اعتلى منبر حسينية الحاج أحمد بن خميس ، سماحة الشيخ إبراهيم الصفا وذلك في ليلة الثالث عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، حيث إبتدأ موضوعه " الممهدون و علامات الظهور " بحديث عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، " المنتظرُ لأمرنا كالمتشحِّطِ بدمه في سبيل الله " . للإمام غيبةٌ ، يمحّص فيها الناس و يُغربلون ، فما هو واجبنا في زمن غيبة الإمام (عج) ، التكليف الذي يُلقى علينا هو الإنتظار كما قال الإمام علي (ع) : " وظيفتكم الإنتظار " ، ولكن لا معنى من الإنتظار السلبي ، الإنتظار الإيجابي هو الذي يكون مصحوبًا بالإستعداد للظهور من خلال بناء النفس ايمانيًا ، علميًا ، و اجتماعيًا ، علينا أن نهيّأ أنفسنا الى لحظة يدق فيها ناقوس الظهور ، هذه اللحظة التي سيخرج فيها - عجل الله فرجه الشريف - لحظةٌ مرتقبة . في زمن الغيبة تلقى على عواتق الناس عدة واجبات :
الواجب الأول الذي ينبغي للناس العمل به هو وجوب معرفة الإمام ، ووجوب معرفة قضيته و معرفة تفاصيلها ، لابد من أن نزداد بصيرةً بالإمام ، و أن تتعمّق المعرفة في ذهوننا وقلوبنا وذلك للأهمية الشديدة . وهو أول حق علينا أن نعرف الإمام ، فالناس في معرفتهم للإمام ينقسمون الى ثلاثة أصناف الأول ، الصنف الأول هو الصنف المغالي ، الصنف الثاني هو الصنف المعادي ، أمّا الصنف الثالث فهو الصنف الجاهل المشتبه . الصنف الأول ، المغالون وهم الذي تجاوزت معرفتهم للحدود ، أولئك الذين عرفوا الإمام معرفةً خاطئة أدت الى تأليه الإمام و أوصلوا الإمام من مرتبة العبد الى مرتبة المعبود ، كما حصل في زمن الإمام علي و الإمام الصادق عليهما السلام . الصنف الثاني ، المعادون كما قال (ع) " هلك فيي إثنان ، محب غالِ و مبغض قالِ " ، المعادون لمقام العصمة يعرفون الإمام ولكن الحقد والكراهية أعمت بصائرهم . الصنف الثالث الجاهلون المشتبهون هو الذين يشتبهون خطئًا في تشخيصه - عج - .
الغيبة الصغرى هي الغيبة التي يكون فيها نواب خاصّون وهم أربعة ، السفير الأول عثمان بن سعيد العمري ، السفير الثاني هو محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، السفير الثالث هو الحسين بن روح أمّا السفير الرابع و الأخير هو علي بن محمد السمري . هؤلاء أربع نواب كانوا حلقات وصل بين الأمة و الإمام المنتظر ، و لما حانت ساعة رحيل السمري - النائب الرابع - ، أرسل اليه الإمام كتاب قبل ستة أيام من رحيله ، فيه اشارات مهمة " بسم الله الرحمن الرحيم : يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك. فقد وقعت الغيبة التامة. فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً ".
هناك العديد من مميزات ومظاهر الغيبة الكبرى ، أول هذه المظاهر هي أن زمانها غير معلوم ، و فيها تمحيص للأمة ويغربل فيها الناس ، ولا يمكن وجود من يدّعي النيابة الخاصة عن الإمام " من ادعى المشاهدة فهو كاذب " ، ويقصد من النيابة الخاصة ، هي النيابة التي فيها اعطاء مهام ومسؤولية . هناك نيابة عامة عند الفقهاء والمراجع . أما علامات ظهور الإمام فهي خمسة ، أولًا يخرج السفياني من الشام ، ومن ثم خروج اليماني ، الخسف بالبيداء ، الصيحة ، وقتل النّقس الزكية . وفي الختام دعى سماحته الى تهيأة أنفسنا بالورع ، وتقوية روابط المجتمع المسلم ، لنجعل منه مجتمعًا متحابًا يُثلج صدر الإمام ( عج ) .
التعليقات (0)