شارك هذا الموضوع

أنظمة الحكم بين المبادئ و المصالح

في ليلة الثامن من شهر رمضان المبارك ، أكمل سماحة الشيخ إبراهيم الصفا سلسلة محاضراته بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، تحت عنوان " أنظمة الحكم بين المبادئ و المصالح " ، إبتدأ بآيات من سورة القصص تحكي واقع فرعون " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " ، وقد أكمل قائلًا ، تحدث القرآن عن أنواع سياسات الحكم ، فهناك نموذجين يمثلان أنظمة الحكم في واقع الإنسان ، أولها نموذج تأسست فيه سياسة العدالة في مختلف حاجات الإنسان وذكر الله ملك سليمان وملك داوود ، و ذكر عن ذي القرنين لمسات عظيمة في رسخ العدالة في الأرض ، و قد ذكر أيضًا سياسة رائعة في يوسف حيث أقام أركان العدالة في مصر ، فناك العديد من النماذج لسياسات إيجابية توصل الأمه الى سعادتها  .



قد خلد القرآن أيضًا نموذجًا من تلك السياسات الديكتاتورية التي تقوم على أُسس الجور و الظلم والعدوان ، هذا النموذج هو فرعون ، ومن أول السياسات التي استخدمها فرعون هو الإستعلاء ، فكل من تحته من الرعية يعيشون حالة من الإستضعاف و القهر ، و قد قام بتأسيسٍ للطائفية في أمته ،  فقسّم شعبه لقسمين وهذه عين السياسيه التي تقوم عليها الأنظمة الدكتاتورية لأن متى ما تكاتفت الأمة أصبحت قوية ،ففرعون قام بتمزيق أبناء الشعب الواحد ليكون موقفهم ضعيفًا ، بالإضافة الى إراقة الدماء والإعتداء على الشرف و الأعراض .. هذا النوع من السياسات التي خلدها القرآن ، أمّا العاقبة لتلكم الحكومات فهي الهلاك ولا يدوم لهم ملكهم لكي يكونوا عبرة لمن بعدهم .



و هنا تسائل الشيخ سؤالًا مهمًا حول أنواع السياسات ، هل للسياسه دين ؟ وقد أجاب قائلًا : عندما نقف مع أنواع السياسات سنجد بأن السياسات التي تتحرك بها أنظمة الحكم على ثلاثة أنحاء ، أولها سياسة المصالح ، والتي يقوم بها حاكموها بحماية مصالحهم ، و الوصول الى غاياتهم بمختلف أنواع الوسائل و الأدوات ، كما كان يفعل بنو أمية وبنو العبّاس .  ثانيًا ، سياسة المبادىء ، والتي كانت حكومة رسول الله ( ص ) تقوم عليها و على إثرها حكومة علي بن أبي طالب ( ع ) ، ثالثًا ، السياسة التي لبست ثوب المبادىء ولكنها تهدف الى المصالح ، فهذه السياسه تسعى لأغراض سياسية ، لكنها لا تصل لهدفها إلا من خلال لبس ثياب الإستقامة و الإصلاح ، كما كان يفعل ابن زبير و الزبيريون قديمًا ، وكما فعل الزعيم التركي مصطفى كمال اتاتورك حديثًا ، واللذي حكم تركيا من خلال المساجد والجوامع والتيارات الإسلاميه و من خلال المحجبات و أصحاب اللحى ، ولكنه ما إن وصل للحكم منع الحجاب  و تحية الإسلام  ومنع المحاكم الإسلاميه وكل شعيرة اسلامية .



وقد ختم الصفا موضوعه بأن سياسة المصالح لها قواعد اساسية تتحرك منها كل سياسة ، و لها مبادئ تتحرك على ضوئها ، أولًا أنانية الحكم ، فالأنظمة ذات السياسات المصلحية تتحرك من أجل ال " أنا " ، فيتقاتل الناس و تسفك الدماء ، فلا عبرة لما بحصل ، الأهم هو البقاء في الحكم ، ثانيًا ، سحق كرامة الإنسان ، فالإنسان يكون فيها مسحوق الكرامه ولا قيمة له . ثالثًا التدليس والتزييف و نشر الحقائق الكاذبة ( الإعلام الضال ) لكي يبيض وجه الأنظمة . رابعًا ، إنعدام القيم والمبادئ ، فالقيمة هي التي تتدخل في القرار و الفعل أمّا المُنسلخ في قيمهِ ، فإنه ينقلب كل يوم كما فعل عمرو بن العاص رائد سياسة المصالح . آخر نقطة ذكرها الشيخ وهي إستخدامها لأساليب تخالف الإنسانية . 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع