شارك هذا الموضوع

الضيافة الإلهية .. شروطها و آثارها

ابتدأ سماحة الشيخ إبراهيم الصفا أولى محاضراته ، وذلك في ليلة الحادي من شهر رمضان المبارك لعام 1435 هـ ، بحسينية الحاج أحمد بن خميس بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أَيُّهَا النَّاسُ ! إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ . شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ . هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ . أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ " .


وقد استرسل قائلًا : عندما يقف المؤمن ليتحدّث عن الضيافه فلابدَّ التفريق بين الضّيافه الدنيوية و الضّيافه الملكوتية ، ضيافة المؤمن من المؤمن ، او لعبد ، فإن المستفيد من الضيافه هو نفس المُضيّف ، وَلكن عندما ننزل ضُيوفًا عند الله فإن المستفيد هو المُضيفُ النازل في ساحه الله ، وقد ذكر سماحة الشيخ حادثةً حدثت في زمان النبي محمد (ص) ، وهي  لرجلٍ سخي يحب إكرام الضَّيف وكان لا تَمضي عليه وجبة الا وينزل على مائدته ضيف ، ولمّا تزوج الرجل ، تزوج إمراه بخلاف طباعه فكانت تبغض اكرام الضيوف ، فيكفهر وجهها ويتغير حالها ، فما كان من المؤمن الى المضي الى رسول الله (ص) ، فاخبره الرسول (ص) : اذهب اليها واخبرها بان ضيف سينزل عليها وهو الرسول ، ثم قل لها اذا دخل الرسول انظري ما يدخل معه وما يخرج معه ، فذهب اليها واخبرها ان رسول الله سيحل ضيفًا عليهم ، فلما دخل النبي عليهم ومعه رجلان من الصحابه ، واذا من وراءه موائد متنوعه من مختلف الأطعمه والفواكه ، وعندما أراد أن يخرج واذا من ورائهم حيات وعقارب وثعابين
، وهكذا أراد رسول الله أن يعلمنا بأنها صور ملكوتية تنزل كلما نزل الضيف ، إذن المستفيد هو المضيّف ، وهو الذي يخرج الناس لداره ..


ثم أكمل الشيخ ، توجد صور ملكوتيه قد يغفل غنها الناس ، فللضيافة نوعان ، ضيافةً دنيوية يستفيد منها المضيف و ضيافة ملكوتية ، والتي يستفيد منها هو الضيف وهم نحن جميعا .


وقد قسّم الشيخ الضّيافة الملكوتية الى ثلاثة أركان ، أولًا ، المُضيّف وهو المولى فمن أراد ضيافة يَستلهِمُ منها الخيرات ، فلابد أن يعرف المضيّف الذي يضيّفه ، يجب أن نعرف على بساط من يجثو بركبتيه وهو الله ، فاذا كان العبد جاهلا بالله ، فإن الجهل يدعو لسوء الأدب لله ، فلابد من الحاجة لتعميق المعرفة بالله ، فمن خلال رسول الله و أهل العصمة نجد المعرفة و الإطمئنان .


ودعا الشيخ بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك المؤمنين بتخصيص وقت لدراسة العقيدة التي تُنمّي البُعد العقائِدي و الفِكري ، و التأمل في الصحيفة السجادية المروية عن زين العابدين ، علي بن الحسين السجّاد عليه السلام ، و أن نأخذ شيئا من المرويات عن أهل البيت ، ثانيًا ، الضَّيف وهم المؤمنون الذين دعاهم المولى فيجب ان يسلّموا بأن الضيافه ليست مادية وانما ملكوتية والحضور فيها حضور بالأرواح والقلوب لا بحضور بالأبدان ، فلابد من الإكثار من الإستغفار وأن يسألوا الله بقلوبٍ طاهرة و نياتٍ صادقة ، وقد اختتم سماحة الشيخ حديثه بالركن الثالث من الضيافة الملكوتية وهي آداب وقواعد الدعوة الملكوتية

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع