شارك هذا الموضوع

القواعد الفقهية و الفلكية لثبوت الهلال

 في ثاني ليالي شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، وتحت عنوان " القواعد الفقهية و الفلكية لثبوت الهلال " ، واصل سماحة الشيخ إبراهيم الصفا سلسلة محاضراته بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، حيث ابتدأ بقول رسول الله ( ص ) : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثينه " ،


حيث أن حديث الرسول من الأحاديث المتواترة عند السنة والشيعة فالنبي في مقام وضع الآليه لاثبات هلال شهر رمضان ، فهناك آليه عملية فقهيه ووسيله أكّد عنها النبي لبيان الوظيفه العملية للمكلفين التي يتم من خالالها اثبات هلال شهر رمضان ، وهنا إبتدأ سماحة الشيخ بمقدمة من خلال تقسيم الأمور العبادية الى قسمين ، قسم عبادات موقوته بزمنٍ مُحَدّد ، فلا قيمة لها ولا آثار تُحقّق إلّا بذلك الوقت المحدد كالحج و الصلوات الخمس ،


أما القسم الآخر فهو العبادات التي لا تُحدّد بزمان ، مثل الصدقات و الصلوات المستحبّة ،صيام شهر رمضان من العبادات المقيدة بزمن محدّد وهو ثبوت هلال شهر رمضان ، ولقد وضع لنا النبي أداة عملية وعلامة واضحة لدخول الهلال وخروجه ، وإن ما نريد الحديث عنه هو الإجابة عن  القواعد الفقهية والقواعد الفلكية لإثبات هلال شهر رمضان ..


هناك سوء فهمٍ من الأّحبّة تِجاه العلماء في إِثبات الهلال - الذي يؤدي الى اختلاف في المواقف - قد تبعث هذهِ الحالة الى الإستياء و الإِنزعاج ويُحمّلون هذا الإختلاف العلماء ، فالعلماء يبرزون ما يوجد في رسائل الفقهاء ، فهل أن الهلال يثبت بالحسابات الفلكية أم بالعين المسلحة أم بالعين الحسِّية فإن هذا الإختلاف موجود في الرسائل العملية .


و هنا تسائل الشيخ عن السر في اختلاف العلماء على مستوى ضبط القاعدة الفقهية ، لماذا أحدهم بالعين وآخر بالفلك ، وآخر بالعين المسلحة ؟ الوقوف على الأدلة الثابته عندنا ، اختلاف العلماء على مستوى الصناعة الفقهية ، فهناك فرق أن تؤخذ الرؤيا عن نحو الطريقيه أو الموضوعيه ، وهنا ضرب الشيخ مثالًا توضيحيًا ، فمثلًا الخنزير نجس وفق القواعد الفقهيه ، فالخنزير موضوع و نجس هو حكم ، كلّ تغيّر في الموضوع يتبعه تغيّر في الحكم ، فتراب الخنزير مثلًا طاهر بسبب اختلاف الموضوع ، الموضوع أحيانًا يؤخذ على نحو " الموضوعية " وأحيانًا على " الطريقيّة " ، إن الهلال المرئي بالعين موضوع ، يصام لرؤيته هذا حكم ..


هل الرؤية بالعين هي موضوع أم طريق يورث الإطمئنان بوجود الهلال ؟ ، توجد مدارس كثيرة ، فالسيد محمد فضل الله قدس سره ، يعتمد على الفلك ، السيد القائد يعتمد على العين المسلحه  لكنه لا يرى الرأي الأول ، أما الرأي المشهور بأنه لا تثبت الرؤية إلا من خلال الرؤية الحسية ،إذًا لا ريب أن الإختلاف على مستوى الفتوى يختلف في التطبيق ، سماحة الخوئي يرى بأن ثبات الهلال بالعين الحسيّة ؛ لكنّه يضيف وحدة الأفق ، فالبلدان التي تشترك بجزءٍ من اللّيل ، فإنه إن ثبت الهلال عندهم يترتب على ذلك ثبوت الهلال عندنا .


ثم أضاف الشيخ ، من مصادر الإختلاف لو غمّ علينا الهلال ولم نره ، و في اليوم الثاني و اذا بالهلال لاح بالأفق وقد ظَهر مُطَوّقًا ، و يوجد به اشعاع نوراني باهت فإن السيد الخوئي يقول بأن الليلة هي ليلة الثاني من الشهر ، وهنا دعا الشيخ المؤمنين على تفهّم حقيقة الإختلاف ، فالإختلاف ليس إختلاف على مستوى التشخيص في الشهادة ، المسأله مسألةٌ فقهيةٌ ، سماحة المرجع الحكيم ، يقول ، بأنه لو لم يُرَى الهلال في البلد فيجوز التعويل على بلد آخر ولكن يجب أن يكون البلد من بلدان العالم القديم ( آسيا افريقيا اوروبا ) ، أمّا القواعد الفلكية التي ينبغي أن نتعرف عليها في مقام الإشهاد ،


أولًا يجب أن تكون ولادة للهلال ، لان الهلال يقطع الدورة التي تتطلب 29 يومًا و 12 ساعه و 44 دقيقة ،


ثانيًا ، هل قول الفلكي حجّة أم لا - قطعا قول فضل الله حجّه - ، الرأي المشهور بأن نفي الفلكي في ولادة الهلال حجّة ، لان الأصل هو عدم الرؤية ، و أما في حالة الإثبات فإن التعويل محل خلاف و الأشهر هو عدم التعويل ،


ثالثًا ، إمكانيه الرؤية ، فإمكانية رؤيته تكون بعد 16 ساعه من الولاده ، فلا عبرة بحجم الهلال .


رابعًا ، تمكن رؤية الهلال فقط عندما تغيب الشمس قبل غياب القمر ، و تستحيل الرؤية أيضًا عندما يكون الفارق بين غروبه وغروبها أقل من 35 دقيقة ، فإن شعاع الشمس في تلك الحالة لا يزال يمنع رؤية الهلال .


خامسًا ، يجب أن تكون درجة الزاوية بين غروب الشمس و بين غروب القمر ما لا يقل عن 5 درجات على خط الأفق ، وذلك لاسباب عدة أولها ، أن الغلاف الجوي فيه انعكاسات شديدة فلمّا يكون القمر فوق ال 5 درجات لن يتأثر بالإنعكاسات ، و ثانيُا الأبخرة المتصاعدة و ثالثًا ، كثير من المناطق المرتفعه والهضاب تتجاوز ال3 درجات .


وفي الختام دعا سماحة الشيخ الى العودة للكتب التي تعطينا بصيرة في تشخيص امكانية اثبات الهلال .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع