم نسأل عن حال أمها وتتفقد أعضائه ولا فرق بين الولد والبنت فكلاهما رحمة ،و من ثم الدعاء له كما دعى رسول الله ( ص ) " اللهم إني أعيذه بك وولدَهُ من الشيطان الرجيم " فدعى للإمام الحسن عليه السلام و لفّه بخرقة بيضاء ، و أذّن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لما ذلك من أثر في تربيته ، و عقّ عنه بكبش ، و الكبش هو الفحل من الظأن مهما كان عمره ، و أعطى فخذًا للقابلة ودينارًا ، و أطعم منه الفقراء استبشارًا بقدومه ووزّع الحلويات على أطفال المدينة ففرحوا في ذلك اليوم ، وهو أول من فرح به الأطفال وأول من عق عنه وصارت العقيقة سنة بسببه عليه السلام  ، ومن ثم التحنيك وقد حنّك ( ص ) الحسن عليه السلام بتمر مخلوط بالماء ، ثم طلى رأسه بالخلوق وهو طيب ممزوج بالزعفران 



الأمر الثالث ، هل أن تسمية الإمام الحسن كانت ارتجالية كالمعتاد ، أم انها كانت بوحي من الله أمر بها نبيه ( ص ) ؟ الرواية الخاطئة تقول عن هاني ابن هاني ، عن علي عليه السلام ، بأنه لمّا دخل رسول الله ( ص ) على الإمام علي ( ع ) وقد ولد الحسن عليه السلام فقال ( ص ) : أين إبني ؟ فجائوا به وقال : هل سميتموه ؟  فقال علي سميته حربا ، فقال له ( ص ) : بل سمّيه حسنا .. وهكذا الرواية التي ينقلها البخاري و الآخرون مع الحسين والمحسن . وهنا علّق الدكتور بأنه هذه الرواية خاطئة لأن حرب إسم من أسماء أعداء الله و أن هذه الرواية قيلت في المحسن أيضًا وذلك لتكذيب حرق الباب . الرواية الصحيحة هي عندما نزل جبرئل على رسول الله (ص ) مهنئًا و قال له أنه جاء من قبل الله وحاملا لاسم وليده ، قال جبرئيل " إن عليًا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون وهو شبّر ، فقال ( ص ) : إن لفظي عربي . فقال جبرئيل سمّه الحسن . وهكذا في الحسين وهما إسمين من أسماء الله .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع